نبض أرقام
08:27 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

تجربة "روتردام" الفريدة: بدلا من مكافحة التغيرات المناخية.. هكذا يمكن التكيف معها

2018/06/08 أرقام

في إحدى الأمسيات خلال مارس/آذار الماضي، انبثقت طبقة من الضوء الأزرق الشاحب وبدأت تنتشر خارج مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وبدت كأنها سطح مياه أعلى رؤوس المارة، ربما يكون هذا الأمر مبهرا للبعض، ولكنه يشكل تهديدا حقيقيا وتحذيرا بالغ الخطورة.
 

أطلق أحد الفنانين هذه الطبقة المبهرة من الضوء الأزرق لتكون بمثابة محاكاة لما سيحدث حال عدم التحرك إزاء ارتفاع مستويات سطح البحر جراء التغيرات المناخية.



 

وأفاد الفنان الهولندي "دان روزجارد" بأنه أطلق اسم "ووترليخت" (ضوء المياه) على هذه الطبقة الزرقاء مشيرا إلى أن نيويورك واحدة من المحطات في جولته بمدن عالمية للتوعية من تهديدات التغيرات المناخية وتنبيه البشر حيال مستقبل مائي بسبب ارتفاع مستويات البحار والمحيطات نتيجة زيادة درجة حرارة الأرض.



 

وتشهد مدن ساحلية عدة حول العالم مثل "شنغهاي" و"ميامي" و"أوساكا" و"نيويورك" و"روتردام" - حيث يعيش "روزجارد" - تهديدات بالغرق بسبب ارتفاع مستويات سطح البحار والمحيطات حول العالم لتتساءل "الإيكونوميست" في تقرير: "كيف يمكن بناء مدينة تصمد أمام ارتفاع مناسيب المياه؟"

 

المثال الهولندي
 

- ينخفض أكثر من 80% من ساحل بحر الشمال في هولندا عن مستوى سطح البحر، ومنعت السلطات تدفق المياه بواسطة منظومة السدود والحواجز ومصدات العواصف تعرف باسم "دلتا وركس".

 

- مع ذلك، فإنه بحلول نهاية القرن الحالي، من المتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر بحوالي متر الأمر الذي ينذر بغرق سواحل هولندية، وبدأت البلاد بالفعل تشهد زيادة في تساقط الأمطار والفيضانات.

 

- تتفاقم الأمور عندما تسحب آلاف المضخات المياه إلى أسفل مما ينذر بغرق الأنفاق أو البنية التحتية أو الإنشاءات تحت أراض هولندية – لاسيما "روتردام" – ومن هنا بدأ تغيير التفكير في السنوات الأخيرة: فبدلا من العمل لمقاومة المياه، لماذا لا يتم إعادة هندسة المدينة للتكيف مع زيادة المياه نفسها؟

 

- وجدت السلطات الهولندية حلولاً عملية لتصريف المياه الفائضة من تساقط الأمطار والفيضانات من خلال تدشين ساحات مائية بأنماط معينة تغذي مناطق أو منشآت أخرى كملاعب رياضية ومناطق خضراء – على غرار "Benthemplein" بمدينة "روتردام".

 

- تعد "بنثيمبلين" واحدة من بين خمس ساحات مائية في "روتردام" صممتها شركة "De Urbanisten"، ويمكن للساحة الواحدة استيعاب 1.7 مليون لتر من المياه الفائضة حيث تستقبل المياه المتدفقة من الشوارع وأسقف المنازل المحيطة.

 

- عندما تتساقط أمطار غزيرة، تمتلئ أحواض الساحات المائية الواحد تلو الآخر ويتم تصريف هذه المياه إما لتغذية نباتات وحشائش أو الاحتفاظ بها لأوقات لاحقة.

 

- دشنت هولندا ما يسمى بـ"المركز العالمي للتميز" من أجل التكيف مع التغيرات المناخية، وهو مشروع مشترك بين "أمستردام" والأمم المتحدة واليابان، ويزور أكثر من 100 وفد دولي هذا المركز سنويا للتعرف على أحدث التقنيات التي أعادت رسم صورة "روتردام" وأصبحت لا ترى التغيرات المناخية مشكلة.

 

 

بنية تحتية تواكب التغيرات المناخية
 

- حددت "روتردام" ملامح لبنية تحتية فريدة من نوعها حيث إنها تختص بالتكيف مع التغيرات المناخية مثل إعادة تمهيد الطرق وتنفيذ مشروعات عامة كساحات المياه بالإضافة إلى مخططات هندسية مختلفة.

 

- أنشأت "روتردام" "حديقة للأمطار" في ساحات انتظار قديمة للسيارات وصممت بشكل يتيح تجميع المياه المتدفقة من الممرات والشوارع والطرق أثناء هطول الأمطار ثم توزيعها إلى مناطق في حاجة إليها مثل النباتات التي تفتقر لمياه غزيرة بالإضافة إلى تأسيس مراكز تخزين للمياه.

 

- تصمم شركة "دومين" المعمارية منازل عائمة في منطقة "Nassauhaven" – وهي واحدة من ثلاثة مرافئ قديمة بالمدينة – حيث يتم تحويلها إلى منطقة سكنية يمكنها التكيف والصمود في مواجهة الفيضانات وارتفاع مناسيب المياه.

 

- من أكثر الأشياء المبهرة إنشاء مزرعة ألبان عائمة سيتم افتتاحها في سبتمبر/أيلول المقبل، واستلهمت فكرتها من الإعصار "ساندي" الذي تعرضت له نيويورك عام 2012 وأغرق شوارع المدينة بالفيضانات كما أغلق المحال التجارية وعجز مواطنون عن إيجاد الغذاء.

 

- بنيت مزرعة الألبان العائمة بتكلفة تصل إلى حوالي ثلاثة ملايين دولار ومساحتها 1200 متر مربع وسوف تنتج ألف لتر من الحليب يوميا يتم بسترته إلى زبادي وجبن ومنتجات ألبان أخرى.

 

- في المزرعة العائمة، ستوضع أربعون بقرة ترعى داخل حظائر مليئة بالأشجار، ويمكنها الصمود أمام الأعاصير، كما أن هناك خططًا لمزرعة دواجن عائمة وغيرها.

 

- ألهمت أفكار "روتردام" مشروعات شبيهة في "فلادلفيا" حيث إن هناك مبادرة بقيمة 2.5 مليار دولار لإنشاء حدائق للأمطار على مدار 25عاما، وبالمثل في "كوبنهاجن".

 

- لا ترتكز تلك المشروعات على منشآت أو مزارع عائمة فقط، بل إنها تتطرق لخزانات تحت الأرض للمياه وساحات انتظار للسيارات يمكنها الصمود أمام الأعاصير.


التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.