نبض أرقام
08:26 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

لم قد يكون هذا الزعيم أحد قادة التغيير في العالم؟

2018/05/30 أرقام

أصبح الاتجاه العالمي نحو قيادة الرجل الواحد القوي أكثر رسوخًا وآخذا في التمدد من الشرق إلى الغرب ومن الديمقراطيات إلى الأنظمة الأوتوقراطية، لكن على عكس المتوقع، فشخصيات رئيسية مثل "شي جين بينغ" و"فلاديمير بوتين" و"دونالد ترامب" و"رجب طيب أردوغان" و"رودريغو دوتيرتي"، تحظى بمكانة أصغر في هذا المشهد.

 

والسؤال المهم الإجابة عنه هنا هو هل ينتمي رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" إلى صدارة هذه القائمة، حيث يبلغ تعداد سكان الهند الآن ما يربو على 1.3 مليار نسمة، وربما تتجاوز الصين لتصبح أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، بحسب تقرير لـ"فايننشال تايمز".

 

تميز "مودي"
 

- تعد الهند حاليًا ثالث أكبر اقتصاد في العالم من حيث القوة الشرائية، ويبلغ معدل النمو بها أكثر من 7% سنويًا، ويقول عنها الكاتب والصحفي "جيمس كرابتري": مع تعثر الديمقراطية في الغرب، فإن مستقبلها في الهند لم يكن أكثر أهمية كما هو الآن.

 

 

- تزداد أهمية الهند مع غموض موقف السيد "مودي" الذي يمكن تصنيفه كـ"أوتوقراطي- ديمقراطي"، فرئيس وزراء البلاد هو مصلح اقتصادي جاد يتمتع بشعبية حقيقية.

 

- لا يتسم أسلوبه بالعدائية مثل الرئيس الروسي "بوتين" وليس جامحًا مثل "ترامب" أو "دوتيرتي"، كما أنه يخضع لمزيد من الضوابط والتوازنات أكثر من السيد "شي".

 

- مع ذلك هناك حالة من القلق بين الليبراليين حول التهديدات التي تواجه حرية الصحافة واستقلال القضاء، واحتمالات خلق حالة من الاستقطاب المجتمعي لتعزيز القاعدة السياسية لزعيم البلاد، وهي مخاوف مشابهة لما في أمريكا والصين وتركيا.

 

الكل يتغير بعد الفوز

 

- بالنسبة لـ"مودي" و"ترامب"، يعملان كلاهما في ديمقراطيتين راسختين، واعتليا سدة الحكم بفضل نجاح الحملات الانتخابية في الترويج لهما كحاملي لواء الأغلبية الصامته ومقاومة النخب الفاسدة والدفاع عن الأقليات.

 

 

- مع ذلك، ارتبط كلا الرجلين بخطاب سياسي متطرف على نحو متزايد، سواء عبر التلفزيون أو وسائل الإعلام الاجتماعي، واستخدما سياسة الهوية لحشد الدعم، وهو أمر يؤجج التوترات الطائفية في الهند تحديدًا.

 

- مؤخرًا شارك بعض القادة المحليين لحزب بهاراتيا جاناتا في شمال الهند، في مظاهرات مؤيدة لمتهمين في قضية اعتداء جنسي وقتل، على أساس عنصري، وكان "مودي" بطيئًا في احتواء الموقف.

 

- مع التباطؤ، كتب 49 من كبار موظفي الدولة المتقاعدين رسالة، اتهموه فيها بإثارة مناخ مرعب من الكراهية والخوف والوحشية في الهند، مضيفين أنه في عصر ما بعد الاستقلال تعد هذه أحلك لحظات البلاد.

 

- هذا النوع من الإدانة المفتوحة لرئيس الوزراء يتطلب عادة بعض الشجاعة، خاصة في الوقت الذي يطارد فيه منتقدو "مودي" على وسائل التواصل الاجتماعي ويمكن إخضاعهم لضغوط شديدة من السلطات.

 

تغيير حقيقي

 

- يرى المدافعون عن "مودي" أنه من الطبيعي وقوع بعض الأحداث المخيفة في بلد تعداد سكانه يفوق المليار شخص، لكن الملحوظ أن المخاوف من وقوع أعمال عنف واسعة النطاق في البلاد مع توليه السلطة في 2014 لم تتحقق.

 

- في الواقع شهدت الهند أمثلة أسوأ بكثير من العنف الطائفي في فترة ما قبل "مودي" مثل تلك التي وقعت عام 1984، لكن رغم الانسجام الذي تبدو عليه البلاد الآن يقول المناصرون إن خطة أعمال رئيس الوزراء تدور بالأساس حول التنمية والاقتصاد وليس القضايا الثقافية.

 

 

- على الصعيد الوطني، كان أداء "مودي" متباينًا، ويرى البعض أن قراره عام 2016 بالحد من السيولة النقدية في البلاد بشكل كبير لمكافحة الاقتصاد الأسود، كان أكثر ضررًا.

 

- إلا أن إصلاحاته الأخرى، ستحسن الآفاق الاقتصادية طويلة المدى للبلاد، فمثلًا يمكن بفضل تطبيق ضريبة السلع والخدمات على المستوى الوطني، رفع الحواجز التجارية بين ولايات الهند، مع زيادة الحصيلة الضريبية بالطبع.

 

-  المزج بين النمو الاقتصادي القوي وشعبية السيد "مودي" والسلام الاجتماعي النسبي، ساهم في تعزيز سمعة رئيس الوزراء الهندي ليحظى باحترام دولي واسع.

 

- إذا فاز "مودي" مجددًا في الانتخابات العامة التي ستعقد في 2019، سيدعم ذلك موقعه كواحد من الشخصيات السياسية الرائدة في العالم، لكنه لن ينهي القلق بشأن مشروعه السياسي، ويظل الخوف قائمًا من الاستبداد المحتمل الذي يصحب استمرار بعض القادة في مناصبهم طويلًا. 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.