نبض أرقام
08:33 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

ما السبب وراء ازدهار بنجلاديش؟

2018/05/14 أرقام

أصبحت بنجلاديش إحدى قصص النجاح المميزة وغير المتوقعة في آسيا خلال السنوات الأخيرة، حيث كانت ذات يوم أفقر الدول في جنوب القارة، ودمرها الفقر والمجاعات لعدد من السنوات بعد الاستقلال عام 1971 وبحلول 2006 بدت ظروفها ميؤوساً منها، لكنها سجلت نمواً أسرع من باكستان، ولكنه اعتبر حظاً ليس إلا.

وكانت هذه السنة نقطة تحول، وتجاوز معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في بنجلاديش نظيره في باكستان بنسبة 2.5% سنوياً، وهذا العام يتوقع أن يتجاوز معدل النمو في الهند، وفقاً لما ناقشه تقرير "بروجيكت سينديكيت".

وعلاوة على ذلك فإن النمو السكاني في بنجلاديش عند 1.1% وهو أقل منه في باكستان عند 2%، والذي يعني أن دخل الفرد ينمو بوتيرة أسرع من نظيره في باكستان بنحو 3.3% سنويا.

 

 وستتفوق بنجلاديش على باكستان من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في 2020، وحتى مع تصحيح  تعادل القوة الشرائية.


 

 كيف تم التحول الهادئ؟

 

- كما هو الحال مع جميع الظواهر التاريخية الكبيرة، لا يمكن أن تكون هناك إجابات محددة ولكن هناك أدلة، حيث قادت التغيرات الاجتماعية التحول الاقتصادي، والتي بدأت بتمكين المرأة.

- بفضل جهود المنظمات غير الحكومية مثل "جرامين بنك" – الذي أسسه "محمد يونس" الحائز على نوبل للسلام – ومنظمة التنمية "بي آر إيه سي" وبالإضافة إلى الكثير من الأعمال الأخيرة للحكومة، حدث تحول كبير نحو تعليم الفتيات وزيادة فرص المرأة في المنزل والمجال العام.

- ترجمت هذه الجهود إلى تحسن تعليم الأطفال وحالتهم الصحية، ووصل متوسط عمر الفرد إلى 72 عاماً، بالمقارنة بمتوسط أعمار الهنود والباكستانيين عند 68 و66 لكل منهما على التوالي.

 

- دعم الحكومة لمبادرات الشمول المالي، فهناك 34.1% من البالغين الذين لديهم حسابات بنكية في 2017 قاموا بعمليات مصرفية عبر الإنترنت، بالمقارنة بمتوسط 27.8% في غرب آسيا، و10.4% فقط من الحسابات المصرفية في بنجلاديش كانت بدون عمليات إيداع أو سحب، مقابل 48% في الهند، وفقاً لبيانات البنك الدولي.

- نجاح صناعة الملابس بشكل كبير في بنجلاديش، وإحدى النقاط الملحوظة هي كبر حجم شركات تصنيع الملابس بالمقارنة بنظيراتها الهندية، ويعود ذلك بشكل كبير إلى قوانين العمل المختلفة وقدرة الشركات على التعاقد مع العمال.

 

 

هل يستمر الأداء الاقتصادي قوياً؟

 

- آفاق النمو الاقتصادي في بنجلاديش قوية وممتازة، ولكن هناك مخاطر سيحتاج صانعو السياسات أخذها في الاعتبار، فبالنسبة للاقتصادات المبتدئة في الانطلاق، يميل الفساد والمحسوبية وانعدام المساواة للزيادة، مما يعرقل النمو ولا تعد بنجلاديش استثناءً.

- التهديد الأكبر الذي قد يفضي إلى نكسة اقتصادية حادة، هو الجماعات الأرثوذوكسية والأصوليين، الذين يعارضون استثمارات بنجلاديش الأخيرة في الاصلاحات الاجتماعية، وهو ليس بحدث عابر فالعديد من الاقتصادات انعطفت عن توجهها لهذا السبب عبر التاريخ.

 

- على سبيل المثال، كانت البرتغال في ذروة قوتها في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وانتهت هذه القوة سريعاً، بعدما أصبح التعصب الديني هو الحاكم للقوة السياسية في الإمبراطورية.

- بنجلاديش بحاجة لتوخي الحذر من الرجوع للوراء، وتعبر حكومتها عن التزامها التام نحو احتواء المخاطر، وفي حالة استمرار نجاحها ستكون بنجلاديش في طريقها الذي لم يمكن تخيله منذ عقدين من الزمن

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.