نبض أرقام
08:34 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

"البداية الناعمة".. طريقك لضمان نجاح شركتك

2018/04/28 أرقام - خاص

لطالما كان البدء في مشروع جديد، سواء كان شركة صغيرة أو مشروعًا في التكنوولجيا الحديثة أو مبادرة جديدة لشركة قائمة بالفعل أمرًا صعبًا، حيث يتم الاعتماد على عمل خطة استثمارية وجمع فريق العمل ثم إنتاج السلعة (الخدمة) وبعد ذلك العمل على بيعها بكل قوة.

 

تقليل المخاطر لمواجهة الفشل
 

وعلى الرغم من أن هذه هي الوصفة التقليدية المتاحة لأغلب الأعمال، إلا أن دراسة لكلية "هارفارد" للأعمال أكدت أن 75% من المبادرات الجديدة أو الشركات الناشئة تفشل بعد بدايتها بفترة وجيزة، وأن كثيرًا منها يواجه بتحديات كبيرة في أكثر من مرحلة.
 

 

ولمواجهة ظاهرة فشل الشركات الجديدة اقترح "إيريك ريز" في كتابه "البداية الناعمة" إستراتيجية جديدة تقوم على تقليل المخاطر للأعمال الناشئة والمبادرات الجديدة، من خلال الاعتماد على التجربة بدلًا من التخطيط النظري، وتقديم رد فعل العميل على رأي المؤسسة، وإقرار "خطة مرنة" بدلًا من الإصرار على "الصورة الكبرى".
 

ويرى "ريز" أن المنظمين يرتكبون الأخطاء نفسها، فهم يعدون خطة كبيرة ويقدمون إنتاجهم للأسواق دون اختبار حقيقي لرد فعل المستهلك، ويبنون قراراتهم بناء على معلومات خاطئة في الكثير من الأحيان، بل إن بعضهم يتمسك ببعض الأفكار الخاطئة لفترات طويلة خوفًا من الخسائر التي سيجلبها تغييرها، رغم أن الاستمرار فيها يكون أعلى تكلفة.
 

فعلى الشركات ألا تكتفي بتخطيطها النظري، بل أن تطرح منتجًا مبدئيًا بأسرع ما يمكنها وتعرضه على شرائح من المستهلكين المحتملين وتحصل منهم على رد الفعل بخصوص كل جانب من جوانب المنتج، بما يوفر على الشركة آلاف الساعات من العمل النظري.
 

بل ويمكن للشركة أيضًا أن تقوم بعمل عدة نماذج من المنتج بخصائص مختلفة بحيث تختبر رد فعل المستهلكين على كل منتج بشكل منفرد، بما يمدها بالمعلومات "الحيوية" حول أي تلك النماذج أفضل وأكثر قبولًا بين المستهلكين.
 

مواجهة المنافسة قبل ميلادها
 

والفكرة هنا أن المستهلكين قد يقبلون منتجًا ما لأنه جديد كلية أو لا منافس له حاليًا، ولكن مع طرح منافسين آخرين لمنتجات أخرى قد يتراجع اهتمام المستهلك بالمنتج لحساب منتجات المنافسين، لذا فيكون على الشركة أن تطرح كل الأشكال الممكنة للمنتج لتوفره بأفضل صورة بما يقيها آثار المنافسة لاحقًا.
 

 

وفي كثير من الحالات تواجه الشركات صراعًا داخليًا بين فريق يريد استمرار الشركة في منحى إنتاجها الحالي أملًا في تحقيق نتائج أفضل لاحقًا وفريق آخر يريد تغيير التوجه الإستراتيجي للشركة، وهنا يكون التحليل المحاسبي شديد الأهمية.
 

ويرى "ريز" أن هناك مبدأ يجب أن تطبقه الشركات الجديدة وهو "المحاسبة الخلاقة" التي لا تتوقف عند حجم العائدات أو الأرباح أو حتى الخسائر فحسب، بل تتخطى ذلك لتركز على مدى التغير في كل من تلك المؤشرات فضلًا عن درجة تكيف المستهلك مع المنتج الذي توفره الشركة.
 

فقد تحقق الشركة أرباحًا لكن المستهلك يبتعد عن منتجاتها تدريجيًا بما يظهر في ثبات أو تراجع المبيعات، والعكس صحيح، فقد تحقق الشركة خسائر ولكن المستهلك يكون في سبيله لاستيعاب المنتج والتكيف معه، بما يؤشر لأرباح مستقبلية ممكنة.
 

والكثير من الشركات قد تضع لنفسها "طريق خسائر" تقبله، بمعنى أن ترصد مليون دولار مثلًا لتنفق 100 ألف دولار شهريًا منها للإبقاء على الشركة قائمة لمدة 10 أشهر حتى تستطيع الشركة أن تبدأ في جني الأرباح.
 

ولكن الصواب هنا أن يتم قبول الخسائر وفقًا للدرجة التي تحقق الشركة فيها أهدافها، فلو كانت تحقق أهدافها من حيث الانتشار وقبول المنتج فإن الخسائر مقبولة، والعكس صحيح، فالمعيار يجب أن يكون التقدم نحو الأهداف وليس الوقت.

 

تويوتا و"التصنيع الناعم"
 

وتزداد أهمية مدخل "البداية الناعمة" وفقًا لـ"ريز" مع ازدياد عدد المشاريع القائمة على الأفكار والمبادرات الجديدة في الاقتصاد بما يجعل ظهور منتج مبدئي أمرًا ممكنًا، بل ويمكن اختبار المنتج من خلال الإنترنت دون جهود ونفقات تسويق مباشر كبيرة.
 


ويرجع الكتاب النجاح الاستثنائي الذي تحققه شركة "تويوتا" اليابانية إلى اعتمادها على منطق "التصنيع الناعم" والذي يقوم على توفير نماذج لموديلات سياراتها الجديدة أو للتعديلات على تلك القائمة بشكل تجريبي في الأسواق قبل طرحها تجاريًا، بما يجعلها تحصل على رد فعل المستهلك وتجري تعديلات تجعلها تلبي رغبات المستهلك بدقة استثنائية.
 

والفكرة في البداية الناعمة، كما يقول الكاتب، هي أن تجعل الشركات منتجاتها تحت الفحص باستمرار، وتخضعها للتغير المستمر، ففكرة تغيير الشكل كل عام والتكنولوجيا كل 3 أعوام (التي توصي بها كتب الإدارة التقليدية) لم تعد قابلة للتطبيق في اقتصاد عالمي يفرز منتجًا كل عدة ثوانٍ.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.