نبض أرقام
08:20 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

معضلة التحول إلى الطاقة النظيفة.. هل تجبر شركات النفط على تغييرات جذرية سريعة؟

2018/04/19 أرقام

بينما كان الرئيس التنفيذي لـ"بي بي" "بوب دادلي" يشرح إستراتيجية الشركة الجديدة للتكيف مع نظام الطاقة منخفض الكربون خلال مؤتمر في لندن هذا الأسبوع، كان بين الحضور في الصف الأول سلفه "جون براون".

 

وتوجه "دادلي" بالحديث إلى "براون" في نهاية خطابه قائلًا: أتمنى أن يكون ما سمعته جعلك تشعر بالفخر، ويرجع ذلك إلى كون "براون" من بادر بتحرك "بي بي" نحو الطاقة المتجددة في العقد الأول من القرن الجاري تحت شعار "ما بعد النفط".

 

وكان تواجد اللورد "براون" في هذا المؤتمر، سببًا للتذكير بالمعضلات التي واجهت الشركة وأقرانها من عمالقة النفط والغاز في أوروبا مثل "شل" و"توتال" أثناء انطلاقهم نحو الاستثمار في تكنولوجيات الطاقة النظيفة، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".

 

 

في نهاية المطاف تم شطب معظم أصول الرياح والشمس والوقود الحيوي التي ضخت "بي بي" فيها 8 مليارات دولار تحت قيادة "براون"، لأنها -كما أشار "دادلي"- قامت على اعتقاد خاطئ، وهو أن صناع السياسة سيبدأون النظر في تغير المناخ وخلق الحوافز المناسبة لتطوير الطاقة الخضراء، والحقيقة أن أيا من ذلك لم يحدث قط منذ عقدين.

 

لكن شركات النفط والغاز الأوروبية تراهن على أن الظروف قد تطورت حاليًا بما يكفي للدفع من جديد نحو الطاقة الخضراء، ووفقًا لـ"دادلي" ستستثمر "بي بي" نحو 500 مليون دولار سنويًا في تكنولوجيات أنظف للطاقة، فيما أعلنت منافستها "شل" خططًا لنفقات رأسمالية سنوية تتراوح بين مليار وملياري دولار على ما تسميه "الطاقات الجديدة".

 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "شل" "بن فان بيردن": نحن أكثر من مجرد شركة تنقيب وإنتاج للنفط والغاز، لكن علينا إثبات أننا نستطيع كسب المال من هذا (الاستثمار في الطاقة المتجددة وشحن السيارات الكهربائية).

 

وتعمل أيضًا "توتال" الفرنسية على تنويع استثماراتها بالدخول إلى تكنولوجيات الطاقة الشمسية والبطاريات، فيما تركز "شتات أويل" على أعمال طاقة الرياح البحرية، علمًا بأن جميعهم تحركوا بتشجيع -بجانب بعض الغيرة- من تصور الثورة الخضراء الذي وضعه اللورد "براون".

 

وشكلت مصادر الطاقة المتجددة نصف النمو العالمي في مجال توليد الكهرباء خلال عام 2017، وتمثل الآن ربع القدرة الإنتاجية الإجمالية للطاقة -حال احتساب المصادر الكهرومائية-، وفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية.

 

 

أعلنت مجموعة واسعة من البلدان والمدن الرئيسية حول العالم في المملكة المتحدة وفرنسا والصين والمكسيك، خططًا طويلة الأجل لحظر أو تقييد مبيعات مركبات البنزين والديزل الملوثة للهواء لصالح المركبات الكهربائية.

 

مع ذلك، فإن المدى الذي يجب أن تتوسع فيه شركات النفط والغاز والسرعة المطلوبة للحاق بركب العالم الناشئ منخفض الكربون، تعد قرارًا محفوفًا بالمخاطر، لكن في الخطط المعلنة مؤخرًا استطاعت "بي بي" و"شل" الموازنة بين التحول إلى التكنولوجيا الأنظف والحفاظ على أعمالهما الهيدروكربونية الأساسية مرنة لعقود من الزمن.

 

بيد أن هذا لم يأت دون ضغوط من المستثمرين والمستهلكين وصانعي السياسات والناشطين في مجال البيئة حول توجهات شركات النفط والغاز التي ينبغي أن تتبع، فبحسب السيد "فان بيردن" هناك مستثمرون يعتقدون أنه يجدر بـ"شل" الحفاظ على نسيجها الأصلي بدلًا من التنويع في مصادر الطاقة المتجددة، كما أنهم يخشون انخفاض عائداتهم المعتادة من النفط والغاز.

 

لكن نسبة متزايدة من المساهمين تقبل فكرة أنهم بحاجة للتحوط ضد التهديدات طويلة الأجل للطلب على النفط والغاز، ويريد البعض من "شل" وأقرانها الإسراع في هذا التحول.

 

 

أعلنت ثاني أكبر مؤسسة استثمارية في هولندا "إيغون" هذا الأسبوع، دعمها لقرار من المستثمرين الناشطين من شأنه إجبار "شل" على تسريع التحول إلى عصر "ما بعد الوقود الأحفوري"، في تحدٍ لتوصية مجلس إدارة الشركة برفض المقترح في الاجتماع السنوي للمساهمين الشهر القادم باعتباره نهجا جامدا.

 

وترغب المجموعة التي تقف وراء القرار في مواءمة الشركة لأعمالها مع هدف اتفاق باريس بشأن المناخ للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وتقول "إيغون" إنها تسعى لضمان استثمارات خالية من الأخطار البيئية خاصة لصناديق المعاشات التقاعدية.

 

الضغوط القانونية والتنظيمية تلعب دورًا أيضًا، حيث هددت مجموعة "أصدقاء الأرض" البيئية الأسبوع الماضي برفع دعوى قضائية ضد "شل" في هولندا إذا رفضت الامتثال لاتفاق باريس.

 

وفي الوقت ذاته، يضغط محافظ بنك إنجلترا ورئيس مجلس الاستقرار المالي في مجموعة العشرين "مارك كارني" من أجل المزيد من الشفافية حول السياسات والتحركات المتعلقة بمخاطر التغير المناخي التي حذر من آثارها الكارثية، وذلك عبر فريق عمل المجموعة المعني بالإفصاحات المالية المرتبطة بالمناخ.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.