نبض أرقام
08:26 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

زيوت النخيل.. وساحة المعركة البيئية الجديدة

2018/04/12 أرقام

تعهدت آيسلندا بإزالة زيوت النخيل من جميع منتجاتها الغذائية بنهاية العام الجاري حيث يُستخدم بشكل كبير في نصف منتجات السوبر ماركت التي تباع في الكثير من الدول بداية من الصابون إلى الخبز والشوكولاتة.

 

وتستخدم شركات عالمية مثل "جونسون أند جونسون" و"بيبسيكو" و"يونيلفر" زيوت النخيل في منتجات تكاد لا تخلو منها جميع المنازل حتى إن بعض البنوك المركزية مثل بنك إنجلترا استخدم هذا المنتج في صناعة ورقة العملة فئة عشرين جنيها إسترلينيا بدلا من الشحوم الحيوانية.

 

مع ذلك، أثير جدل واسع النطاق بشأن زيوت النخيل لما لها من تأثيرات ضارة على البيئة تزامنا مع ارتفاع الطلب بشكل قوي على هذا المنتج حيث إن استخراجه يعني تدمير ملايين الأفدنة من الغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا من أجل زراعته والحصول عليه.

 

ويتسبب التوسع في إنتاج زيوت النخيل أيضا في آثار مدمرة على التنوع البيئي والمجتمعات بالإضافة إلى تفاقم مشكلة التغيرات المناخية نتيجة حرائق الغابات التي تطلق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فما التالي بالنسبة لمعركة زيت النخيل حسبما يتساءل تقرير نشرته "التليغراف".

 

 

أضرار خطيرة

 

- تشكل إندونيسيا وماليزيا 85% من الإنتاج العالمي لزيوت النخيل، وفي إندونيسيا وحدها، تتواجد آلاف الكيلومترات من الغابات المطيرة يتم من خلالها استغلال كل قطرة تستخرج من هذا المنتج لدعم الصناعة وزيادة الصادرات وتلبية الطلب العالمي.

 

- تتسبب زيادة إنتاج زيوت النخيل في إندونيسيا وماليزيا في تعرض حيوانات مثل الأفيال والأورانجتون (إنسان الغاب) للانقراض بالإضافة إلى الإضرار بالتركيبة السكانية في المجتمعات المحيطة بالغابات.

 

- أوضح تقرير نشرته "كارنت بيولوجي" العلمية أن إنتاج زيوت النخيل وإزالة الغابات الناجمة عنه تسببت في تراجع أعداد "أورنجوتان" المعروفة بـ"إنسان الغاب" بأكثر من النصف في الفترة بين عامي 1999 و2015 ليصل عددها إلى أقل من 100 ألف.



- تحاول حكومات وتكتلات عالمية مثل الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوات من أجل حظر مؤقت لإنتاج زيوت النخيل، وفي العام الماضي، فيما تم التصويت في البرلمان الأوروبي لصالح حظر الوقود الحيوي المستخرج من زيوت نباتية ومكافحة العوامل المضرة بالغابات.

 

- أثار هذا الحظر أزمة دبلوماسية مع دول منتجة لزيوت النخيل مثل ماليزيا وكوستاريكا وإندونيسيا حيث حذرت هذه الدول من نزاع تجاري حال تفعيل الحظر، ووصف وزير السلع الماليزية "ماه سيو كيونج" هذا القرار بالعنصري.

 

- أوضح خبراء أن البرلمان الأوروبي هدف بهذا القرار إلى تقييد إنتاج زيوت النخيل ووضع معايير لاستخراجه وليس حظره من خلال تحديد سياسات التصدير والاستيراد والاستهلاك لتعزيز الشفافية.

 

- لا يعني إيجاد بدائل للمنتجات التي تحتاج لزيوت النخيل أن هذه البدائل أفضل للبيئة.

 

معايير بيئية

 

- حددت مؤسسة المائدة المستديرة لزيوت النخيل المستدامة عدة معايير اجتماعية وبيئية تحمي الغابات والتنوع الحيوي والنظام البيئي وتنظيم الزراعات.

 

- يتميز زيت النخيل عن غيره بكونه يدخل في صناعات كثيرة كما أنه أرخص تكلفة في الإنتاج وأعلى كفاءة من الزيوت النباتية الأخرى.



- أكد المدير التنفيذي لشركة "ديكيل أويل" "لنكولن مور" على أنه يتفق مع التحذيرات بشأن خطورة زيوت النخيل على البيئة، لكنه يؤمن بالمزايا الاقتصادية والعلمية لاستخداماته.

 

- لا تظهر أنشطة إنتاج السلع التي تشمل زيوت النخيل أي بوادر على الانحسار – وفقا لـ"رويترز" – وسط توقعات بارتفاع صادرات هذا المنتج للهند – أكبر مشتر لزيوت النخيل في العالم – خلال العام الجاري بعد قفزة بنسبة 32% من 5.8 مليون طن إلى 7.6 مليون طن في عدد الشحنات بين عامي 2016 و2017.

 

- في 2017، استوردت بريطانيا 400 ألف طن من زيوت النخيل  واستهلك كل مواطن 7.7 كيلوجرام في المتوسط سنويا.

 

- تحتاج الدول المنتجة لزيوت النخيل لتقديم ضمانات للمجتمع العالمي والمدافعين عن البيئة بعدم الإضرار بالغابات المطيرة والتنوع الحيوي مع المشاركة في وضع معايير للزراعة والإنتاج لتحسين السوق والصناعة بوجه عام.

 

- تعهدت عدة شركة عالمية كبرى مستهلكة لزيوت النخيل بالتخلي عن استخدامها بحلول عام 2020، وبالتالي، فإن الوقت ينفد سريعا في ضوء الاستراتيجيات الهادفة لمكافحة التغيرات المناخية والتي تعد من بينها حماية الغابات.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.