نبض أرقام
08:34 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

الكنز الثمين..هل يتوجب على الفيسبوك الدفع مقابل بياناتك؟

2018/04/13 أرقام - خاص

أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة كبيرة في عالمنا المعاصر بما لها من إيجابيات وسلبيات، وأحد أهم الأسباب التي أدت لانتشارها حقيقة أنها مجانية ومتاحة لكل من لديه مدخل للإنترنت.
 

ولكن في الآونة الأخيرة أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان على مواقع التواصل أن تدفع لمستخدميها مقابل استخدام خدماتها "المجانية" أم أن مجرد تقديم الخدمة مجانًا يجعل المواقع "عادلة" مع مستخدميها.

 

 

أنت محرر ومصور

 

ففي القنوات التلفزيونية المجانية عادة ما يتم بث إعلانات تحصد عائداتها في مقابل بث المواد الترفيهية للمشاهدين مجانًا، ولا أحد يطرح فكرة أن تدفع قناة تلفزيونية لمشاهديها، فلماذا يتم طرح مثل هذا الأمر مع مواقع التواصل الاجتماعي؟
 

السبب بسيط للغاية.. فالمشاهد في القنوات التلفزيونية لا يساهم بأي شيء، بينما مستخدم مواقع التواصل الاجتماعي يمدها بكل ما عليها من بيانات وصور وأفكار وغيرها، أي أنه بمثابة "محرر" و"مصور" لوسائل الإعلام التقليدية.
 

لكن هل تعلم أن موقع فيسبوك لديه 1.4 مليار مستخدم يدخلون على الموقع بشكل يومي ليدلي كل منهم بمساهمته في الموقع ويضيف صورًا أو كلامًا جديدًا عليه؟
 

ولكي تتفادى مواقع التواصل فكرة مطالبة مستخدميها بمقابل لما يضعونه عليها من صور وبيانات وغيرهما، تتضمن اتفاقية استخدام الموقع –التي يقرها كثيرون دون قراءة- حصول فيسبوك وتويتر وإنستجرام على حقوق استخدام ما يضعه المستخدمون من بيانات على الموقع.
 

وبالتالي يتخلص المستخدم "طواعية" عن حقه في الحصول على عائدات مقابل ما يضيفه لمواقع التواصل، لتبدو مواقع التواصل مثل شركة تقليدية تحصل على المواد الخام اللازمة للإنتاج دون مقابل، ولكن يبقى السؤال: هل هذه صفقة جيدة للمستخدم؟!

 

أوروبا تقود الاتجاه للتغيير

 

المفوضية الأوروبية ترى الأمر غير عادل.. ففي تقرير صدر عنها الشهر الماضي اقترحت المفوضية إقرار ضريبة على المعلومات التي تحصل عليها مواقع التواصل حول أماكن وجود المستخدمين (باستخدام تكنولوجيا تحديد المواقع وغيرها).

 

 

ويشير تقرير المفوضية أن الموقع هو بمثابة "سلعة" تعمل مواقع التواصل الاجتماعي على بيعها للمعلنين، بحيث تستطيع بيع الإعلانات للمعلنين بسعر عال، لعلم المُعلِن بقدرته على استهداف المجموعة الجغرافية التي يستهدفها تحديدًا.
 

ويرى البعض السعي الأوروبي لفرض ضريبة على مواقع التواصل الاجتماعي مقابل البيانات على أنها محاولة للحد من الأرباح الكبيرة التي تجنيها تلك الشركات (الأمريكية بالأساس) على حساب بيانات المواطنين، وبينهم الأوروبيون بالطبع.
 

فغالبية الشركات الأوروبية لا تزال تعمل في الإطار الاقتصادي التقليدي، وتعجز غالبيتها عن منافسة نظيراتها الأمريكية التي تعمل في إطار مختلف يجلب لها أرباحًا استثنائية دون مساهمة إنتاجية حقيقية.
 

ويرى الخبير التكنولوجي "أندرو ماج" أن مواقع التواصل الاجتماعي تقدم ميزة كبيرة للمعلنين لأنها تساعدهم على تجاوز أزمة "الإعلان الأعمى" أي تجعلهم يتجنبون استهداف فئات غير مرغوب بها في إعلاناتهم ويحصلون على معلومات لم يكن ينبغي لهم الحصول عليها بالطرق العادية.
 

ولتوضيح "الظلم" الذي يتعرض له مستخدمو مواقع التواصل، يكفي الإشارة إلى أن الأخيرة لا تمنح موظفيها إلا 5-15% فقط من ميزانيتها كرواتب بينما الباقي يذهب كمكاسب صافية للمواقع.
 

ولعل هذا يؤكد أن ما تحصل عليه تلك الشركات من عوائد نظير بيع بيانات المستخدمين (صور وموقع جغرافي وبينات شخصية وغيرها) يفوق كثيرًا ما يعود على المستخدمين نظير استخدام تلك المواقع مجانًا.
 

وفي 2013 حقق كتاب "من يمتلك المستقبل" لـ"جوران لينر" مبيعات قياسية بسبب الفكرة الجديدة التي طرحها حينها: هل تتحكم شركات التكنولوجيا مثل جوجل وفيسبوك في المستقبل؟ وكانت فكرته الرئيسية أن تلك الشركات تحقق مبيعات قياسية بدون المساهمة بشكل فعال في الإنتاج.

 

 

بل إن تلك الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملياتها على حساب العنصر البشري، بما يعكس أنها تحصل على النقود بسبب مشاركة الناس على مواقعها، لكنها لا تعود لمنح النقود للناس ولكن قلة محدودة تحصل على عوائد تلك المواقع بما يزيد اختلال توزيع الثروة.

 

هل من تغيير قريب؟

 

وتعتبر مجلة "بوليتكو" الأمريكية أن الأزمة في مواجهة مواقع التواصل تتمثل في كون  فرض ضرائب عليها مقابل البيانات يوقع الدول في فخ الازدواج الضريبي المرفوض في كافة دول العالم.
 

وعلى الجانب الآخر، فإن اعتياد المستخدمين على استخدام تلك المواقع مجانًا وعدم تقدير غالبيتهم لأهمية البيانات التي يضعونها على تلك المواقع يجعل قيام حملات شعبية للحصول على مقابل مادي لقاء البيانات أمرًا عسيرًا.
 

لذا -على المدى المنظور- ستبقى تلك الشركات تتمتع بميزة لم يسبقها إليها أحد من قبل، مواد خام مجانية، عائدات استثنائية، حتى تجد الدول وسائل قانونية للحصول على مقابل عادل لعائداتها الاستثنائية، أو يزداد مستوى الوعي العالمي للمستخدمين تجاه قيمة بيانتهم "المجانية".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.