نبض أرقام
08:22 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

كيف للبشر استغلال قيعان البحار في حماية الأرض من الانبعاثات الكربونية؟

2018/04/05 أرقام

مع الحاجة الملحة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالاحتباس الحراري العالمي، يتطلع العلماء على نحو متزايد إلى استخدام البحار كمراكز لتخزين الكربون، فعلى الياباسة تمكنوا بالفعل من ضخه إلى الخزانات في جوف الأرض منذ السبعينيات، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".

 

وكان أغلب عمليات ضخ ثاني أكسيد الكربون في الخزانات الجوفية على اليابسة، بهدف المساعدة في استخراج احتياطي النفط والغاز المتبقي ببطن الأرض، لكن هناك سعة تخزينية أكبر توفرها الأحواض الرسوبية البحرية مقارنة باليابسة، كما يوضح أستاذ الجيولوجيا بجامعة ملبورن "مايك سانديفورد".

 

يقول "سانديفورد" إن تخزين ثاني أكسيد الكربون في الخزانات الجوفية البحرية أكثر تكلفة وصعوبة من نظيرتها على اليابسة، لأنه لا توجد البنية التحتية اللازمة للقيام بذلك، علاوة على عدوانية البيئة وعدم القدرة على التنبؤ بأوضاعها.

 

تكلفة مرتفعة ومنافع كبيرة

 

 

- تكلفت المشاريع الجديدة لتخزين الكربون أسفل البحار مليارات الدولارات، ونظرًا لحجم الاستثمار الضخم فإن تكلفة الفشل أيضًا ستكون ضخمة، لذا فشهية المستثمرين للمخاطرة ما زالت محدودة للغاية.

 

- هناك مغزى اقتصادي من مخططات تخزين الكربون قيعان البحار لدى النرويج، حيث تجعل الضرائب على الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، دفن الكربون أرخص من إطلاقه في الغلاف الجوي.

 

- خلال العشرين سنة الماضية، تم احتجاز أكثر من 16 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من محطة "سليبنر" للكهرباء وضخها في شكل سائل إلى خزانات على عمق ألف متر تحت مستوى سطح البحر.

 

- استخدام مواقع في المياه العميقة بالمحيطات لتخزين الانبعاثات الكربونية يمكن أن يوفر خيارًا أرخص وأسرع على نطاق واسع، ومؤخرًا اكتشفت بحيرات طبيعية لثاني أكسيد الكربون تحت سطح البحر، مثلما في بحر الشرق الصيني.

 

آفاق واعدة ومخاوف

 

 

- في تقرير حديث لمجلة "إنرجي بروسديا" حدد محلل الطاقة "ستيف جولدثورب" ثلاثة مواقع بأعماق تصل إلى ستة كيلومترات تحت سطح البحر قبالة سواحل الصين وإندونيسيا وبورتوريكو، يمكن أن تصبح بحيرات لتخزين ثاني أكسيد الكربون.

 

- وفقًا لـ"جولدثورب"، فإن ضخ ثاني أكسيد الكربون في خنادق المحيطات العميقة هذه، سيكون أرخص من حقنه في الخزانات الجوفية على اليابسة، لأن هذا الغاز يكون أكثر كثافة من الماء على عمق 3 آلاف متر.

 

- بمعنى آخر، سيكون الغاز أثقل من المياه عند هذا المستوى وبالتالي سيظل غارقًا بشكل دائم، لكن يخشى أنصار البيئة من أن تؤدي هذه العملية لتحول المياه إلى الحالة الحمضية بما يعطل النظم البحرية البيئية.

 

- قد تتسبب المياه الحمضية في إتلاف الشعاب المرجانية وإذابة الطبقة الخارجية للقشريات والرخويات المكونة من كربونات الكالسيوم، لكن التجارب في هذا الصدد ما زالت محدودة.

 

البحار مهددة رغم كل شيء

 

 

- أجرى عالم البحار "هنريك ستال" دراسة حول تسرب ثاني أكسيد الكربون في البحر قبل خمس سنوات، وتضمنت تجاربه، ضخ 4.2 طن من الغاز في قاع البحر قبالة ساحل أسكتلندا لمدة شهر.

 

- يقول "ستال" إن فريقه رصد تأثيرًا سلبيًا على الأحياء البحرية والميكروبات في المياه، مؤكدًا أن الأثر كان قويًا لكنه انخفض تدريجيًا وعادت المنطقة إلى طبيعتها بعد عام.

 

- تسرب كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون هو أمر ممكن بالطبع، وحينها سيكون الأثر أقوى وسيمتد لفترة أطول، علمًا بأن "ستال" يرى صعوبة في حدوث تسرب من الخزانات الموجودة في أعماق البحار.

 

- على أي حال، تسرب ثاني أكسيد الكربون السائل لن يقتل فحسب جميع الكائنات البحرية التي تغطي الخنادق المستخدمة في التخزين باستثناء البكتيريا، وسيؤدي أيضًا إلى انهيار جدران المخزن، ما يعقبه اضطرابات شديدة في القاع.

 

- مع ذلك، فإن تحمض المحيطات أمر يحدث بالفعل، حيث إن ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم يمتصها سطح المحيطات كل عام، وفقًا لـ"ستال".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.