أعرب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن شعوره بالانتصار عقب عودته من الجولة الآسيوية التي شهدت إبرام صفقات بقيمة 250 مليار دولار مع الصين، تشمل اتفاقيات في قطاعات الطاقة والطيران والتكنولوجيا.
لكن هذه الصفقات يمكن أن تتحول الآن إلى ذخائر في سلاح بكين الذي تنوي استخدامه لمواجهة الضغوط التجارية الأمريكية، ويقول خبير الطاقة لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "إدوارد تشو" إن الصين ستجعل من هذه الاتفاقيات أوراقا مساومة فمن الواضح أن "ترامب" رجل مفاوضات، بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني".
خلال الأسبوع الماضي، أمر "ترامب" السلطات التجارية بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية بقيمة 50 مليار دولار، بعد تحقيق استمر سبعة أشهر حول جهود بكين لسرقة الملكية الفكرية الأمريكية، مع الأخذ بالاعتبار أن واشنطن تعتزم فرض قيود أخرى على الاستثمارات الصينية في أراضيها.
وتأتي هذه التحركات بعدما فرضت الولايات المتحدة بالفعل تعريفات جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، لتعمق بذلك مخاوف نشوب حرب تجارية، لا سيما بعدما ردت الحكومة الصينية بفرض تعريفات جمركية قيمتها 3 مليارات دولار على 128 منتجًا أمريكيًا.
ولم تعلن الصين حتى الآن عن ردها حول التعريفات التي فرضتها أمريكا بدعوى سرقة بكين للملكية الفكرية لشركاتها، لكن مع تصاعد الموقف فإن حزمة الصفقات التي أعلن عنها خلال لقاء "ترامب" بالرئيس "شي جين بينغ" في بكين قبل أشهر يمكن أن تصبح موضع الرد المناسب، خاصة أنها تتضمن أسماء تجارية كبيرة.
اتفاقيات مهددة
- على سبيل المثال، قال مصرف "جولدمان ساكس" إنه سينشئ صندوقًا استثماريًا قيمته 5 مليارات دولار بالتعاون مع صندوق الثروة السيادي الصيني "تشاينا إنفستمنت كوربورشن" للاستثمار في الشركات الأمريكية.
- وقعت شركة "كوالكوم صفقات بقيمة 12 مليار دولار لتوريد أشباه موصلات إلى علامات تجارية صينية شهيرة في صناعة الجوال، مثل "شاومي" و"أوبو" و"فيفو".
- أعلنت شركة "بوينج" أنها ستبيع طائرات بقيمة 37 مليار دولار لشركة قابضة حكومية، والتي تشتري الطائرات لصالح الخطوط الجوية المملوكة للدولة الصينية مثل "إير تشاينا" و"تشاينا ساوثرن إيرلاينز".
- وقعت أيضًا شركة "تشاينا إنرجي إنفستمنت" المملوكة للدولة، اتفاقية مع ولاية فرجينيا الغربية لاستثمار 84 مليار دولار في مشروعات إنتاج الغاز الصخري والكيماويات.
- تعهدت شركة النفط والغاز التابعة للحكومة الصينية "سينوبك" باستثمار 43 مليار دولار في قطاع الطاقة بولاية ألاسكا، مع العلم بأن هذه الاتفاقيات لم تصبح ملزمة بعد.
يقول كبير محللي الأسواق الآسيوية لدى "فريسك مابلكروفت" للاستشارات "هوجو برينان": تم توقيع اتفاق ألاسكا على وجه الخصوص، لأنه كان ملائمًا من الناحية السياسية وليس جذابًا على الصعيد التجاري، والعقد يمنح الجانب الصيني مجالًا واسعًا للتراجع.
ورغم غموض التفاصيل حول الصفقات المبرمة، إلا أنها تظل نصل الصين لردع الهجوم التجاري الأمريكي، خاصة أنها وقعت عبر العديد من الكيانات التابعة للدولة، ومع ذلك ربما تمضي بكين قدمًا في الاستثمارات التي تراها ملائمة لاستراتيجيتها.
وعلى سبيل المثال، يمكن لخطة الاستثمار في إنتاج الغاز الصخري في فرجينيا الغربية أن تخدم أحد الأهداف العُليا للصين، حيث ستساعدها على تقليل الاعتماد على الفحم وتوفير حاجاتها من الغاز.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}