نبض أرقام
08:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

ماذا تعني الرسوم الجمركية التي فرضها "ترامب" مؤخرا لسوق النفط والغاز عالميا؟

2018/03/26 أرقام

وقع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على فرض رسوم جمركية بحوالي ستين مليار دولار على واردات بلاده من منتجات صينية الأمر الذي ينذر بنشوب حرب تجارية، كما يأتي ذلك بعد قرار آخر بفرض رسوم على واردات أمريكا من الصلب والألمنيوم.

 

تستهدف هذه الرسوم زيادة الضغوط على الحكومة الصينية بسبب قرصنتها على حقوق الملكية الفكرية الأمريكية وسد العجز التجاري الضخم بين البلدين لصالح بكين – على حد قول "ترامب" – وذكرت صحيفة أن مساعدي "ترامب" أعدوا له حزمة رسوم بثلاثين مليار دولار، لكنه طلب منهم مضاعفتها.

 

ومن الممكن أن تسفر هذه الإجراءات عن ردود فعل انتقامية من جانب الكثير من الدول على رأسها الصين رغم أن إدارة "ترامب" فتحت الباب أمام إمكانية التفاوض على إعفاء بعض الدول، ونشرت "أويل برايس" تقريرا عن مدى تأثير هذه الرسوم على سوق النفط والغاز العالمي.

 

 

صناعة النفط والغاز
 

- واجهت الرسوم الأمريكية على واردات الصلب معارضة شديدة من صناعة النفط والغاز في البلاد نظرا لأن خطوط الأنابيب ومنصات التنقيب والحفارات ومنشآت معالجة الخام تعتمد بشكل كبير على الصلب، ويتم استيراد غالبية المعدن من خارج الولايات المتحدة.

 

- منذ عدة أيام، نشرت وزارة التجارة الأمريكية تفاصيل عن إمكانية طلب بعض الصناعات التقدم بطلبات لإعفائها من الرسوم الجمركية، وذكرت الوزارة أن الإعفاءات ستتركز على الصناعات التي تواجه صعوبات في توفير احتياجاتها من المعدن في البلاد – وعلى رأسها صناعة النفط والغاز.

 

- قال معهد البترول الأمريكي إنه يتوقع أن تنزل وزارة التجارة إلى أرض الواقع بالنسبة للرسوم على عدة صناعات كما ستأخذ في اعتباراتها مدى التعقيد الذي ستحدثه تلك الرسوم على قطاع الطاقة والبناء في أمريكا.

 

- التقى مسؤولو معهد البترول الأمريكي بنظرائهم في البيت الأبيض في وقت سابق هذا الشهر، وعلى ما يبدو، تنوي إدارة "ترامب" منحهم إعفاءات جمركية بحسب رغبتهم.

 

- أعرب العديد من مسؤولي الصناعات عن قلقهم الشديد بسبب هذه الرسوم وتأثيرها على المعروض والأسعار من المنتجات المختلفة في الولايات المتحدة.

 

- علاوة على ذلك، وبعد إقرار الرسوم الجمركية ضد الصين واحتمالية شن حرب تجارية، فإن الأمر لن يكون بعيدا عن صناعة النفط والغاز، فحتى لو تمكنت شركات الطاقة من تجنب الآثار السلبية لرسوم الصلب، فإنها لن تستطيع الابتعاد عن الإجراءات ضد الصين.

 

- على سبيل المثال، ستفرض الرسوم الجديدة على واردات أمريكا من سلع صينية، وربما تتسبب في خفض الاستثمارات في مشروعات الغاز الطبيعي المثال لكونها تتطلب التزامات طويلة الأجل من المشترين – غالبا بأسعار ثابتة.

 

- ومع فرض الرسوم، سوف تتراجع بعض الشركات عن ضخ استثمارات في هذه الصناعة إلى حين اتضاح الأمور وزوال الضبابية فضلا عن الالتزامات بالعقود الحالية ومدى تأثرها بالتعريفة الجديدة.

 

هيمنة على الطلب
 

من المتوقع أن تكون الصين أكبر مصدر للطلب على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق العالمية حيث كانت بكين دافعا رئيسيا للطلب في العام الماضي في ظل سياستها للتحول من الفحم إلى الغاز لتقليل التلوث التي تمضي قدما بوتيرة ثابتة وتحقق نجاحات منها حتى الآن.

 

- قفز الاستهلاك الصيني من الغاز بحوالي 15% العام الماضي مقارنة بعام 2016، وارتفعت واردات بكين من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 50% - وهو ما فاق التوقعات بشكل كبير – مما جعل الصين وجهة قوية وبارزة لشحنات الغاز الطبيعي المسال.

 

- في ضوء ذلك، ستعقد الرسوم الجمركية الأمريكية من صادرات الغاز الطبيعي المسال، ومن الممكن أن يتراجع مشترون صينيون لشحنات الغاز الطبيعي المسال عن تعاقداتهم، بحسب محللين.

 

- في الوقت الذي تشهد فيه حقول ساحل خليج المكسيك العديد من مشروعات الغاز الطبيعي المسال، إلا أن القليل منها قد منح الضوء الأخضر للتنفيذ، وحال شن حرب تجارية بين أمريكا والصين، سينغلق الباب أمام الكثير من تلك المشروعات.

 

- على نحو أوسع نطاقا، من المرجح أن تؤثر هذه الإجراءات سلبيا على الاقتصاد العالمي نظرا لأن الصين يمكن أن ترد برسوم انتقامية ضد وارداتها من أمريكا لا سيما الصويا والطائرات، ومع تأثر نمو اقتصادات عالمية بهذه المشكلة، فإن أسعار النفط والغاز ليست بمنأى عنها.

 

- تتزايد الاحتمالات بشن حرب تجارية بين أمريكا والصين، ولكن لا يزال هناك عدم يقين إزاء العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وباقي دول العالم.

 

- هدد الاتحاد الأوروبي بالفعل باتخاذ إجراءات تجارية انتقامية ضد منتجات أمريكية إذا لم يتم إعفاء دول التكتل الموحد من رسوم الصلب والألمنيوم.

 

- على ما يبدو، فإن إدارة "ترامب" ترضخ للضغوط حيث حددت قائمة إعفاءات من هذه الرسوم شملت أستراليا والاتحاد الأوروبي والبرازيل وأستراليا وكوريا الجنوبية كما أعفيت كندا والمكسيك سابقا بناء على مفاوضات "نافتا".

 

- يبدو أيضا أن إدارة "ترامب" تستهدف الصين على وجه الخصوص بالحرب التجارية، وكانت أسعار النفط قد ارتفعت مؤخرا نتيجة مخاوف جيوسياسية حيال إيران وفنزويلا، لكنها عاودت الانخفاض بعد الإعلان عن الرسوم ضد الصين.

 

- ترى الأسواق المالية أن رهان "ترامب" على الحرب التجارية سيكون سلبيا للنمو الاقتصادي العالمي الأمر الذي سيدفع أسعار النفط نحو الهبوط.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.