نبض أرقام
08:24 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

كيف تشعل البيانات والتطور الرقمي ثورة نفطية جديدة؟

2018/03/25 أرقام

في مركز "شلمبرجيه" للابتكار التكنولوجي والبرمجيات في مينلو بارك، كاليفورنيا، يبدو كل شيء كما لو أنه امتداد لأنشطة وادي السيليكون الحالمة بتغيير العالم، ففي الداخل تم تغطية الجدران بملاحظات حول عملية الإنتاج ومبادئ تصميم المنتج، ويستخدم بعض المهندسين مكاتب تسمح لهم بالعمل وقوفًا لتحقيق التوازن بين ممارسة التمارين وأداء عملهم، ويحظى العاملون بخلفيات صناعية مختلفة.

 

حتى نائب الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات النفطية "شلمبرجيه" "أشوك بيلاني" الذي يقود هذا الصرح التكنولوجي، وعلى غرار العديد من المهندسين الناجحين المبتكرين والمناصرين للبيئة في شمال كاليفورنيا، يذهب إلى عمله بسيارة "تسلا".

 

غير أن ما تفعله "شلمبرجيه" هو أبعد ما يكون عن النموذج المعتاد لوادي السيليكون، حيث تركز على زيادة الإنتاج وخفض التكاليف لأحد الأنشطة التي تقع في  قلب الاقتصاد القديم "استخراج النفط والغاز"، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".

 

كنوز كامنة
 

- إن مركز التكنولوجيا الذي أنشأته شركة الخدمات النفطية هو أحدث علامة على التغيرات الضخمة الجارية في قطاع النفط والغاز، حيث بدأت الصناعة تبني أحدث الابتكارات في مجال تكنولوجيا المعلومات.
 

- يجري الآن تطبيق تقنيات مثل تحليلات البيانات المتقدمة، التي تستخدمها "جوجل" و"فيسبوك" و"أمازون"، بشكل متزايد في أعمال الطاقة، ويعتقد العديد من التنفيذيين في مجال النفط أن النتائج ستكون مذهلة.
 

 

- تشمل الفرص الجديدة تحليل الصخور لاستهداف حفر الآبار على نحو أكثر دقة في المناطق الغنية بالنفط، وزيادة الإنتاج إلى الحد الأقصى خلال عمر الحقل، إضافة إلى الأتمتة التي تجعل العمليات أرخص وأكثر أمنًا وكفاءة.
 

- ستضع زيادة الإنتاج بفضل هذه الابتكارات ضغوطًا هبوطية على أسعار النفط، مما يخلق رياحًا معاكسة للتكنولوجيات المنافسة بما في ذلك السيارات الكهربائية، كما يضع صعوبات أمام المنتجين الآخرين الذين لا يمكنهم خفض التكاليف.
 

- قد يعني ذلك اضطرابات للعاملين في صناعة النفط، وفقدان الوظائف وتغيرا في أنماط العمل والثقافة، ويقول المحلل لدى "وود ماكينزي" "مات روجرز": العالم سيختلف تمامًا في العشر سنوات المقبلة، سنشعر كأننا في "حرب النجوم".

 

سعي مبكر للتطور
 

- بدأ الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بي بي" "جون براون" حياته المهنية نهاية الستينيات، برسم خرائط للمواقع الغنية باحتياطيات النفط في ألاسكا، مستخدمًا حاسوبا كان يعد أفضل ما أفرزته التكنولوجيا في ذلك الوقت.
 

- تضم قائمة أفضل 500 حاسوب فائق في العالم اليوم، مجموعة أجهزة مملوكة لشركتي النفط الفرنسية والإيطالية "توتال" و"إيني"، بالإضافة إلى شركة "بتروليم جيو سرفيس" المختصة بتصوير مكامن النفط تحت الأرض.
 

 

- الاختلاف الآن عن جهود القرن الماضي، هو ظهور الحوسبة السحابية، ما يتيح تخزين البيانات وتحليلها بتكلفة منخفضة نسبيًا، ويخلق إمكانات أكبر لتطبيقات جديدة أمام مجموعة أوسع من الشركات.
 

- تولد صناعة النفط كميات كبيرة من البيانات، سواء كانت منظمة مثل قراءات درجة الحرارة والضغط، أو غير منظمة مثل مقاطع الفيديو، ويتواصل انخفاض تكلفة أجهزة الاستشعار المستخدمة في جمع هذه البيانات تزامنًا مع تطورها.
 

- تقول شركة "شيفرون" إن حجم البيانات التي تولدها يتضاعف كل عام أو عام ونصف العام تقريبًا، مشيرة إلى أن توسيع عمليات حقل "تنجيز" في كازاخستان المقرر بدء الإنتاج منه في 2022 سيشمل مليون مستشعر.

 

آمال ضخمة
 

- كشفت دراسة استقصائية أجرتها الشركة الاستشارية "أكستنشر" العام الماضي، عن توقع 70% من المديرين التنفيذيين في قطاع النفط، مزيدًا من الاستثمار في التقنيات الرقمية، على أن تكون البيانات والخدمات في مقدمة الأولويات.
 

 

- أصبح من المألوف مؤخرًا القول بأن البيانات هي النفط الجديد، هذا حقيقي، وتبحث شركات عدة الآن عن طرق لاستغلال هذه البيانات كمورد يمكن استثماره كالنفط، وهناك بالفعل تحالفات بين كيانات تكنولوجية في هذا الصدد.
 

- أطلقت "شلمبرجيه" العام الماضي نظامًا إلكترونيًا جديدًا يسمى "دلفي"، يساعد في تجميع وتنسيق الطرق التي يتم بها تصميم الآبار وحفرها وإدخالها إلى الإنتاج، وزيادة إمدادات الحقول.
 

- تعتقد "شلمبرجيه" أنه بحلول نهاية هذا العام، ستستخدم شركات النفط التكنولوجيا بشكل منتظم في الولايات المتحدة وحول العالم، وترى أن النظام الجديد سيخفض تكاليف الإنتاج 40% بحقول النفط الصخري الأمريكية خلال عام 2019.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.