نبض أرقام
08:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

"وارن بافيت" و"لي كا شينغ".. المليارديران اللذان غيرا مفهوم الشيب والتقدم بالعمر

2018/03/21 أرقام

أول ما يخطر ببال المرء عند الحديث عن التقدم بالعمر والشيب ربما يكون أعراض الشيخوخة والعجز، من ظهر منحني تصدر الأصوات من بين فقراته مع الحركة، وصعوبة السمع، وانخفاض حاد في الغرور الشخصي والأنا مع اكتساء الرأس بالصلع بدلًا من الشعر الكثيف.

 

نعم يبدو هذا منطقيًا، لكن الأهم هو ما يتعلق بالحالة الذهنية، والتي كانت جيدة جدًا بالنسبة للملياردير "لي كا شينغ" البالغ من العمر 89 عامًا والمعروف بأنه أغنى رجل في هونج كونج عندما أعلن تقاعده هذا الشهر.

 

ومع كتابة السيرة الذاتية لملياردير هونج كونج، سيتبين أن بعض قراراته الأكثر إبداعًا وجرأة وربحًا تمت بعد قطعه شوطًا كبيرًا في هذه الحياة وخاصة بعد تجاوزه الحد الذي يتقاعد خلاله الأغلبية العظمى من الناس، بحسب تقرير لـ"ساوث تشاينا مورنينج بوست".

 

 

ويبدو أن حال "لي كا شينغ" كحال الكثير من كبار رجال الأعمال الذين هيمنوا على اقتصاد هونج كونج مع تخطيهم الثمانين، أو تمامًا مثل المستثمر المحنك "وارن بافيت" (87 عامًا) الذي يبدو غير مهتم بمسألة الشيخوخة.

 

صورة نمطية

 

- في المجتمعات سريعة التقدم بالعمر مثل اليابان، يتراجع الطلب على منتجات النظافة الشخصية (الحفاضات) للأطفال بسبب انخفاض معدل الولادة، بينما يرتفع على منتجات كبار السن، حيث أن أكثر من ربع السكان فوق 65 عامًا.

 

- جرت العادة أن تكون حفاضات الكبار شيئًا أساسيًا في المستشفيات والمنازل التي يعيش بها من يعانون الشيخوخة، لكن اليوم وبفضل عبقرية الكيميائيين والمواد التي يطلق عليها "البوليمرات فائقة الامتصاص" تغير الأمر بعض الشيء.

 

- قد لا تكون هذه المواد مخصصة للتوافق مع مستجدات الموضة، لكن يتم تصميمها بشكل أساسي للاستخدام من قبل كبار السن الذين يتوقعون أن يعيشوا حياة مفعمة بالنشط والحركة الاعتيادية بعد تجاوز الثمانين.

 

 

- يتوقع رئيس مركز "ايدج لاب" التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "جو كوغلين" في كتابه الجديد "اقتصاد طويل العمر"، تمكن كبار السن من الحفاظ على حياة صحية ذات جودة أكبر في المستقبل.

 

- في المقابل يرى رئيس شركة "يونيكارم" لمنتجات النظافة الشخصية "تاكاهيسا تاكاهارا" أن أمراض مثل "سلس البول" الذي يصيب النساء بعد الولادة وكبار السن، يظل أحد المخاوف الرئيسية التي تجعلهم يخشون مغادرة المنزل.

 

خروج عن المألوف

 

- البقاء في المنزل يسهم في تدمير الصحة بسرعة مع قلة التدريبات والحركة إضافة إلى العزلة الاجتماعية، ما يؤدي إلى انهيار الحياة، وانحدار عقلي حاد وهو أمر شائع.

 

- من الواضح بالطبع أن "لي" و"بافيت" لا يواجهان مثل هذه المشاكل، وتجربتيهما تذكر بضرورة تعامل المجتمعات بشكل مختلف مع الأفكار المتعلقة بالشيخوخة والشيب، وتؤكد أن المسألة كلها تكمن بالحالة الذهنية للمرء.

 

- يعود الفضل بشكل كبير في احتفاظ الرجلين بصحة وذهن جيدين في عمر الشيخوخة، إلى عدم إجبارهما على التقاعد، فمن المرجح ارتباط الأعراض المرضية التي تظهر في هذه المرحلة من العمر بالإحالة الجبرية إلى المعاش.

 

 

- كشفت دراسة أمريكية حديثة عن تخطيط 67% من المواطنين للعمل مقابل أجر بعد التقاعد، فيما وجدت دراسة لمؤسسة "بيو" أن 35% فقط من الأمريكيين فوق 75 عامًا يشعرون بأنهم عجائز.

 

- مهما كان الاهتمام أو الخوف من الخرف، ينبغي تذكر أن أكثر من ثلثي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 85 عامًا لا يعانون من مثل هذه الأعراض، كما يتضح من المثال الجلي لـ"بافيت" و"لي".

 

تحدي التمكين

 

- يقول "كوغلين": حتى الآن ينظر إلى العمر المديد كعبء وليس هبة، ويقود الابتكار في سوق المنتجات الخاصة بالمسنين غريزة تخفيف الحمل الذي يشكلوه لا الرغبة في مساعدتهم لتحقيق أقصى استفادة من عمرهم المليئ بالاحتمالات.

 

- يصر "كوغلين" على أن التحدي المستقبلي لا يتمثل في اعتبار كبار السن مجموعة من المشاكل الطبية التي يجب معاملتها كالإعاقة، بل يجب تمكينهم من مواصلة الخروج وممارسة الأنشطة، ويعني ذلك غالبًا الاستمرار في العمل.

 

 

- سواء في العمل أو التقاعد، فإن الثورة الرقمية لديها إمكانات ضخمة لإعادة تعريف تجربة التقدم بالعمر، مع مجموعة من الخدمات عبر الإنترنت، بدءًا من توصيل طلبات البقالة وحتى أمن المنازل الذكية والرعاية الصحية.

 

- بجانب ذلك، توفر لهم فرصًا إضافية، فأغلب عارضي الوحدات السكنية للتأجير عبر تطبيق "إير بي إن بي" وربع سائقي "أوبر" في الولايات المتحدة، ممن تتجاوزت أعمارهم الخمسين عامًا.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.