نبض أرقام
08:24 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

"باسف" الألمانية .. إلى متى ستحافظ أكبر شركة بتروكيماويات في العالم على الصدارة؟

2018/03/24 أرقام - خاص

في السادس من أبريل/نيسان 1865 أسس الألماني"فريدريش إنجلهورن" مصنع باديش للأنيلين والصودا الذي كان بمثابة النواة لما تعتبر اليوم أكبر شركة بتروكيماويات في العالم، والمعروفة باسم "باسف".

 

على ضفاف نهر الراين في ولاية راينلند بالاتينات، تم بناء أول منشأة تصنيع تابعة للشركة، قبل أن يتم تدمير الموقع بالكامل من قبل الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن أعيد بناؤه فيما بعد ليصبح اليوم أكبر موقع إنتاج متكامل تابع للشركة، ويوظف حاليًا حوالي 33 ألف شخص.

 

اليوم، تمتلك "باسف" 6 مواقع إنتاج متكاملة كبيرة، تطلق عليها اسم مواقع "فيربوند". وتتميز هذه المواقع بأنها تربط بين محطات الإنتاج وتدفقات الطاقة واللوجيستيات والبنية التحتية، وبذلك تستهلك العمليات الكيميائية طاقة أقل وتولد منتجاتها عوائد أعلى.

 

 

بالإضافة إلى هذه المواقع، تمتلك "باسف" حوالي 370 مصنعًا لمنتجات البتروكيماويات في جميع أنحاء العالم، تخدم عملاء الشركة في جميع بلدان العالم تقريبًا، كما يعمل لديها نحو 114 ألف شخص.

 

تنشط "باسف" في مجالات متنوعة، حيث تعمل في صناعات: المواد الكيميائية (غير العضوية والبتروكيماويات الوسيطة) واللدائن (البوليمرات عالية الأداء والبولي يوريثان) والمنتجات الكيميائية المتخصصة والمغذيات الزراعية والنفط والغاز.

 

في عام 1968، استحوذت "باسف" بالتعاون مع "باير إيه جي" على شركة الطلاء الألمانية "هيربول". وفي الثلاثين من مايو/أيار 2006، استحوذت الشركة الألمانية كذلك على "إنجلهارد" الأمريكية مقابل 5 مليارات دولار. وفي نفس العام استحوذت أيضًا على شركتي "جونسون بوليمر" و "ديجوسا إيه جي" مقابل 470 مليون دولار و2.2 مليار يورو على الترتيب.

 

وعلى الرغم من تصدرها لقائمة أكبر شركات البتروكيماويات في العالم مع مبيعات 60.5 مليار دولار عام 2016 وفقا لقائمة "آي سي أى إس"، تواجه الشركة الألمانية وغيرها من الشركات متعددة الجنسيات منافسة شرسة من قبل الشركات الكبرى في الأسواق الناشئة التي لا تسعى فقط إلى المناوشة بل تضع أعينها على الصدارة.

 

القادمون الجدد

 

- على خلاف الكثير من الصناعات الأخرى، حقيقة أن الشركات الغربية الكبرى وشركات البلدان الناشئة تتساويان تقريبًا من حيث الإيرادات تشير بوضوح إلى المرحلة المتقدمة التي وصلت إليها المنافسة العالمية في صناعة البتروكيماويات.

 

- كما هو الحال في الكثير من الصناعات، يتحول الطلب العالمي على المواد الكيميائية ناحية الأسواق الناشئة والتي تمثل حاليًا نحو نصف السوق العالمي لهذه الصناعة البالغة قيمتها حوالي 5 تريليونات دولار، وذلك بحسب دراسة صادرة عن مجموعة بوسطن الاستشارية في عام 2015.

 

- تتمتع الشركات الغربية الكبرى بحضور قوي في الكثير من الأسواق الناشئة، وقد عرفت هذه الاقتصادات جيدًا على مدى عقود. ولكن في السنوات الأخيرة بدأ ميزان القوى في هذه الأسواق يتحول ناحية شركات البتروكيماويات الوطنية التي تعتمد بشكل كبير على ثروات بلادها من موارد الطاقة.
 

 

- على سبيل المثال، أصبحت "سينوبك" الصينية أكبر من "داو كيميكال" الأمريكية مع إيرادات بلغت نحو 60 مليار دولار في عام 2013، بينما تخطت "سابك" كلا من "ليوندل باسل" الهولندية و"دو بونت" الأمريكية و"ميتسوبيشي كميكال" اليابانية.

 

- لكن هذه الأرقام الهائلة تحجب الاختلافات الكبيرة بين الجانبن. حتى اللحظة، تسيطر الشركات الوطنية في الأسواق الناشئة على صناعة المواد الكيميائية الأساسية والبلاستيك، في حين أن الشركات الغربية لها الغلبة في صناعة المواد الكيميائية المتخصصة والغازات الصناعية والمواد الكيميائية الزراعية والأسمدة.

 

- من المرجح أن تستمر اتجاهات الطلب العالمي في التحول لصالح شركات البتروكيماويات في الأسواق الناشئة، لا سيما تلك التي تتخذ من آسيا مقرًا لها. وبحلول عام 2020، من المتوقع أن تمثل منطقة آسيا والمحيط الهادئ نحو 53% من المبيعات العالمية للمواد الكيميائية.

 

خفض التكلفة وميزة امتلاك المواد الخام

 

- تعتبر مسألة خفض التكلفة ذات أهمية خاصة بالنسبة لمنتجي المواد الكيميائية الأساسية. ونظرًا لأن معظم عمليات إنتاج هذه المواد مفهومة ومعروفة جيدًا، فلا توجد هناك فرصة كبيرة لأي من اللاعبين في هذا القطاع في تحقيق وفورات من خلال تطوير العملية الإنتاجية.

 

- لذلك يرى الخبراء، أن السبيل لخفض التكلفة في هذه الصناعة هو من خلال تأمين إمدادات تنافسية من المواد الأولية. فكلما توسعت صناعة البتروكيماويات نما الطلب على المواد الخام. ولكن احتياطيات المواد الأولية الرئيسية – مثل الغاز والنفط والفحم – ليست موزعة بالتساوي في جميع أنحاء العالم.

 

- هذه الحقيقة كانت هي السبب الرئيس وراء دخول شركات متعددة الجنسيات في شراكات مع منافسيها بالأسواق الناشئة. مثل مشروع "صدارة للكيميائيات" الذي تتحالف فيه "أرامكو" مع شركة "داو كيميكال" الأمريكية.

 


- من سيسطر على صناعة البتروكيماويات- الشركات متعددة الجنسيات أم شركات الأسواق الناشئة؟ معظم الخبراء والمديرين التنفيذيين بالصناعة يتفقون على أن هذا ليس هو السؤال الصحيح، لأنه سيكون هناك لاعبون ناجحون من كلا المعسكرين. ولذلك السؤال الذي يجب على المديرين التنفيذيين في هذه الصناعة أن يسألوه لأنفسهم هو: ما الذي تحتاجه شركتي للقيام به من أجل أن تصبح واحدة من الفائزين؟

 

- التطور المتسارع الذي تشهده صناعة البتروكيماويات في السنوات الأخيرة يحتم على الجميع أن يبقوا أعينهم على كافة المنافسين. وقد أشارت عدة دراسات إلى أنه من المفيد جدًا أن تقوم الشركة بتتبع تطور أفضل 20 منافسًا لها عن قرب، ومراقبة إنجازاتهم واستثماراتهم والشركات التي يدخلون فيها، بالإضافة إلى آثارهم الجغرافية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.