نبض أرقام
08:22 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

دقائق تساوي مليارات الدولارات.. ما سر النشاط الهائل خلال لحظات ما قبل إغلاق بورصة نيويورك؟

2018/03/15 أرقام

تبدأ جلسة التداول في سوق الأسهم الأمريكي في تمام التاسعة ونصف صباحًا بتوقيت نيويورك وتمتد حتى الرابعة مساءً، لكن الدقائق العشرين الأخيرة أصبحت أكثر حسمًا ونشاطًا، حتى أنها باتت أكثر مراقبة من المستثمرين في جميع أنحاء العالم.

 

ويعتمد الملايين من المستثمرين الآن بدءًا من المعلمين المتقاعدين حتى صناديق التحوط العملاقة، في اقتناص الصفقات وتأمين الأرباح على الأعمال التي يقوم بها المتداولون في فترة ما قبل الرابعة مساءً، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".

 

وخلال العام الماضي، تم إجراء 26% من جميع أنشطة التداول في بورصة نيويورك خلال اللحظات الأخيرة من الجلسة، مقارنة بـ12% خلال عام 2012، وفقًا لبيانات مشغل البورصة.

 

بينما شكلت الصفقات التي جرت عند الإغلاق أكثر من 8% من حجم التداول لأسهم مؤشر "إس آند بي 500" خلال 2017،  أي ما يقرب من أربعة أضعاف المستوى المسجل عام 2004، بحسب "كريدي سويس".

 

وفي حين يتابع صغار المستثمرين السوق طوال اليوم، خاصة خلال الأسابيع الماضية المضطربة، من المرجح أن صناديقهم تتعقب مؤشرات رئيسية مثل "إس آند بي 500" التي تتحدد قيمتها بناءً على صفقات الإغلاق.

 

 

يقوم المتداولون خلال هذه الصفقات بإرسال أوامر المعاملات إلكترونيًا إلى بورصة نيويورك، التي تضم أكثر من ألفي شركة، وتبدأ حواسيب البورصة في مطابقة ملايين من طلبات البيع والشراء، مع تدخل بشري في بعض الأحيان للمساعدة.

 

ويتم تداول ما لا يقل عن 10 مليارات دولار من الأسهم في المعاملات الختامية ببورصة نيويورك خلال يوم تقليدي، ويجرى عادة تسجيل الأسعار النهائية للأسهم بحلول الساعة 04:05 مساءً.

 

نمت أهمية الإغلاق واللحظات التي تسبقه مع تدفق المستثمرين إلى صناديق الاستثمار المشترك وغيرها من الأدوات التي تتبع مؤشرات الأسهم المختلفة بشكل سلبي، بما في ذلك صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة.

 

وتركز هذه الصناديق على محاكاة مقتنيات المؤشرات الرئيسية مثل "إس آند بي 500" أو سلال الأسهم، وبعضها يتوافق ويركز على قطاعات اقتصادية محددة، وقد اكتسبت هذه الصناديق شعبية كبيرة، حيث يرى المستثمرون أن تعقب السوق كان أكثر ربحية بالنسبة لهم من محاولة التغلب عليه عبر انتقاء الأسهم.

 

وتعتمد هذه الصناديق المهتمة بتتبع المؤشرات، على شراء وبيع الأسهم باستخدام السعر النهائي للجلسة، ويخشى مديروها من عدم اقتناص هذا السعر في اللحظات الأخيرة، إذا قد يؤدي ذلك إلى انحراف عن المؤشر أو السوق الذي ينبغي عليهم تتبعه.

 

كل ذلك يقود في النهاية إلى سلسلة من الإجراءات والخطوات المعقدة بين المتداولين، والبورصات، وصناديق تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات.

 

 

استضافت الساحة الداخلية لبورصة نيويورك في بداية القرن الجاري نحو 5 آلاف متداول، لكن عددهم الآن يحصى بالمئات يعملون في هدوء تام طوال اليوم، ويقول أحدهم ويدعى "ديرموت كلانس": لم تعد هناك تداولات طوال اليوم ولا يظهر أي نشاط قبل الثانية مساءً.

 

في الحقيقة يجري المتداولون الذين يمثلون مستثمرين من جميع أنحاء العالم، طلبات الشراء والبيع طوال اليوم لكن لاقتناص صفقات المزاد الختامي، وذلك إما بتقديمها إلكترونيًا أو عن طريق سمسار داخل البورصة لإبرام الصفقة المطلوبة.

 

وبحلول الرابعة إلا الربع مساءً، تتغير القواعد بعض الشيء ويتم توجيه الطلبات الأكبر من خلال السماسرة، الذين ينفذون المعاملات نيابة عن البنوك وصنادق الاستثمار المشترك وغيرهم من العملاء، باستخدام أجهزة محمولة أو حتى بإصدار الأمر لفظًا في الساحة الداخلية للبورصة.

 

تلقي هذه الأوامر والإشراف على المزاد الختامي في بورصة نيويورك يكون مهمة حفنة من الشركات التي يطلق عليه اسم "صناع السوق المعينين"، ويقف متداولوهم الذين يطلق عليهم أيضًا اسم "المتخصصون" في وسط الساحة الداخلية للبورصة.

 

وقبل عشر ثوان من دق جرس الإغلاق في تمام الرابعة مساءً، تقلل بورصة نيويورك من قدرة سماسرة الساحة على تنفيذ طلبات الشراء والبيع الكبرى من خلال أجهزتهم المحمولة، وإذا كان لديهم طلبات غير مكتملة للعملاء فعليهم الهرولة إلى المتخصصين كي ينجزوا لهم الصفقات.

 

 

بعد إتمام صفقات الثواني الأخيرة، يُترك الأمر للمتخصص لإغلاق كل سهم يشرف عليه، وفي معظم الأوقات كل ما عليه فعله هو الضغط على زر بالحاسوب ليغلق السهم عند السعر الذي يتناسب مع أكبر عدد من المشترين والبائعين.

 

وإذا كانت التداولات متقلبة بشكل ملحوظ، أو إذا كانت هناك اختلالات كبيرة بين عدد الأسهم المطروحة والمطلوبة في المزاد، فقد يتدخل المتخصص للتأكد من عدم وجود حركة سعرية جذرية، وربما يشمل هذا التدخل قيام شركة المتخصص بشراء أو بيع للأسهم.

 

العديد من البورصات في الولايات المتحدة وخارجها، تنهي تعاملاتها بمزادات الإغلاق، لكن بورصة نيويورك المملوكة لشركة "إنتركونتيننتال إكستشنج" هي واحدة من القلائل الذين يسمحون للمتداولين من العنصر البشري بلعب دور رئيسي على أرضيتها.

 

يقول "نيل كاتانيا" المدير الإداري لعمليات الصالة (الساحة) لدى "تي جيه إم إنفستمنتس" وهو واحد من قدامى رواد بورصة نيويورك: من دواعي الشرف دعم أوامر الصفقات التي تسجل لفظًا على أرضية البورصة، بمجرد أن تصرخ بطلبك فقد سُجل لك بالفعل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.