نبض أرقام
08:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

"الرجل الذي تصدى لترامب" يعيد معاناة سود أمريكا الاقتصادية للواجهة مجددا

2018/03/17 أرقام - خاص

"كينيث فرايزر".. انتشر هذا الاسم انتشار النار في الهشيم في الولايات المتحدة قبل عام، قبل أن يعود للظهور للواجهة مجددًا.
 

فـ"فرايزر" كان أحد مستشاري الرئيس الأمريكي في أيام إدارته الأولى، غير أنه استقال بسبب رد فعل الإدارة الأمريكية الضعيف على مقتل فتاة سمراء في عنف من جانب متطرفين بيض.

 

نعاني كثيرًا لنتبوأ مناصب مرموقة!!


 

ولم يعلق "فرايزر" وقت استقالته، غير أنه قرر كسر صمته مؤخرًا وقام بعمل مقابلة صحفية مع جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي اعتبرته "الرجل الذي تصدى لـ"ترامب".
 

وكان "فرايزر" قبل انضمامه لفريق إدارة ترامب أحد أهم المديرين السود في الولايات المتحدة حيث كان مديرًا تنفيذيًا لشركة "ميرك" للأدوية.
 

وقال فرايزر :"ببساطة لم يكن بوسعي الاستمرار في الإدارة الأمريكية مع رؤيتي لرد فعلها الذي يشجع على استمرار العنف والتمييز ضد الأمريكيين من أصل أفريقي".
 

ولذا يرى" أن الأمريكيين السود يعانون كثيرًا من أجل الحصول على مناصب مرموقة في الشركات الأمريكية بسبب سيطرة "ائتلاف من البيض" عليها.
 

ولفت "فرايزر" إلى أن رد فعل الرئيس الأمريكي على استقالته جاء عنيفًا ومفاجئًا، حيث كتب ترامب على تويتر حينها "بعد استقالة فرايزر، سيكون أمامه وقت للعمل على تخفيض أسعار الأدوية".
 

ويعد "فرايزر" أحد المعدودين من السود الذين تخرجوا من كلية القانون في جامعة هارفارد الأمريكية المرموقة، لذا استطاع أن يتبوأ منصبًا يندر أن يصل إليه أسمر أمريكي في عالم الأعمال.
 

ولفت كسر "فرايزر" لصمته إلى معاناة الأمريكيين السود الاقتصادية، خلافًا لمعانتهم التاريخية والحالية من العنصرية.
 

أجور أقل  ومناصب أدنى!!

 

وتبلغ نسبة الأمريكيين من أصل أفريقي 14% من مجموع السكان، غير أن نسبة مساهمتهم في الإدارة العليا للشركات لا تتجاوز 1%.

 

 

ويقول تقرير لشبكة "سي.إن بي.سي" الأمريكية إن ما يجعل حياة الأمريكيين السود صعبة عن نظرائهم من بقية الأقليات في واشنطن أنه ليس لديهم ما يكفي من الثروات لـ"الاعتناء ببعضهم البعض".
 

فالأقلية الصينية، مثلًا، تحظى بدعم مادي غير مباشر من بكين، كما أن لديها ثروات أكبر بكثير من ذات الأصل الأفريقي، بما يسمح لها بمكانة أفضل في الاقتصاد (بشكل جماعي).
 

أما السود فالكثير منهم يلتحق بالجامعات لكي يدعم فرقها الرياضية، لا سيما في الرياضة الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، كرة السلة.
 

ويؤدي هذا إلى تلقيهم قدرا أقل من التعليم بالمقارنة مع ما يتلقاه البيض، مما يحد من قدرتهم على الصعود في سلم الوظائف، وبالتالي سلم الأجور.
 

وتبلغ نسبة البطالة بين العمال الأمريكيين من أصل أفريقي 8% تقريبًا وهو ضعف المعدل بين البيض.
 

ويلاحظ أن الكثير من الولايات الأمريكية، ولا سيما التي تضم الكثير من أصحاب الأصل الأفريقي، تقر برامج لتوظيف السمر لكنها لا تنجح في تحسين معدلات توظيفهم مقارنة بالبيض.
 

ويقول لويس كينج، مدير برنامج لتوظيف الأقليات في وكالة مانيسوتا الأمريكية إنه على الرغم من تلك البرامج فإن النسبة لا تتحسن إطلاقًا.
 

"كيف يمكنك أن تتلافى تأثير عقود من التمييز في التعليم والتفكير العنصري من خلال برامج للتوظيف لا تتجاوز بضعة أعوام في عمرها" يضيف كينج.
 

ويتلقى العامل الأسمر الذي يعمل بدوام كامل أقل من 40 ألف دولار سنويًا في الوقت الذي يتلقى العامل الأبيض ما يزيد على 52 ألف دولار.
 

ويفسر بعض الاقتصاديين الأمريكيين سبب التفاوت في الأجور التي يتلقاها الأمريكيون من أصل أفريقي عن نظرائهم البيض لاختلاف التعليم.
 

غير أن الحقائق تشير إلى أن الأمريكيين السود الذين حصلوا على تعليم ثانوي يحصلون على أجور أقل بـ22% من نظرائهم البيض.

 

يوظفوننا بسبب "المظهر القوي"
 

كما يشير كينج إلى أن العديد من المؤسسات تقوم بإقالة الموظفين السمر لديها إذا ما عانت من ضائقة مالية واضطرت للتقليل من العمالة لديها.

 

 

أما أندري باري، من مؤسسة "بروكينجز" فيؤكد أنه في الوقت الذي كان الكثيرون يحتفلون بتراجع معدلات البطالة بين الأمريكيين إلى أدنى معدلاتها منذ سنوات في ديسمبر الماضي إلا أنه لم ير ما يستحق الاحتفال.
 

ويقول باري إن الأمر كان مؤقتًا وإن معدلات البطالة عاودت الارتفاع مجددًا في يناير، بما يعكس أن التراجع كان مؤقتًا وبسبب تحسن حالة الاقتصاد.
 

"الأمريكيون من أصل أفريقي هم أغلب من يشغلون الوظائف المؤقتة ومتدنية الأجور، بما ينعكس سلبًا على ما يحصدونه من دخول" يضيف باري.
 

ولا يقتصر الأمر على القطاع الخاص، بل يشير كينج إلى أنه من الصعب أن تجد عمالا من السود في المشاريع الحكومية أيضًا، بما يعكس فداحة الأزمة.
 

وتقول شابة أمريكية سمراء تدعى "كارمن ريتشاردسون" "كان شكلي قويًا لذا كانت شركات البناء تعمل على توظيفي دون اختبار، بدا الأمر وكأنه اختيار لشخص يلعب كرة السلة".
 

وفي كثير من الأحيان، وفقًا لكارمن، يتم توظيف الأمريكيين السود بسبب الاعتقاد فيما يملكونه من قوة بدنية، وهو أمر مسيء أولاً ولا يسمح لهم بالحصول على وظائف أفضل ثانيًا.
 

واللافت أيضًا أن نوعية الوظائف التي يشغلها الأمريكيون من أصول أفريقية عادة ما تكون أقل في درجة السلم الوظيفي في أغلب المنشآت.
 

تغيرت إذن معاناة هذه الفئة من العبودية الصريحة قديمًا، إلى البقاء في أدنى السلم الاقتصادي حديثًا، ليبقى التمييز مستمرًا.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.