نبض أرقام
08:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

لم يعزف المستثمرون الدوليون عن شراء الديون الأمريكية؟

2018/03/06 أرقام

من المفترض أن ارتفاع عائدات سندات الخزانة يجعل ديون الولايات المتحدة أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين الذين لا يزالون يعانون من انخفاض العائدات في بلادهم، لكن قليلًا منهم يقبل على الشراء حتى الآن، فبحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال" يشير ارتفاع تكاليف تحوط العملات في كثير من الأحيان إلى أن الأمر لا يستحق العناء.

 

ومؤخرًا، قفزت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 2.9% من 2.1% قبل عام، مقتربة من مستويات لم تشهدها منذ أوائل 2014، بينما بلغت عائدات السندات الألمانية العشرية 0.68%، وسجلت نظيرتها اليابانية 0.05%.

 

وفي العام الماضي، وفر شراء سندات الخزانة وتحويل عائداتها إلى اليورو ربحًا أعلى للمستثمرين الأوروبيين مقارنة بشراء السندات الحكومية الألمانية، بيد أن ارتفاع تكاليف التحوط بشكل ملحوظ جعل هذه العملية غير مجدية.

 

وشكل ذلك تقويضًا لواحد من أهم مصادر الطلب على سندات الخزانة الأمريكية، كما جعل شراء ديون الشركات الأمريكية أغلى بالنسبة للمستثمرين الأجانب على وجه العموم.
 

 

التحوط ضد مخاطر العملة
 

- شكل مستثمرو منطقة اليورو أكثر من نصف مشتريات الأجانب لسندات الخزانة الأمريكية منذ منتصف عام 2015، بحسب المركزي الأوروبي، لكنهم تحولوا إلى بائعين صافيين لهذه الديون خلال 2017 وفقًا لبيانات الحكومة الأمريكية.
 

- عادة يحوط المستثمرون الدوليون حيازاتهم من السندات الأجنبية باستخدام المشتقات، ما يسمح لهم باقتراض عملة أجنبية مقابل عملتهم، ويراهنوا على أسعار مستقبلية سيعكسون بها الصفقة.
 

- ما زال شراء السندات والتحوط من مخاطر العملة مجزي، فشراء سندات الخزانة الأمريكية العشرية، والتحوط باليورو لنفس الأجل يضمن مكسب قدره 0.1% أعلى مما توفره السندات الألمانية، لكنها نفس النسبة المسجلة قبل عام.
 

- لكن المشكلة بالنسبة لسوق سندات الخزانة هي أن عددًا قليلًا من المستثمرين الكبار يحوطونها لمدة تقترب من هذا الأجل، إذ يفضلون تحوط العملة الذي يدوم لثلاثة أشهر كونه سوق غني بالسيولة.
 

 

اقتناء الدولار.. غاية صعبة
 

- إن حيازة سندات الخزانة طويلة الأجل والتحوط من مخاطر العملة لثلاثة أشهر، يعني التعرض لضربة موجعة في كل مرة يرفع فيها الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض قصير الأجل، وهو ما فعله ثلاث مرات العام الماضي.
 

- كما أصبح الحصول على الدولار أصعب بكثير للمستثمرين الذين يستخدمون مشتقات العملات، ومع القواعد التنظيمية المصممة لجعل التمويل أكثر أمانًا، عزفت البنوك عن منح القروض الدولارية قصيرة الأجل.
 

- يضاف إلى ذلك، تحركات الاحتياطي الفيدرالي التي من شأنها امتصاص الدولار من النظام المالي، بجانب تراجعه عن سياسة التحفيز النقدي، ما يجعل العملة الأمريكية أكثر ندرة.
 

 

- منذ عام مضى، كان المستثمرون يحصلون على نصف نقطة مئوية إضافية لشرائهم سندات الخزانة العشرية والتحوط من مخاطر العملة كل ثلاثة أشهر، مقارنة بشراء السندات الألمانية، بينما الآن باتوا يفقدون نصف نقطة مئوية.
 

- عادة يتم تداول الدين الحكومي وفقًا لرأي المستثمرين حول سعر الفائدة الذي يعتقدون أن البنوك المركزية متجهة لبلوغه، وحاليًا يعتقد المستثمرون أن تكاليف الاقتراض ستزداد لتهدئة الضغوط التضخمية المتزايدة، وهو ما أكده رئيس الاحتياطي.

 

أعراض أخرى للمعاناة
 

- تشير بيانات الفيدرالي، إلى أن توقعات الفائدة كانت سببًا في ثلث مبيعات سندات الخزانة العشرية هذا العام، بينما باقي المبيعات جاءت مدفوعة بزيادة العلاوة التعويضية التي يحصل عليها المستثمرون للإبقاء على الديون طويلة الأجل.
 

- يمكن للمستثمرين اليابانيين الحصول على ربح قدره 0.3% مقابل الاستثمار في سندات الخزانة الأمريكية مع تحوط الين كل ثلاثة أشهر، لكن فرصهم في أوروبا أكبر حيث سيحصلون على 0.8% مقابل السندات الألمانية.
 

- منذ عام 2014، بدأ مديرو الأصول في اليابان خفض حيازاتهم من الديون الأمريكية بشكل مطرد، وهو اتجاه ظل مستمرًا خلال العام الماضي.
 

 

- يقول المستثمرون إن ارتفاع تكلفة تحوط العملات يؤثر أيضًا على سندات الشركات الأمريكية ويجعلها أقل جاذبية مقارنة بتلك المقومة باليورو، حيث ارتفعت الأولى بفارق كبير عن الثانية خلال الشهر الماضي.
 

- من المؤكد أنه بالنسبة للمستثمرين الراغبين في جمع الدولارات من الأسواق النامية، فإن ارتفاع عائدات الخزانة يشكل مكسبًا كبيرًا، بينما سيلجأ آخرون للتخلي عن التحوط بشكل كامل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.