نبض أرقام
08:32 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

ماذا يعني تشبث الرئيس الصيني "شي جين بينغ" بالسلطة للأسواق الناشئة؟

2018/02/27 أرقام

عادة ما تشكل مجموعة الأخطار الخارجة عن سيطرة البشر، كأعمال الشغب والجفاف والاضطرابات الاجتماعية في الأسواق الناشئة مخاوف جمة للمستثمرين، لكنهم الآن بصدد خوض تجربة قد تكون ذات أثر أعمق.

 

يتحتم على المستثمرين الآن البدء في التفكير وتشكيل رؤيتهم حول ما إذا كان عزم الرئيس الصيني "شي جين بينغ" البقاء في السلطة، يمثل خطرًا على فئة الأصول بأكملها أما لا، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".

 

ومؤخرًا تكشفت نوايا الحزب الشيوعي الحاكم لإلغاء الحد الأقصى لعدد الولايات الرئاسية، في خطوة من شأنها أن تفسح المجال أمام "شي" البالغ من العمر 64 عامًا بالحكم إلى ما بعد 2023 وربما طوال حياته.

 

مكسب من وجود "شي"

 

 

- الأمر الإيجابي بالنسبة للمستثمرين هو أن حساب المخاطر السياسية في الصين سيصبح أبسط كثيرًا، فالعلاقات دائمًا ما كانت تلعب دورًا منذ فترة طويلة، وقادت الشركات المرتبطة بأسر الزعماء السابقين للازدهار.

 

- بالنسبة لشركة التأمين "أنبانغ إنشورانس" التي يرأسها "وو شياو هوي" زوج إحدى حفيدات الرئيس الأسبق "دنغ شياو بينغ"، فكانت سريعة النمو حيث أصبحت ثالث أكبر شركة تأمين في البلاد خلال وقت قياسي.

 

- استفادت "أنبانغ" بشدة من القنوات المصرفية في تسويق وبيع 87% من منتجاتها، وكان على المنافسين الذين يفتقرون لهذه الميزة أن يتبعوا نماذج العمل والمبيعات الاعتيادية، وبالطبع كان نموهم أبطأ كثيرًا.

 

- جمعت الشركة أصولًا تبلغ قيمتها 3.4% من الناتج المحلي الإجمالي للصين، وأجرت عمليات استحواذ عدائية لأسهم البنوك المدرجة بالبورصات، وبالطبع استخدمت هذا النفوذ لبيع منتجاتها.

 

- مؤخرًا منع المنظمون امتلاك شركات التأمين لأكثر من 5% من أسهم البنوك، وبذلك تبقى العلاقة مع الرئيس نفسه فقط قادرة على إحداث فارق، ولم يعد هناك خوف من خطر نظامي لـ"أنبانغ" على القطاع المصرفي.

 

قوة لازمة للتغيير

 

 

- قد يرى المتفائلون أن "شي" يستخدم سلطته وقوته المعهودة لدفع التغييرات اللازمة لتحسين أوضاع الحكومات المحلية الشركات التابعة للدولة والمثقلة بأكوام من الديون.

 

- سيكون هذا الأمر ضروريًا مع قدوم لحظة "مينسكي" في الصين، حيث ستبدأ السندات المباعة من قبل الحكومات المحلية لتمويل المشاريع التي لم تملك لها ميزانيات كافية، في بلوغ مواعيد استحقاقها هذا العام.

 

- وفقًا لبيانات "بلومبرج" أصدرت الحكومات المحلية ما لا يقل عن 4 آلاف سند، إجمالي قميتها 168 مليار دولار، مدعومة بأرباح سنوية تبلغ 9.7 مليار دولار فقط.

 

- انتعشت الأسواق الناشئة وتوقعات الاقتصاد العالمي معًا العام الماضي، وتشير التقديرات إلى نمو الأرباح هذا العام بنسبة 23%، وهو ما دفع مؤشر "إم.إس.سي.آي" للأسواق الناشئة خلال يناير/ كانون الثاني إلى أعلى مستوياته منذ سنوات.

 

- في الوقت نفسه ورغم المخاوف، استجابت الدول النامية مثل الأرجنتين المعرضة لخطر التخلف عن السداد وساحل العاج التي نجت من محاولة انقلاب عسكري، للطلب القوي على السندات طويلة الأجل.

 

مخاطرة كبيرة رغم المميزات

 

 

- الصين ليست الأرجنتين أو ساحل العاج، فقبل أربع سنوات استأثرت البلاد بأكثر من 15% من مؤشر "إم.إس.سي.آي" للأسواق الناشئة، وهذا العام تشكل وحدها ثلث حجمه، فإذا مرضت الصين لسقطت الأصول في بئر من الآلام.

 

- حتى الآن، ظل "شي" بشكل كبير على هامش المسائل الاقتصادية، باستثناء الدفع تجاه تنفيذ خططه المتعلقة بإعادة إحياء طريق الحرير، التي تشجع على تطوير البنية التحتية في الأسواق الناشئة.

 

- لكن لا ينبغي إهمال التجربة الروسية عندما انزلقت البلاد إلى منطقة الركود الاقتصادي عام 2015، بعدما وافق المجتمع الدولي على غزو "فلاديمير بوتين" لمنطقة القرم.

 

- يذكر هنا أيضًا معاناة الليرة التركية مع كل تصريح للرئيس "رجب طيب أردوغان" يتحدى به البنك المركزي وسياسته تجاه أسعار الفائدة وإدارة التضخم، وفي التجربتين الروسية والتركية تجاوز الرئيسان حدودهما الدستورية.

 

- لذا بينما يلوح المستثمرون الذين لم يعاصروا أو يدركوا ما حدث عند انهيار الاتحاد السوفيتي، مرحبين ببقاء "شي"، سيكون على أحد أن يحيطهم علمًا بأن هذا الشخص هو عامل خطر رئيسي كبير.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.