نبض أرقام
08:33 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

كيف يتحول "مرض السرطان" إلى فرصة استثمارية؟

2018/02/14 أرقام

(من المتوقع تزايد عدد حالات الإصابات بمرض السرطان حول العالم إلى  22 مليون حالة سنويًا بحلول عام 2030 مقارنة بـ14 مليون حالة عام 2014).
 

على الرغم من أن هذه التقديرات المفزعة للمرض اللعين، والتي أصدرتها المؤسسة العالمية لمكافحة السرطان، إلا أن مجلة "إيكونوميست" البريطانية تقول إن بعض الشركات ترى الأمر فرصة للاستثمار.
 

 

استثمار المستقبل

 

فشركات الدواء، ووفقًا للمجلة البريطانية، زادت من المبالغ التي تنفقها على الأبحاث الخاصة بعلاج السرطان من ملياري دولار سنويًا عام 2013 إلى 4 مليارات عام 2017.
 

وترى شركة إيريك شميت (شركة استثمارية) أن الاستثمار في علاج الأورام هو الأكثر تحقيقًا للربح في كافة الاستثمارات العلاجية الأخرى.
 

وترجع الشركة ذلك إلى 3 أسباب الأول هو حقيقة زيادة الطلب، في ظل ازدياد أعداد المرضى من جهة والنمو في عدد المنتمين إلى الطبقة التي تستطيع الإنفاق على العلاج من جهة (عالميًا).
 

وازدادت تكلفة العلاج من السرطان حول العالم من 91 مليار دولار عام 2012 إلى 113 مليار عام 2016 ومن المتوقع أن تبلغ 147 مليار بحلول 2021.
 

وفي تقديرات مختلفة، يشير بنك جولدمان ساكس إلى أن علاج أمراض المناعة السرطانية وحدها يكلف 140 مليار دولار سنويًا وأنه من المتوقع أن ترتفع التكلفة السنوية مائة مليار أخرى قريبًا.
 

السبب الثاني هو حقيقة وجود تقدم علمي لافت يبشر بإمكانية مواجهة المرض في المستقبل القريب، لا سيما من خلال العلاجات التجريبية الحالية بالتلاعب في الجينات والخلايا.

 

إنهم يموتون!!

 

أما ثالث الأسباب التي تدعو للاستثمار في علاج السرطان أنه عادة ما تكون العقبات الإجرائية أمام حصول المصابين على علاج أقل في مواجهة شركات التأمين.
 

 

وتقول "كرستينا باردون" طبيبة بريطانية "ما يجعل حصول المرضى بالسرطان على رعاية طبية من خلال التأمين أسهل حقيقة أنهم يموتون فعليًا".
 

وعلى الرغم من اتجاه الكثير من الشركات للاستثمار في علاج السرطان أملًا في الأرباح المستقبلية إلا أن "الإيكونوميست" تشير إلى أن الأمر لا يخلو من أخطار.
 

ولعل أول تلك الأخطار حقيقة أنه لم يظهر علاج قاطع للمرض اللعين حتى الآن ، بما يجعل تلك الاستثمارات "عالية المخاطر" بالحد الأدنى.
 

كما أن استمرار الإنفاق دون عائدات حقيقية للنفقات من شأنه أن يزيد من النفقات على الشركات، بما سيجعلها تزيد من سعر العلاج على المرضى مستقبلًا (إذا تمكنت من اكتشاف العلاج).
 

وسيعني هذا أن الكثيرين قد يكونون غير قادرين على دفع تكلفة العلاج، وبجانب تأثير ذلك الإنساني بالطبع، إلا أنه سيكون له تأثير سلبي على العائدات بالطبع.
 

ولعل ذلك يتضمن ما حدث بالفعل عندما تم الإعلان عن اكتشاف علاج لأحد أنواع سرطان المناعة يسمى "كار تي" حيث وصلت تكلفة علاج الحالة الواحدة إلى حوالي نصف مليون دولار.

 

تحركات جديدة
 

ويشير "إيان فواكس" رئيس المنظمة البريطانية لأبحاث السرطان إلى أن مخاطر قيام الشركات دون غيرها بالبحث عن علاج للمرض تتمثل في تجاهل أنواع السرطان الأكثر ندرة لأن سوق العلاج فيها محدود وبالتالي العائدات المنتظرة قليلة.

 

 

وبدأت بعض التحركات بين المؤسسات العلمية الجامعية أو الحكومية بالتعاون مع الشركات من أجل إنتاج علاج للسرطان بما يحقق الفائدة المادية لها، ويوفر العلاج المنتظر بتكلفة أقل.
 

والملاحظ هنا أن الاستثمار في علاج السرطان لم يقتصر على الشركات فحسب بل امتد ليشمل جهات "خيرية".
 

فالمملكة المتحدة شهدت جمع تبرعات تجاوزت 550 مليون دولار لصالح مبادرة لعلاج السرطان، بينما رعى بنك "يو.بي.إس" تقديم 470 مليون دولار لبرنامج للكشف عن الأورام في مراحل مبكرة.
 

كما ظهرت العديد من المبادرات في الدول الغنية التي تدعو إلى تقديم المساعدات إلى المناطق الأفقر للعمل على مكافحة مرض السرطان.
 

ويقول "مارك هيفلي" من بنك "يو بي إس" إن الكثير من الشركات التي تستثمر في علاج السرطان تبدو مهتمة بما هو أكثر من الربح (بعلاج الناس) ولكن الأمر يجب أن يتضمن ربحًا لهم.
 

"الشيء المبشر في الأمر أنه لا يوجد الكثير من المجالات التي يبدو الاستثمار فيها مجديًا مثل العلاج المبكر للأورام بما يعطي المرضى الحاليين والمستقبلين الأمل".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.