نبض أرقام
08:27 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

ماذا يعني صانع السوق وماهي مهامه؟

2018/01/16 أرقام - خاص

أعلنت شركة السوق المالية السعودية "تداول" عن عدة تطورات جوهرية في السوق المالية السعودية تهدف من خلالها إلى زيادة جاذبية السوق وتحسين كفاءتها، وتتعرض "أرقام" في هذا التقرير لشرح أحد هذه التطويرات وهي نموذج "صانع السوق" والذي سيبدأ تطبيقه في الربع الثاني 2018.

 

لنفترض ان أفضل طلب على السهم "س" هو 19.00 ريال بينما أفضل عرض هو 19.10 ريال طوال الساعة الأولى من التداول. حسب نظام السوق الحالي لن يتم أي تداول على السهم خلال هذه الساعة بسبب الفرق بين الطلب والعرض. وحسب هذا النظام يتطلب أن يقوم متداول بادخال أمر شراء على 19.10، أو أن يقوم متداول بادخال عرض بيع على 19.00 ريال حتى يتم تنفيذ أول صفقة.

 

صانع السوق (Market Maker) هو مؤسسة مالية متخصصة مرخص لها تقوم بدور تسهيل عملية التداول على سهم معين أو عدة أسهم، وتمتلك مخزونا من الأسهم في الشركة المعنية. وتعمل بهذا النظام معظم الأسواق العالمية المتقدمة ولكن بصيغ متعددة.

 

وللتبسيط  في المثال أعلاه يقوم "صانع السوق" بادخال أمر بيع 1000 سهم من مخزون الأسهم التي يملكها في الشركة "س" على 19.06 ريال وأمر شراء 1000 سهم على 19.04 ريال مما يعني أنه قلص الفارق بين العرض والطلب الى هللتين بدلا من 10 هللات، مما يحفز المتداولين الآخرين على تغيير أسعار طلباتهم أو عروضهم أو دخول طلبات وعروض جديدة توافقا مع التغير الذي حدث على الأوامر المعلنة لأفضل عرض وافضل طلب.

 

في هذا المثال لو تم تنفيذ الامرين الجديدين التي أدخلهما "صانع السوق" سيحقق ربحا وقدره 20 ريالا من العملية نتيجة لللفرق بين سعر شراء 1000 سهم على 19.04 ريال وبيع 1000 سهم على 19.06 ريال وهذا هو المصدر الرئيسي لأرباح صانع السوق حيث أنه لايتقاضي أي رسوم جراء تنفيذ عمليات البيع أو الشراء.

 

يقوم "صانع السوق" بتغيير أسعار الأوامر للشراء والبيع على الدوام بحيث يكون متجاوبا مع تحرك السهم ففي المثال أعلاه اذا كانت العروض كبيرة على السهم والطلبات قليلة قد يقوم "صانع السوق" بخفض أسعار البيع والشراء حتى يحدث التوازن المطلوب، والعكس صحيح اذا كانت الطلبات أكبر من العروض.

 

تتم عملية صناعة السوق على السهم طوال وقت التداول وبشكل مستمر وتؤدي الى وجود طلبات وعروض دائمة على السهم دون فجوات كبيرة بين العرض والطلب، وهو أمر يساعد على زيادة كفاءة السوق مع تمكين المتداولين من زيادة تملكهم بالسهم أو تقليصها بيسر وسهولة مقارنة بالنظام السابق نظرا لتواجد اوامر العرض والطلب بشكل مستمر سواء من المتداولين أو من صانع السوق.

 

لاحظ أن "صانع السوق" يقوم بمسايرة حركة السهم طوال الوقت ويحقق ربحه من فرق أوامر البيع والشراء (Spread) التي يضعها، (هللتين لكل سهم في المثال أعلاه)، ولا يستفيد من الارتفاعات العادية لسعر السهم كما لايتضرر من التراجعات العادية لسعر السهم الذي يقوم بصناعته. وتبقى المخاطرة الكبرى التي يواجهها "صانع السوق" هو أن يهبط سعر السهم بشكل حاد في الوقت الذي يملك فيه مخزونا كبيرا من السهم وهو الأمر الذي يتطلب منه وجود استراتيجات للتحوط ضد ذلك.

 

لذلك فالهدف من وجود صانع السوق هو ايجاد توازن مستمر بين العرض والطلب وانحسار الفجوة بين سعري البيع والشراء، ففي حال وجود ضغوط بيعية من قبل المتعاملين لأي سبب كان يقوم صانع السوق بتوفير طلبات شراء مقابلة تمكن هؤلاء من بيع أسهمهم بشكل سلس دون أن يغير الاتجاه النزولي للسهم جراء عمليات البيع، والعكس صحيح عندما يكون هناك ضغوط شرائية يقوم بتوفير عروض بيع مقابله من مخزون الأسهم لديه أو من متداولين آخرين بحيث يكون صعود السعر سلساً مع توفر عروض في جميع نقاط ارتفاع السهم.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.