قد تكون "أوبك" نجحت بالفعل في استنزاف مخزونات النفط الخام والتي بصدد تسجيل أطول سلسلة انخفاض شتوية في الولايات المتحدة منذ عقد من الزمان، لكن جهود البلدان المصدرة لم تكن السبب الوحيد لحدوث ذلك، فارتفاع هوامش التكرير وتدهور حالة الطقس وقوة الطلب لعبت دورًا كبيرًا في الأمر.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام في أمريكا الشمالية بنسبة 49% منذ أواخر يونيو/ حزيران، لتبلغ أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات هذا الأسبوع، مستفيدة من بعض التغيرات في الشرق الأوسط وأماكن أخرى من العالم بما فيها الولايات المتحدة.
وبحسب تقرير لـ"بلومبرج" يتوقع بعض المحللين ارتفاع الأسعار إلى 80 دولارًا للبرميل نظرًا لتزايد المخاطر الجيوسياسية، بينما يرى البعض الآخر أن إنتاج النفط الصخري سيواصل النمو بما قد يضع ضغوطًا على هذه التوقعات المتفائلة.
ورغم العوامل الطبيعية والتغيرات غير المأخوذة في الحسبان، التي قادت صحوة النفط مؤخرًا، تظل جهود "أوبك" عنصرًا أساسيًا في تحسين وضع السوق.
وحافظ المنتجون منذ عام على تعهداتهم بخفض الإمدادات واتفقوا على تمديد العمل باتفاق كبح الإنتاج لعام آخر، ما منح السوق أملا قويا بتحقيق التوازن التام، ويبين الرسم البياني التالي التطور الذي طرأ على إنتاج "أوبك".
رغم تهديد ثورة السيارات الكهربائية المحتملة للطلب على النفط تزامنًا مع جهود حثيثة من الحكومات للسيطرة على التغير المناخي، إلا أن التحول المتوقع سيحدث ببطء.
وتتوقع شركة "إكسون موبيل" أن يصبح 6% فقط من إجمالي أسطول السيارات العالمي من المركبات الكهربائية بحلول عام 2040، نظرًا للطلب القوي على محركات الاحتراق الداخلي التقليدية في الأسواق الناشئة.
وخلال الأسبوع الجاري، رفع البنك الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي خلال العام الجاري إلى 3.1%، وهو ما إن تحقق فسيعني استهلاك المزيد من النفط، ويوضح الرسم التالي نمو الطلب على مدار السنوات الماضية.
من ناحية أخرى، انتعش الطلب الخارجي على النفط الخام الأمريكي، عندما عادت الموانئ ومحطات الشحن على طول ساحل تكساس للعمل بكامل طاقتها عقب إعصار "هارفي".
وتجاوزت صادرات الخام الأمريكي مليون برميل يوميًا منذ أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي حتى أنها بلغت مليوني برميل يوميًا في بعض الأسابيع منذ ذلك الحين، ويعكس الرسم التالي التطور الذي شهدته صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام.
يقول المدير العام لشركة "تورتواز كابيتال أدفيسيورز" التي تدير أصولًا ذات صلة بالطاقة تصل قيمتها إلى 16 مليار دولار، إن عام 2018 سيكون ناجحًا على تجارة السلع الأساسية.
ويؤكد "روب تومل" إن الزخم الذي اكتسبته السلع الأساسية بشكل عام والنفط بشكل خاص، سيتواصل خلال العام الجاري، لا سيما مع النمو الاقتصادي المستمر.
وتنعكس توقعات "تومل" في تحركات صناديق التحوط التي رفعت رهاناتها على تواصل صعود خام "برنت" إلى مستوى قياسي، تزامنًا مع استقرار الرهانات الصعودية على خام "نايمكس" قرب أعلى مستوياتها في عام.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}