نبض أرقام
10:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

كيف ستضع "بلوك شين" حدًا لآلاف السنوات من الفساد المستشري في العالم؟

2018/01/12 أرقام

لم يخطئ المؤرخ الروماني "تاسيتوس" حينما قال "كلما كانت الدولة فاسدة كان عدد القوانين أكبر"، ففي كل عام يفقد العالم نحو 2% من ناتجه المحلي الإجمالي بسبب فساد القطاع العام وحده، ما يعادل تريليوني دولار.

 

وتتراوح التكلفة الإجمالية للفساد سنويًا بين 4% و5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتفقد عدة بلدان جزءًا كبيرًا من موازناتها بسبب الفساد، وفي إفريقيا تخسر بعض البلدان أكثر من ثلث موازناتها لنفس العلة.

 

وبعد آلاف السنوات من محاربة الفساد، يبدو أن تكنولوجيا "بلوك شين" وفرت أخيرًا الحل الشامل لكافة المسائل الشائكة في هذا الصدد، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".

 

الجميع بحاجة للتكنولوجيا الثورية



 

- في إفريقيا، حيث تكون إجراءات التعاقد إما غير متوافرة أو غير شفافة وتقود إلى نتائج لا يمكن التنبؤ بها، تستطيع "بلوك شين" تبسيط إبرام الاتفاقات من خلال لعب دور الوسيط.
 

- في أمريكا اللاتينية يتعذر تتبع التغيرات التي تطرأ على السجلات العامة، ومن ثم فإن الرشى الضخمة يمكنها أن تتلاعب بكل شيء خلال دقائق، لذا باستطاعة "بلوك شين" أن تبني حصنًا للسلطات العامة ضد الفساد.
 

- مع ذلك لا تقتصر الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة على الدول النامية فقط، فالعديد من البلدان الغربية تشهد تقديم رشى وعمليات فساد للتأكد من إتمام بعض الصفقات.
 

- "بلوك شين" بمقدورها أيضًا إحداث تحويل جذري بالطريقة التي يصوت بها المواطنون في الانتخابات العامة، فلا حاجة بعد الآن للاصطفاف في طوابير طويلة والانتظار حتى بلوغ الصندوق ووضع بطاقة الاقتراع بشكل مباشر.
 

- الأهم من ذلك، أن من خلال الدفاتر الموزعة غير القابلة للعبث سيكون من المستحيل التلاعب بأصوات الناخبين، أو تكرار مشاهد الفساد الانتخابي المعهودة، وهو أمر سيغير صورة السلطة في أذهان المواطنين.

 

تحركات فعلية متسارعة



 

- بعض البلدان تتخذ بالفعل خطواتها الأولى تجاه تسخير هذه التكنولوجيا الثورية في الحد من الفساد، في موسكو مثلًا ستستخدم "بلوك شين" في تشغيل منصة تمكن السكان من متابعة عمليات التصويت المختلفة في المدينة.
 

- عند هذه المرحلة، لا يتطلب الأمر سوى خطوة واحدة لتعميم الفكرة بآليات التصويت على الصعيد الوطني، وعقب ذلك تكون البلاد على بعد خطوة أخرى لإضفاء الشفافية على عدد لا يحصى من الإجراءات السياسية.
 

- زيادة الشفافية السياسية ستقود إلى الحد من خطر التهرب من دفع الضرائب، ما يؤدي بدوره إلى إبطال المخاطر التي تحول دون إعادة توجيه بعض الإيرادات الحكومية من الاستثمار في الهياكل الأساسية إلى تمويل الدولة.
 

- يقول الرئيس التنفيذي لشركة "جلوبال بلوك شين تكنولوجيز" "ريك ويلارد": ندرك أن استيعاب آليات التصويت القائمة على تكنولوجيا "بلوك شين" وأدوات الحوكمة سوف ترسخ لوجودها بسرعة متذبذبة.
 

- يتطلع "ويلارد" للتصدي إلى توسع رقعة الفساد من خلال القضاء على الوسطاء غير الضروريين لجعل العمليات السياسية أكثر شفافية، ويقول: نحن مستعدون لذلك، ونعتزم قيادة هذا التحول المطلوب بشدة.

 

نهاية الديكتاتوريات وتطهير المؤسسات



 

- إن آليات التصويت القائمة على تكنولوجيا "بلوك شين" ستؤدي في نهاية المطاف إلى زوال الديكتاتوريات التي تحافظ على مظهرها الديمقراطي، فهذه التكنولوجيا اللامركزية تشكل بيئة لا يمكن للأنظمة القمعية أن تنجو خلالها.
 

- بطبيعة الحال ستقاوم الديكتاتوريات العسكرية التوسع الثوري لهذه التقنية، فمن الصعب مثلًا استخدام كوريا الشمالية لهذه الآليات في إتمام عمليات الاقتراع العام، بينما ستضطر البلدان شبه الديمقراطية لأن تصبح أكثر شفافية.
 

- بفضل هذه التكنولوجيا لن تكون الوثائق مملوكة لطرف واحد بعد الآن ولن تخزن على خادم بعينه أو تحتاج لإعادة التحقق من صحتها، ومن المتوقع أن تكون روسيا خير دليل على فوائد تبني هذه التقنية.
 

- الاعتماد على "بلوك شين" لن يطهر الأنظمة السياسية فقط، بل سيدعم أيضًا النمو الاقتصادي، ومثلًا ستجعل عملية تسجيل الأراضي في إفريقيا أكثر شفافية، حيث تستخدم الأراضي هناك من قبل الأثرياء كضمان للحصول على القروض.
 

- من المتوقع أيضًا أن تكون "بلوك شين" محور اهتمامات المنظمات الدولية على غرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي تورط في فضائح لا حصر لها فيما يتعلق بآليات اتخاذ القرار.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.