نبض أرقام
10:17 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

كيف يُعيد النفط والغاز رسم خريطة القوى السياسية حول العالم؟

2018/01/08 أرقام

يُعنى علم الجيوسياسة بتأثير الجغرافيا بما تحويه من موقع إستراتيجي أو ثروات على السياسة التي أحد مساعيها يتركز في الاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي، ولعل أحد أهم محاور الصراع الجيوسياسي حول العالم الآن هو مصادر الطاقة.
 


 

وأوضح تقرير لـ "نيويورك تايمز" أن النقاش يدور حالياً حول مدى تأثير تلك المصادر على السياسة حالياً خاصة النفط والغاز متجاهلين تأثير مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والشمس.
 

تأثير انخفاض النفط على العالم

 

- شهد عاما 2015 و2016 انخفاضاً في أسعار النفط الخام من 100 دولار للبرميل إلى حوالي 60 دولارا وأقل، فضلاً عن القدرة على استخراج الغاز الصخري على نطاق واسع من خلال تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي، ما أدى إلى تحول الولايات المتحدة من كونها المستهلك الأكثر استيراداً للنفط في العالم إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.
 

- كما أدى تراجع أسعار الطاقة إلى استقرار الاقتصاد الأوروبي، وساعد اليابان على إدارة آثار كارثة "فوكوشيما" النووية، وسمح للصين بمتابعة إستراتيجية طريق الحرير الجديدة عبر أوروبا وآسيا.
 

- عطَّل أيضاً روسيا عن أن تصبح الدولة العظمى في قطاع الطاقة، وساهم في إضعاف آفاق نمو البلدان الإفريقية الغنية بالنفط، واعتبرت وفرة الطاقة الجديدة بمثابة هبة للقوة الأمريكية ونقمة على روسيا.
 

طفرة النفط الصخري الأمريكي
 


 

- تعد الولايات المتحدة الآن أحد كبار منتجي الطاقة في العالم، وقادرة على تحديد الأسعار العالمية ببساطة عن طريق تحديد مقدار الضخ، حيث تعمل لديها شبكة واسعة من مئات صغار المنتجين.
 

- في الوقت نفسه، وضعت ثورة الطاقة الأساس لقارة أمريكا الشمالية لتحافظ على وحدتها السياسية والاقتصادية، ولهذا السبب ينتقد التقرير عرقلة "باراك أوباما" لكندا من خلال تأخيرات خط أنابيب "كيستون إكس إل" و"دونالد ترامب" لتخليه عن المكسيك بسبب حديثه عن إنشاء جدار بين البلدين.
 

- يأتي هذا رغم  العلاقة القوية التي تجمع بين الولايات المتحدة والمكسيك، ففي عام 2015 تبادل البلدان أكثر من مليون دولار من السلع والخدمات في الدقيقة الواحدة.
 

- بدلاً من مجرد تداول المنتجات بشكلها النهائي ببساطة إلا أنهما ذهبا أبعد من ذلك من خلال التصنيع المشترك للسلع باستخدام سلاسل توريد معقدة عابرة للحدود عبر شبكة تشمل عشرين خط أنابيب للغاز الطبيعي.
 

- نُشرت وحدات تخزين وأخرى لإعادة التحويل إلى الغاز على الجانب الأمريكي من خليج المكسيك لأول مرة في عام 2005، وبمجرد شحن الغاز الطبيعي في شكل مسال، فإنه يمكن تحويله مرة أخرى إلى الغاز عند الوصول عبر البحر للاستخدام الفعلي.
 

- تساعد هذه الوحدات حاليا البلدان في أوروبا الوسطى والشرقية على الحصول على الغاز من الخارج، مقللين اعتمادهم على روسيا في توفير الطاقة المطلوبة وإنشاء نظام طاقة أكثر تكاملاً عالمياً.
 

منافسة الصين وروسيا
 


- لم تعد البلدان تلجأ إلى البحر لاستيراد الغاز عبر خطوط الأنابيب القارية، وأدى ذلك بدوره إلى انخفاض الأسعار في جميع أنحاء العالم وإلى آثار جيوسياسية كبيرة، وهو ما استفادت منه الصين.
 

- أصبحت الصين أقل اعتمادا على الغاز المنقول بالأنابيب من روسيا في الوقت الذي تعاني فيه "موسكو" من آثار ازدهار الغاز الصخري، ونتيجة لذلك قدمت إلى "بكين" تنازلات سعرية مغرية لجذب الصفقات الصينية.
 

- لا تزال روسيا تتمتع بميزة بسبب احتياطياتها من الطاقة، ولكنها لم تعد تستطيع استخدامها لأغراض سياسية كما كانت تفعل قبل طفرة النفط الصخري الأمريكي.
 

- من المتوقع أن تستغل الصين هذا الأمر لتصبح لاعباً مؤثراً في الصناعة عالمياً، حيث إن الغاز والنفط منخفضي التكلفة سيقللان تدريجيا حاجة "بكين" إلى الصداقة مع الأنظمة الغنية بالطاقة المختلفة معها سياسياً.
 

الشرق الأوسط
 

- على صعيد آخر هناك عدة مفارقات في الشرق الأوسط، فانخفاض سعر النفط لا يعني نهاية منتجي الخام في المنطقة ولكنه على العكس يساعدهم بالفعل.
 

- بحيث يمكنهم جعل النفط الأمريكي والكندي والأوروبي مرتفع التكلفة، وسيتعين على الولايات المتحدة التي تتمتع بالاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة الحفاظ على تواجدها في المنطقة.
 

- يحفز النفط الرخيص الإصلاح الاقتصادي لبعض الدول فيما يضعف آخرون مثل قضية استقلال إقليم "كردستان" عن العراق فالدولة الكردية بحسب رؤية الإقليم ومسعاه ستعتمد على عائدات النفط بشكل أساسي كضمان لاستمرارها.
 

- في النهاية بحسب علم الجيوسياسية، سيختلف العالم بالضرورة عند سعر 40 دولارا للبرميل اختلافا كبيرا عن مستوى 100 دولار للبرميل.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.