نبض أرقام
10:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

كيف تُعيد العملات الرقمية تشكيل توازنات القوى العظمى عالمياً؟

2017/11/29 أرقام

قد تكون العملات الرقمية واحدة من أكبر التهديدات التي تواجهها الحكومات والأمن والنظام المالي بأكمله أكثر من أي وقت مضى، حيث يمكنها المساعدة في تمويل الإرهاب وعدم الكشف عن هوية متعامليها يصعب مهمة تتبعها، فضلاً عن استعدادها لإحداث ثورة في التمويل العالمي والمصارف.



وبحسب تقرير لـ"أويل برايس" سيتعين على القوى العظمى - الولايات المتحدة والصين وروسيا - مواجهة الواقع الجديد، فإذا لم يتم تبنيها فلن يكونوا قادرين على السيطرة عليها.

توازن جديد للقوى

- تحتضن روسيا العملات الرقمية بهدف السيطرة عليها، فيما تسير الصين نحو حظرها، والولايات المتحدة تكافح لإيجاد آلية لتنظيمها.

- حاولت الصين حظرها في سبتمبر/أيلول بجعل تداول العملات الرقمية غير قانوني للأفراد أو الشركات الناشئة موقفة تماماً التبادلات المحلية، ما أدى إلى انخفاض "بتكوين" بنسبة 40% ثم تعافت على الفور، وكان هذا بمثابة إشارة إلى أن العملات الرقمية هي نظام مستقل يصعب التخلص منه.

- سجلت "بتكوين" رقماً قياسياً قدره ستة آلاف دولار في 21 أكتوبر/تشرين الأول، ليسارع محللون في إطلاق تحذيرات من أن العملة الرقمية على حافة الهاوية وأنها لا يمكنها الصعود أكثر من ذلك، وتأتي المفاجأة بارتفاعها أمس متجاوزة حاجز العشرة آلاف دولار للمرة الأولى على الإطلاق.

التهديدات والفرص



- تعد التهديدات الأمنية المحتملة واضحة بشكل كبير وأبرزها مخاوف تمويل الإرهاب، حيث تدرس الجماعات الإرهابية بالتأكيد خيارات استخدام العملات الرقمية، وفي يناير/كانون الثاني ظهرت الحالة الأولى حيث قالت الحكومة الإندونيسية إن أعضاء أحد التنظيمات الإرهابية يتداولون "بتكوين" بينهم.

- يفتح ذلك الباب أمامهم لابتكار عملة افتراضية أكثر قوة ولا يمكن تعقبها وهي عملية يمكنها تخطي النظام المصرفي العالمي، ورغم عدم حدوث ذلك بعد إلا أن الإمكانات متاحة بالفعل.

- في حين أن الإرهاب يشكل تهديداً خطيراً لأمن جميع الدول، ولكنه يمثل تهديداً جديداً للولايات المتحدة فهي تعتبر فرصة لروسيا لخرق العقوبات، فقد يعني الارتفاع الحالي لـ "بتكوين" أن المسؤولين الروس المعاقبين من قبل أمريكا والاتحاد الأوروبي لديهم طريقة لإرسال الأموال وتلقيها.

- بينما تضع وحدة مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية الأفراد المفروض عليهم عقوبات في قائمة سوداء تمنعهم من القيام بأي عمل بالدولار، فإن العملات الرقمية تجعل من الممكن تجاوز تلك القائمة.

منافسة "بتكوين" وأخواتها للنظام المصرفي العالمي


- يعد ارتباك النظام المصرفي العالمي في هذه المرحلة أمراً لا مفر منه، مع إمكانية أن تصبح العملات الخفية المحرك الجديد للمعاملات التجارية والمالية الدولية.

- هنا تكمن المشكلة فإذا لم يتضح كيفية عملها ومَن يسيطر عليها وكيفية تجنب استخدامها لأغراض غير مشروعة، قد تتحول دون قصد إلى واحدة من أكثر نقاط التحول في عالم الجرائم وتمويل الإرهاب والفساد.

- في العام الماضي فقط، كانت روسيا تسجن متداولي "بتكوين"، بينما الآن هي مستعدة لاحتضان العملات الرقمية إذا كانت المسيطرة عليها، وبدأ الدفع الحقيقي في يوليو/تموز عندما كشف مساعد الرئيس "فلاديمير بوتين" النقاب عن مركز لتعدين العملات الرقمية.

- لكن رغم كل شيء فقدت روسيا ما يقدر بنحو 310 ملايين دولار هذا العام وحده بسبب عدم وجود قواعد تنظيمية.

 

روسيا والعملات الرقمية
 

- في أواخر الشهر الماضي، أصدر "بوتين" خمسة أوامر رئاسية للسيطرة على العملات الرقمية، شملت فرض الضرائب على عمليات التعدين وتنظيم عروض العملة الأولية (ICOs) لإنشاء تشريعات لتكنولوجيا "بلوك شين" الجديدة وتوحيد جهات الدفع التي من المحتمل أن تكون عبر البنك المركزي.

- مع ذلك، فإن الحكومة الروسية ليست موحدة تماماً بشأن هذه القضية، فالبنك المركزي يعتقد أن "بلوك شين" تكنولوجيا جيدة ولكنه غير مهتم بالعملات الرقمية.

- انتشرت تعاملاتها بشكل متزايد في جميع أنحاء روسيا، لدرجة أن وزير المالية الروسي قال إن العملات الرقمية ستعامل قريباً مثل النقود العادية.

- قد تملك الولايات المتحدة نفس التوجه على نطاق واسع، لكنها تتحرك بوتيرة أبطأ في السباق للسيطرة على العملة الجديدة عالمياً بسبب تأثيراتها الخطيرة على الأمن القومي، وسيكون من المهم محافظة أمريكا على الدولار كمخزن قيمة عالمي.

- يُظهر ذلك سعي روسيا الحثيث للسيطرة على تلك العملات في حين أن الصين تحظرها والولايات المتحدة لا تزال تحاول استكشافها.

المستثمرون ينظرون للمستقبل



- يقدر حجم تداول "بتكوين" في الصين بحوالي 85% من حجم التداول العالمي، فالبلدان التي لديها طاقة مدعومة بشكل كبير ستحجز لها مكاناً في هذه الصناعة، ولكن الآن البلدان الأكثر أماناً التي تبتعد عن أي ملاحقات قانونية بشأن تعاملات العملات الرقمية ستكون هي الرائدة مستقبلاً، وتسعى روسيا للاستحواذ على حصة قدرها 30% من التعدين العالمي مستقبلاً.

- من الصين وروسيا إلى أمريكا، أصبحت العملات الرقمية أمراً واقعياً فلم تعد مسألة بقائها هي الأهم الآن ولكن السؤال الأبرز يكمن في مَن ستُزيح في طريقها إلى قمة سلسلة التمويل العالمية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.