نبض أرقام
10:26 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

ذكريات مضارب بسوق الأسهم .. 4 دروس من حياة واحد من أشهر مضاربي الأسهم في التاريخ

2017/11/25 أرقام - خاص

لا يزال هناك عدد من مستثمري الأسهم في التاريخ الأمريكي يحظون بقدر كبير من الاهتمام والاحترام من قبل مستثمري العصر الحديث، وربما أشهر هؤلاء هو "جيسي ليفرمور".
 

في عام 1923 أصدر الصحفي الأمريكي "إدوين ليفيفر" كتابه "ذكريات مضارب بسوق الأسهم" الذي وصف خلاله وول ستريت في ذلك الوقت، والبنية التحتية والتكنولوجيا المالية التي كانت تستحدم في فترة ما قبل الكساد العظيم، وتناول خلاله كذلك ما يشبه السيرة الذاتية الخاصة بـ"جيسي ليفرمور".



 

خلال حياته المهنية كمضارب ربح "جيسي ليفرمور" وخسر ملايين الدولارات من خلال الرهان ضد الأسهم الأمريكية، حتى أنه أطلق عليه لقب "الدب الكبير" من قبل المتعاملين في وول ستريت، وكان يحظى بشعبية كبيرة في سوق الأسهم في ذلك الوقت بسبب آرائه المناقضة للاعتقاد السائد في السوق.
 

وليس من قبيل المبالغة أن نقول إن هذا الكتاب يعتبر واحداً من أهم ما كتب في فئته، وهو ما يضعه إلى جانب كلاسيكيات شهيرة، مثل "50 عاماً في وول ستريت" لـ"هنري كليوس"، "المستثمر الذكي" لـ"بنيامين جراهام".
 

وفي هذا الكتاب يحاول المؤلف شرح علم نفس التداول في تلك الفترة، وحكمة "جيسي ليفرمور"، والسبب في أن تداول الأسهم ليس سهلاً كما يعتقد البعض، ولا يسع المرء إلا أن يعجب بالملاحظات والحكايات التي لا حصر لها حول سوق الأسهم، والتي لا تزال يمكن الاستفادة منها إلى اليوم، رغم مرور ما يزيد على 9 عقود على صدور ذلك الكتاب.
 

أخيراً قبل البدء، يقول "جيسي ليفرمور": "التاريخ يعيد نفسه طوال الوقت في وول ستريت".
 

وفي هذا التقرير سنستعرض أربعة دروس يحتاج الكثير من المتعاملين في سوق الأسهم لتعلمها من واحد من أعظم مضاربي الأسهم في التاريخ، والتي سننقلها على لسانه في حديثه إلى مؤلف الكتاب.
 

4 دروس من حياة واحد من أشهر مضاربي الأسهم في التاريخ

الدرس

 

الإيضاح

الدرس الأول: الأمر كله يتعلق بالثبات ومراقبة الوضع بهدوء


- بعد أن أمضيت سنوات عديدة في وول ستريت ربحت وخسرت خلالها ملايين الدولارات، أريد أن أخبركم التالي: لم يكن أبداً تفكيري هو السبب في ربحي للكثير من المال، إنما كان ثباتي. تفهم ما أقوله لك؟ اثبت وراقب الوضع بهدوء ولا تندفع.


- أن تكون على حق في سوق الأسهم ليس أمراً مهما جدا. لقد عرفت الكثير من الرجال الذين اختاروا السهم المناسب في الوقت المناسب، وبدأوا في شرائه أو بيعه عند وصوله إلى المستوى الذي من المفترض أن يحقق لهم أكبر قدر من الربح، ولكنهم لم يحققوا أي أرباح حقيقية على الرغم من أن خبرتهم تطابق تقريباً خبرتي.


- الرجال الذين يمكنهم اختيار السهم المناسب وفي نفس الوقت يتمتعون بشكيمة تمنعهم من عدم الاندفاع ومراقبة الوضع بهدوء ليسوا كثيرين. وفي الحقيقة لقد وجدت أن هذه الصفة هي واحدة من أصعب الأشياء التي يمكن تعلمها.


- كثيراً ما أرى رجلا لديه رؤية منطقية وواضحة لسهم معين ولكنه لا يصبر أو يسيطر عليه الشك حين يأخذ السوق وقته لكي يؤدي هذا السهم بالطريقة التي توقعها هذا الرجل منذ البداية. وهذا هو السبب في أن الكثيرين في وول ستريت رغم ذكائهم لم ولن يكونوا مستثمرين من الدرجة الأولى، وسيخسرون المال.


- السوق لم يفعل أي شيء لهم، هم من فعلوا ذلك في أنفسهم، لأنه على الرغم من أن لديهم العقول إلا أنه لا يمكنهم الانتظار ومراقبة الوضع بهدوء.

.
 

 

الدرس الثاني: من الحماقة أن تستثمر في الأسهم بناءً على نصائح


- الناس دائماً ما يتوقون ليس فقط للحصول على النصائح وإنما أيضاً لمنحها، وهذا التصرف يحركه في الغالب الجشع والغرور. البعض في سوق الأسهم يعتقد بحماقة أن هناك من سيصطاد له.


- النصيحة هي مجرد نصيحة، والتداول بناء عليها هو تماماً كأنك تتداول وأنت معصوب العينين، وفي كلتا الحالتين النتيجة ستكون في الغالب "متابعة" ملحمة خراب من نوع خاص.


- أولاً، أنت ليس لديك أي فكرة عن موقف أو طبيعة محفظة الشخص الذي طلبت منه النصيحة بشأن سهم معين، بل إنه حتى قد لا يحمل السهم الذي ينصحك به في محفظته الخاصة، ولكن حتى لو كان، فأنت لا تعرف متى سيتخلى عنه.


- لطالما كان هذا رأيي: التداول بناءً على النصائح هو قمة الحُمق. 

 

 

الدرس الثالث: دراستك للسلوك البشري ستفيدك

 

- من المهم جداً دراسة السلوك البشري، ومحاولة فهم سبب سهولة وسرعة اعتقاد البشر لشيء معين، وما الذي يسعدهم أن يعتقدوه، وكيف يؤثر الطمع والإهمال على سلوكهم واختياراتهم.

 

- العدو الأشرس للمضارب دائماً ما يكون من داخله. فهو في النهاية بشر يسيطر عليه الأمل والخوف، والمضارب الناجح من يستطيع السيطرة على هذه الغرائز عميقة الجذور، أي يحاول أن يفعل عكس ما تمليه عليه ما يمكن تسميتها "دوافعه الداخلية".


- "التاريخ يعيد نفسه" هذه المقولة لا تنطبق على أي شيء في هذا الكون أكثر من وول ستريت. فعندما تطالع تاريخ كل فترات الازدهار والكساد التي مر بها العالم، تجد أن الشيء الوحيد الذي يكاد يتطابق ولا يتغير هو سلوك مضاربي الأسهم.

 

- قواعد اللعبة لم تتغير والطبيعة البشرية كذلك. 
 

الدرس الرابع: تعلم كيف تخسر

 

- التواضع هو أعظم أصل قد يمتلكه أي متعامل في سوق الأوراق المالية. لا يجب أن تغيب عنك أبداً حقيقة أنك لا تعرف الكثير من الأشياء، واعلم أن إدراكك لحتمية وقوعك في الكثير من الأخطاء، ومعرفة كيفية تصويبها، وقبولك لكل ذلك على أنه جزء من قواعد اللعبة التي تلعبها، هو ما سيجعلك مستثمراً ناجحاً.

 

- لقد وقعت في الكثير من الأخطاء على مدار حياتي المهنية كلفتني الكثير من المال. ولكن على الرغم من عدم قدرتي على إنكار حقيقة أن هذه الخسائر كانت مؤلمة، إلا أنها علمتني الكثير.

 

- لا يوجد في هذا العالم شيء أصعب من خسارة كل ما لديك لكي تتعلم فقط ما لا يجب عليك فعله. ولكن بمجرد أن تعرف ما لا يجب عليك فعله حتى لا تخسر أموالك، تجد نفسك بدأت فعلا في تعلم ما يجب عليك القيام به من أجل تحقيق المكاسب.

 

- أخيراً أقول لك هذا: لن تتعلم الكثير من هؤلاء الفائزين أو من يكسبون لأنهم غالباً ما يهتمون بأنفسهم. إن الخاسرين هم من سيعلمونك دروساً تستفيد منها مدى الحياة. وتذكر دائماً أنه ما دام لم تقع في نفس الخطأ مرتين، سيكون لديك دائماً فرصة للقتال (للاستثمار) في يوم آخر.
 

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.