نبض أرقام
10:22 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

كيف حافظت "سناب شات" على خلو منصتها من الأنباء الزائفة؟

2017/10/30 أرقام

أعلنت شركة "Snap Inc" المالكة لتطبيق التراسل الفوري "سناب شات" في أغسطس/آب الماضي عن نتائج أعمال فصلية تضمنت خسائر بأكثر من 400 مليون دولار وإيرادات بأقل من 200 مليون دولار في الربع الثاني، ومع ذلك، طالب المدير التنفيذي "إيفان شبيجل" المستثمرين بالثقة في فرص الشركة للتفوق على منافسيها.

توقع محللون أن تكون" سناب شات" هي "فيسبوك" القادمة، وكان طرح أسهمها للاكتتاب في البورصة الأمريكية واعدا، ولكن سعر سهمها هبط لاحقا إلى دون مستوى الاكتتاب، كما أنها تعاني في زيادة عدد مستخدميها.

رغم كل ذلك، فإن "سناب شات" تثبت تنافسيتها كشركة إعلامية خاصة مع خلو منصتها من الأخبار الزائفة مقارنة بـ"فيسبوك" و"تويتر" و"جوجل" اللاتي تخضع جميعها للمساءلة أمام الكونجرس بسبب استخدام مواقعها من جانب جهات روسية لنشر أخبار زائفة أثرت سلبا على سير انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، وتناولت "بلومبرج" في تقرير كيفية حدوث ذلك.



مراقبة شديدة

- لم تعثر "سناب شات" على أي دليل يؤيد استخدام منصتها لشراء إعلانات سياسية من أجل نشر أي أخبار زائفة على الإطلاق، وأفاد نائب رئيس الشركة المسؤول عن المحتوى "نك بيل" بأن السر يكمن في التعاون.

 

- ذكر "بيل" أن "سناب شات" تتعاون مع السلطات الرسمية وشركات الإعلام ذات المصداقية كما أن لديها فريقا متميزا من المنتجين والمراجعين والصحفيين يدققون على جميع ما ينشر من محتوى خاصةً الأخبار التي يهتم بها الآلاف من المستخدمين.

 

- اتخذت "سناب شات" نهجا عتيق الطراز في استكشاف جميع الإعلانات ومراجعتها من جانب محرريها مع الاحتفاظ بفريق هائل من البشر لأداء هذه المهمة، بينما اعتمدت "فيسبوك" على وسائل تكنولوجية تم اختراقها من جانب مجموعات مرتبطة بالكرملين.

 

- أكد "بيل" على أن المحتوى المنشور على "سناب شات" ويرتبط بأخبار أو فيديوهات نشرت على "فيسبوك" و"يوتيوب" يخضع أولا للإشراف والتدقيق من جانب فريق من المحررين والتأكد من مصداقيته وحقيقته قبل أن يصبح رائجا.

 

- على النقيض، أفادت المديرة التنفيذية لـ"فيسبوك" "شيريل ساندبيرج" بأن موقع التواصل الاجتماعي منصة مفتوحة للجميع للتعبير عن آرائهم، وهو ما يعني أن المعلومات المتداولة يتحمل مسؤوليتها من ينشرها، وعلى المستخدمين التمييز بين الحقيقي وغيره.

 

- كي تبدو "سناب شات" أفضل من منافسيها فيما يتعلق بنشر الأخبار الكاذبة، أوضح المسؤول الإستراتيجي "عمران خان" أن الأحداث الأخيرة دليل على المسار الصحيح الذي تسلكه "Snap" خاصة أنها تشعر بالمسؤولية تجاه المستخدمين بشأن المعلومات والأنباء المنشورة.

 

- رغم التشابه في خدمات المنصتين، تختلف ثقافة "سناب شات" عن "فيسبوك"، فالأولى تقول إنها شركة للكاميرات ولا يتحدث مؤسسها عن السياسة علانية، بينما تهتم الثانية بمزيد من التواصل بين الشعوب والانخراط في جميع الأمور حتى السياسية مثل تشجيع الناخبين الأمريكيين العام الماضي على التسجيل في الدوائر الانتخابية.



استغلال سياسي

- عندما يهتم أحد المستخدمين بصفحة أو منشور ما على "فيسبوك" ويضغط عليه أو يعرب عن إعجابه أو مشاركته لهذا المنشور، فإن آلية عمل موقع التواصل الاجتماعي تظهر أمامه جميع المنشورات والصفحات والإعلانات المتعلقة بذلك.

 

- بهذه الطريقة استغل عملاء روس الآلية للوصول إلى ملايين الأمريكيين وتمويل إعلانات بمائة ألف دولار لنشر وترويج ما يريدونه نصب أعينهم.

 

- على الجانب الآخر، تهتم "Snap" كثيرا بالخصوصية، وأعرب "شبيجل" عن رغبته في التواصل بين الأصدقاء المقربين فقط من خلال منصته، وأدى ذلك إلى حماية خدمات الشركة من استغلالها لنشر أخبار زائفة.

 

- لا يمكن مشاركة منشورات "سناب شات" علانية إلا بعد أخذ لقطة للشاشة ونشرها على مواقع أخرى كـ"فيسبوك" و"يوتيوب"، ومن الصعب ظهور منشورات بعينها إلا بعد البحث عنها، ولا تظهر سوى منشورات الأصدقاء أو الأخبار التي تم فحصها مسبقا، وبالتالي، لا يمكن ظهورها سوى لمئات المستخدمين فقط.

 

- أثبتت "سناب شات" عدم تضحيتها بالمصداقية من أجل زيادة المستخدمين، وظهر ذلك جليا عندما وقعت أحداث "شارلوتسفيل" في "فرجينيا" قبل شهرين حيث عينت الشركة صحفيا لعقد لقاءات ونشرها بالصور والفيديو بعد التأكد من حقيقتها بدلا من الاعتماد على مصادر أخرى.

 

- في خضم تلك الأحداث، كانت الأخبار والصور تنتشر على "فيسبوك" و"تويتر" ويوتيوب" قبل التأكد منها، ويبرز هنا تورط العديد من شركات التواصل الاجتماعي في تقديم محتوى إخباري وإعلامي زائف تم استغلاله من قوى أخرى.

 

- في أكتوبر/تشرين الأول، عندما وقعت أحداث "لاس فيجاس" التي أسفرت عن مقتل 58 شخصا، نشرت العديد من الأنباء غير الصحيحة تناولت عنصرية ونظريات مؤامرة وكراهية مما اضطر "جوجل" للاعتذار لاحقا مشيرة إلى أن السبب وراء انتشارها آلية عمل الموقع وأكدت على أنها ستعمل على عدم تكرار ذلك.

 



عالم جديد

- رد مؤسس "فيسبوك" "مارك زوكربيرج" على انتقادات نشر أخبار كاذبة بأن المجتمعات تعيش عالما جديدا يمثل تحديدات جديدة في وسائل الاتصالات والإنترنت.

 

- أكدت صحف أبرزها "نيويورك تايمز" أن العديد من الإعلانات والمنشورات على "فيسبوك" المرتبطة بإعلانات ممولة من موسكو شملت أخطاءً لغوية وإملائية يمكن اكتشافها حتى من جانب غير المتحدثين بالإنجليزية، كما دفع ثمن بعضها بالروبل الروسي.

 

- ربما يكون من الصعب وضع عين بشرية لمراقبة كل ما ينشر من محتوى، ولكن "سناب شات" نجحت في ذلك وبتكاليف معقولة بسبب قرارات مسؤولي الشركة بعدم نشر أي دعايا زائفة.

 

- تحاول "فيسبوك" السير على نفس النهج بعد إعلانها مؤخرا توظيف ألف شخص لمراقبة محتواها وإعلاناتها، ولكن محللين يرون سهولة تخلص الشركة من اتهامات نشر الأخبار الكاذبة من خلال إطلاق شبكة خاصة بها من منتجي الأخبار ومراجعين للتحقق منها على غرار "سناب شات".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.