يعرف الطرح الأولي للعملات الرقمية بأنه أحد أشكال جمع التمويل من خلال المصادر الجماعية التي تستخدم هذا النوع من النقود الافتراضية القائمة أساسًا على برميجات مشفرة تضمن أمان التعاملات وإنتاج وحدات جديدة من العملات.
وأشهر العملات الرقمية على الإطلاق الآن هي "بتكوين" التي تعتمد على نظام مكون من عدة سجلات حسابية تعرف باسم "بلوك-تشين" تتبع جميع المعاملات بدقة، وأصبحت هذه العملة جذابة بشكل كبير مؤخرًا جراء تحليها بالاستقلال.
وعند إطلاق عملات رقمية جديدة، يحتاج المطورون لجمع التمويل لها كما هو الحال في أي مشروع استثماري تقليدي، لذا ابتكرت الطروحات الأولية للعملات الرقمية لتحقيق هذه الغاية، بحسب تقرير لـ"ساوث تشاينا مورنينج بوست".
كيف تتم عملية الطرح؟
- خلال الطرح العام الأولي، تبيع الشركات حقوق الملكية في شكل أسهم مقابل النقود، والقواعد الحاكمة هنا تنص عادة على بيع حقوق الملكية لدعمها بأصول ملموسة.
- أما في عملية طرح العملات الرقمية، تستبدل الشركات عملاتها الجديدة مقابل نقود ذات قيمة حقيقية، سواء كانت من الطراز القديم مثل الدولار والين واليورو وغيرها من الأموال التقليدية أو حتى الافتراضية مثل "بتكوين".
- ويحقق المستثمرون في مثل هذه العمليات أرباحًا جراء ارتفاع قيمة العملات الجديدة التي اشتروها بوتيرة أسرع من العملة المستخدمة لدفع المقابل.
- لا يمكن تحقيق قيمة مضافة أو مكاسب رأسمالية لهذه العملات الجديدة إلا إذا كانت قابلة للتداول بشكل قانوني أو المقايضة مقابل السلع والخدمات.
- تجرى عملية الطرح لجمع التمويل عادة عبر الإنترنت حيث يتم الإعلان عنها في منتديات خاصة بالعملات الرقمية، والتي تهدف لإكساب هذه الأصول قدرًا من الثقة.
هل هي عملية ناجحة؟
- كانت أول عملية طرح أولي للعملات الرقمية من نصيب عملة "كارما-كوين" في أبريل/ نيسان من عام 2014، وفي يوليو/ تموز من نفس العام باعت "إثريوم" وحدات تقدر بنحو 18 مليون دولار.
- عندما بيعت وحدات "إثريوم" قبل ثلاثة أعوام كانت قيمة العملة الواحدة أقل من دولار، بينما بلغت في يونيو/ حزيران من العام الجاري 378 دولارًا، ما يعكس المكاسب القوية لعمليات الطرح الأولية.
- لكن تجربة "إثريوم" ليست عامة، فمن الناحية التاريخية لم تكن عمليات الطرح منظمة بما يكفي ما أتاح فرصة أمام بعض المحتالين لتضليل المستثمرين من أجل الحصول على بعض النقود سريعًا.
- اكتملت 65% من عمليات الطرح الأولي للعملات الرقمية في الصين بنجاح خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017، وجمع خلالها 2.6 مليار يوان (398 مليون دولار) وفقًا لرابطة بكين للتمويل عبر الإنترنت.
- بحسب البنك المركزي الصيني، فإن 90% من عمليات الطرح التي جرت في البر الرئيسي للبلاد لم تكن حقيقية واحتيل خلالها على الممولين.
كيف يتم تنظيمها؟
- بدأت الجهات التنظيمية مؤخرًا النظر في هذه العمليات، وفي يوليو/ تموز الماضي نشرت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تقريرها حول منظمة "داو" التي استخدمت "بلوك-تشين" لتسهيل طرح عملتها وجمع رأس المال.
- صنفت اللجنة عملة "داو" ضمن الأوراق مالية، وقالت: أولئك الذين يبيعون الأوراق المالية عليهم الامتثال لقوانين السلطات الفيدرالية المعنية بصرف النظر عما إذا كانت هذه الأصول بيعت مقابل عملات رقمية أو انتشرت عبر "بلوك-تشين".
هل تتسم هذه العمليات بالقانونية؟
- منع بنك الشعب الصيني عمليات الطرح الأولي للعملات الرقمية بشكل مباشر ووصفها بعدم القانونية والمخادعة، بينما توصف شرعية العملات الرقمية في معظم البلدان بأنها "قيد التطوير" أو "غير محددة".
- هناك وجود فعلي لمئات المراكز التي تنتج وتطور الوحدات والأنظمة المستخدمة في إدارة معاملات النقود الافتراضية، والتي توصف غالبًا بأنها منافذ لإجراء المقايضات لمن يريدون استبدال عملاتهم الرقمية مقابل خدمة أو منتج ما.
- حصلت "بتكوين" وغيرها من العملات الرقمية على غطاء قانوني في اليابان التي تعتبرها أموالًا منذ عام 2014، وأقرت طوكيو أن قوانينها لا تمنع أو تقيد استخدام الأفراد أو الشركات لهذه الأصول في المعاملات المالية.
- لا توجد قوانين منظمة لاستخدام العملات الرقمية في هونج كونج التي تعتبرها "سلعا افتراضية"، بينما في تايوان يمكن شراؤها من خلال عدة منافذ متاحة في كثير من المناطق أو استخدمها في شراء بعض السلع.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}