نبض أرقام
10:20 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

هل تشكل "البتكوين" تهديدا للاستقرار الاقتصادي حول العالم؟

2017/09/01 أرقام

انتعشت أسواق الأسهم الأمريكية وأسواق المال في الاقتصادات الناشئة مؤخرا وسط سعي نحو الاستقرار وتجنب لعدم اليقين، ولكن هذا الأداء الإيحابي ليس دائما ومعرض لمخاطر شديدة.

ويرى كبير مستشاري "أليانز" "محمد العريان" أن الدرس المنسي أو المفقود من الأزمة المالية العالمية عام 2007 هو أن نماذج النمو الاقتصادي الحالي معتمد بشكل كبير على السيولة من المؤسسات المالية الخاصة ثم من البنوك المركزية، وواقع الحال اليوم يظهر أن السيولة الآتية من البنوك المركزية هي المحرك الرئيسي للأسواق المالية.

 

اندفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية نحو ارتفاعات قياسية بعد تثبيت الفيدرالي الفائدة دون تغيير، ولكن هناك عامل آخر يؤرق الأسواق ويشكل خطوة على الاستقرار الاقتصادي وهو العملات الرقمية البعيدة عن أعين ورقابة الجهات التنظيمية والبنوك المركزية، وفقا لتقرير نشرته "ماركت ووتش".
 

 

عدم الثقة

بني مفهوم العملات الرقمية على عدم الثقة في المال الرسمي، ففي 2008، أطلق "ساتوشي ناكاموتو" "البتكوين" كأول عملة رقمية لامركزية من أجل الدفع الإلكتروني عبر الإنترنت دون الحاجة لمؤسسات مالية.


- قدم صندوق النقد الدولي ورقة عمل في 2016 ميز خلالها بين العملة الرقمية ونظيرتها الافتراضية، وتوصف "البتكوين" بأنها عملة افتراضية تستخدم عبر تقنية "بلوك تشين" مع الحفاظ على سرية بيانات المتعاملين بها.


- بعد 9 سنوات من إطلاق "ناكاموتو" "البتكوين"، أصبح المال الإلكتروني على وشك إحداث تحول في أسواق المال، ومع ارتفاعات قياسية بلغتها "بتكوين"، تجاوزت قيمتها السوقية 75 مليار دولار، أي خمسة أضعاف قيمتها بداية 2017.


- أيا كان ما ستوصف به هذه الارتفاعات القياسية سواء فقاعة أو استعداد للانهيار أو علامة على تحول جوهري في أسواق المال، فإن تداعيات العملات الافتراضية على سياسات البنوك المركزية والاستقرار المالي ستكون كبيرة.


- كانت البنوك المركزية والجهات التنظيمية في البداية داعمة لـ"البتكوين" وتقنية "بلوك تشين" التي يتم التعامل عليها، ولكن مع انخراط أشخاص في تعاملات خاصة على أصول دون رقابة الدولة، أصبح الأمر صعبا.


- صنف البعض تعاملات العملات الرقمية بأنها مثل السوق السوداء البعيدة عن أعين الحكومات والجهات التنظيمية، وبالتالي يمكن استغلالها في أفعال غير قانونية.

 

 

مخاطر العملات الرقمية


- فشلت "البتكوين" في جذب تعاملات قوية عام 2014 الأمر الذي دفع البنك المركزي الصيني لإثناء المستثمرين عن التعامل عليها، ولكن بنهاية 2015، انتعشت التداولات عليها مجددا من قبل عشرة بنوك مركزية رئيسية.


- على عكس الأموال الرسمية، هناك خطورة في عدم وجود قيمة ملموسة للعملات الرقمية ولا توجد مؤسسة مالية مثل البنوك المركزية تحدد قيمتها.


- تعتمد العملات الرقمية فقط على رغبة الأشخاص في التعامل بها واعتبارها قيمة، وكلما جذبت المزيد من المتعاملين، كلما زادت قيمتها، وتصل خطورتها إلى إمكانية استغلالها في تمويل الإرهاب أو أنشطة القرصنة الإلكترونية كون بيانات المتعاملين بها سرية، فهم مجرد أرقام لا أسماء.


- في ظل الارتفاعات القياسية لـ"بتكوين"، تتزايد مخاطر الانهيار وتأثيره على الاقتصادات، ولا يجب استبعاد حقيقة أن الطلب على العملات الرقمية مرتبط بعدم الثقة في مؤسسات المال الرسمية.


- مع زيادة خوف المستثمرين من الأنظمة الضريبية والقيود التنظيمية وعدم الاستقرار المالي أو الاجتماعي، سوف يزداد التحول نحو العملات الافتراضية.

 

رؤوس الأموال


- أوضح صندوق النقد أن هناك بعض الدول بدأت الإشراف على تعاملات العملات الرقمية كالصين واليونان وقبرص واستغلالها في السيطرة على تدفق رؤوس الأموال.


- بالنسبة للدول التي تتعرض لعدم استقرار سياسي أو اجتماعي، تعد العملات الرقمية آلية جاذبة لهروب رؤوس الأموال وتدفقها للخارج الأمر الذي ينعكس سلبا على استقرارها المالي.


- ستكون الدول غير مسؤولة عن إدارة العملات الرقمية، ولكنها ستنظم التعامل بها وتحول دون وقوع أي فوضى من انفجار فقاعة ما، وحال انفجار تلك الفقاعة، فإن الاقتصادات المتقدمة والناشئة ذات الاحتياطيات النقدية القوية ستكون قادرة على احتواء أي مشكلة.


- لن تشكل العملات الرقمية خطورة فورية، ولكن لن يطول الوقت حتى تحدث تأثيرا على الأنظمة المالية، ويجب على البنوك المركزية التحرك سريعا لدرء أي تهديدات محتملة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.