نبض أرقام
10:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30

انهيار "إنرون".. كيف تلاعبت شركة الطاقة الأمريكية بقوائمها المالية؟

2017/09/02 أرقام - خاص

" إنرون كورب".. هذا هو اسم شركة أمريكية حققت في وقت من الأوقات نجاحات مذهلة وصلت بها إلى ارتفاعات دراماتيكية قبل أن تسقط وتتخلى عن كل ذلك، لتنهار وتختفي للأبد في أقل من عام.

 

أثر انهيار شركة الطاقة الأمريكية على حياة 401 ألف موظف وهز أركان "وول ستريت"، خصوصاً بعد سقوط سعر السهم من ذروته البالغة 90.75 دولار إلى 67 سنتاً في يناير/كانون الثاني عام 2002،  أي بعد شهر من إعلان الشركة إفلاسها في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2001.

 

 

وعلى الرغم من أن سقوط "إنرون" ربما يكون مألوفاً كحدث بالنسبة لكثيرين، إلا أنه قد يكون من الجيد إلقاء الضوء على ما حدث بالضبط، وتوضيح كيف انهارت الشركة التي كانت في وقت من الأوقات واحدة من أكبر 10 شركات في الولايات المتحدة، وكيف تمكنت من خداع الجهات التنظيمية من خلال بيانات مالية متلاعب بها لفترة ليست بالقصيرة.

 

انهيار "إنرون".. كيف تلاعبت شركة الطاقة الأمريكية بقوائمها المالية؟

النقطة

 

الإيضاح

 

 

 

الشركة الأكثر ابتكاراً في الولايات المتحدة

 

  • تأسست "إنرون" في عام 1985 نتيجة لعملية اندماج بين شركة هيوستن للغاز الطبيعي وشركة إنترنورث التي تتخذ من أوماها مقراً لها. وأصبح  "كينيث لاي" الرئيس التنفيذي لـ"هيوستن" هو الرئيس التنفيذي للشركة المندمجة التي تم تسميتها "إنرون".

 

  • ساعدت البيئة التنظيمية في ذلك الوقت "إنرون" على الازدهار. ففي نهاية التسعينيات كانت فقاعة "دوت كوم" في ذروتها، وتخطى مؤشر "نازداك" حاجز خمسة آلاف نقطة. وكان يتم تقييم أسهم شركات الإنترنت بأسعار مبالغ فيه.

 

  •  حيث إن المستثمرين والمحللين على حد سواء كانوا على استعداد لقبول ارتفاع أسعار تلك الأسهم باعتبار أن هذا يجسد ما يسمى بـ"الطبيعي الجديد".

 

  • دخلت "إنرون" إلى الساحة عن طريق تدشين موقع "إنرون أونلاين" في أكتوبر/تشرين الأول عام 1999 وهو عبارة عن منصة إلكترونية للتداول الإلكتروني كانت تركز بشكل رئيسي على عقود السلع.

 

  • كانت "إنرون" هي الطرف المقابل في كل معاملة يتم إجراؤها عبر المنصة، فكانت إما البائع أو المشتري. ولإغراء وحث كبار المتعاملين في السوق على التداول عبر منصتها، ركزت "إنرون" في تسويقها للمنصة على سمعتها وخبرتها في قطاع الطاقة، وتصدرها لقائمة "فورتشن" للشركات الأكثر ابتكاراً في أمريكا لستة أعوام متتالية بين عامي 1996 و2001.

 

  • بحلول منتصف عام 2000، كان يتم تنفيذ صفقات قيمتها 350 مليار دولار عبر "إنرون أون لاين" وفي بداية انفجار فقاعة "دوت كوم" قررت "إنرون" إنشاء شبكة اتصالات عريضة النطاق تتمتع بسرعة عالية، وأنفقت ملايين الدولارات على هذا المشروع، ولكن في نهاية المطاف لم تتمكن من تحقيق أي عوائد.
  •  

 

 

 

 

أسلوب محاسبي مريب

 

  • بحلول خريف عام 2000 بدأت الأرض في الاهتزاز تحت أقدام "إنرون"، وأصبح حجمها الضخم الذي ساعدها على الاحتفاظ بمكانتها بين الكبار في السوق لفترة طويلة هو ذاته سبب انهيارها.

 

  • كان للرئيس التنفيذي للشركة "جيفري سكيلينج" طرقه الخاصة في إخفاء الخسائر المالية للشركة. حيث كان يقوم في إطار أسلوب محاسبي يسمى " mark-to-market accounting" بقياس قيمة الأوراق المالية بناء على قيمتها السوقية بدلاً من قيمتها الدفترية، وهذا قد يكون أمراً جيداً بالنسبة للورقة المالية ذاتها ولكنه قد يتسبب في أضرار كارثية للشركات.

 

  • ما كانت تقوم به "إنرون" كان كالتالي: الشركة مثلاً تنوي بناء محطة لتوليد الكهرباء، على الفور وقبل أن يولد ذلك الأصل أي الأرباح تقوم الشركة بتقدير جزافي للأرباح المتوقعة وإضافتها إلى قوائمها المالية. لاحقاً إذا حقق المشروع إيرادات أقل من المتوقع، فبدلاً من إدراج الفارق كخسائر تقوم "إنرون" بنقل الأصل إلى شركة أخرى (شركة ذات أغراض خاصة) لها دفاتر مالية مستقلة، وهذا هو الأسلوب الذي مكنها من شطب الخسائر دون تأثر صافي دخلها.

 

  • ساعدت هذه الممارسة "إنرون" على إخفاء خسائرها، وجعل الشركة تبدو أكثر ربحية مما كانت عليه في الحقيقة. وفي ظل سعي إدارة الشركة لمواجهة الخسائر المتفاقمة ظهر "أندرو فاستو" النجم الصاعد الذي تمت ترقيته إلى منصب المدير المالي للشركة في عام 1998، والذي جاء بخطة ملتوية لجعل الشركة تبدو وكأنها تتمتع بمركز مالي قوي، على الرغم من أن العديد من الشركات التابعة لها كانت تستمر في خسارة الأموال.

 

  • بعد موافقة لجنة الأوراق المالية والبورصة على الشكل المحاسبي الجديد، بدأت إدارة الشركة وبغض النظر عن إيراداتها الفعلية في تسجيل الإيرادات المتوقعة كإيرادات مكتسبة، وبدأ المديرون التنفيذيون للشركة في منح أنفسهم علاوات ضخمة بناء على الإيرادات التي لم تتحقق بعد، وكان سعر السهم يستمر في الارتفاع بينما الشركة في الحقيقة كانت تتكبد خسائر.

 

  • كان هذا الحدث بمثابة بداية النهاية بالنسبة لـ"إنرون"، حيث ظل مديرو الشركة لسنوات بعدها حائرين في كيفية ملء الفراغ المالي الذي أنشأته هذه الممارسة المحاسبية، مما أدى في نهاية المطاف إلى زوال الشركة للأبد.

 

  • كان محللو أسواق الأسهم يستخدمون وثائق معتمدة من شركة المحاسبة الخاصة بـ"إنرون" من أجل التوصية ببيع أو شرء السهم. ولكن المشكلة الوحيدة هي أن توصية أغلب المحللين كانت دائماً بالشراء، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر السهم.

 

  • كان أول شخص يلاحظ وجود خلل في الكيفية التي تعالج بها "إنرون" قوائمها المالية هو محلل من "ميريل لينش" يدعى "جون أولسن". عندما بدأ "أولسن" في إثارة الأسئلة حول "إنرون" تم فصله من العمل، وتم منح " ميريل لينش" في المقابل عقدين قيمة الواحد منهما 50 مليون دولار من جانب "إنرون". 100 مليون دولار من أجل إسكات أي صوت يثير الشكوك حولهم.
  •  

كيف أصبح الخمسة الكبار أربعة فقط

 

  • كانت شركة الخدمات المحاسبية "آرثر أندرسن" لاعباً رئيسياً في فضيحة "إنرون". فباعتبار أنها كانت في ذلك الوقت واحدة من أكبر خمس شركات محاسبية في الولايات المتحدة، كانت "آرثر أندرسن" تتمتع بسمعة عالمية مرموقة ترتبط في أذهان الجميع بالمعايير الصارمة وجودة إدارة المخاطر.

 

  • على الرغم من فجاجة ممارسات "إنرون"، كان وجود موافقة "آرثر أندرسن" على القوائم المالية للشركة كافياً لعدم تشكيك المستثمرين أو الجهات التنظيمية في أي شيء لفترة من الوقت. لكن هذه اللعبة لم تستمر للأبد، فبحلول أبريل/نيسان عام 2001 بدأ العديد من المحللين في التشكيك في أرباح "إنرون" لتبدأ مطاردتها هي و"آرثر أندرسن".

 

  • عملت "آرثر أندرسن" كمدقق حسابي لـ"إنرون" لمدة 16 عاماً، ووفقاً للوثائق القضائية تعاون الطرفان في تصنيف مئات الملايين من الدولارات على نحو غير صحيح كزيادات في حقوق المساهمين، مما أدى إلى تقدير مزيف للقيمة الحقيقية للشركة.

 

  • اتهمت المحكمة "آرثر أندرسن" بعدم اتباع المبادئ المحاسبية المقبولة عموماً (GAAP) أثناء تدقيقها في معاملات "إنرون" مع "الشركات ذات الأغراض الخاصة"، والتي ساعدت شركة الطاقة الأمريكية على إخفاء خسائرها.

 

  • تم اتهام "آرثر أندرسن" أيضاً بتدمير الآلاف من الوثائق الخاصة بـ"إنرون" والتي تضمنت وثائق مادية، وملفات يُحتفظ بها على الكمبيوتر ورسائل بريد إلكتروني. وبعد محاكمة استمرت 6 أسابيع أدينت " آرثر أندرسن" في الـ16 من يونيو/حزيران عام 2002 بالاحتيال وعرقلة العدالة.
  •  
 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.