نبض أرقام
12:36 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/10/31
2024/10/30

الـ ''كونتانجو'' و"الميل إلى التراجع" .. مصطلحان لا يستقيم فهم سوق النفط من دونهما

2017/08/05 أرقام - خاص

أي مهتم بسوق السلع الأساسية بشكل عام، يوجد احتمال كبير أنه سمع في نشرات الأخبار وقرأ في الصحف المالية والاقتصادية أن سوق النفط أو الغاز الطبيعي مثلاً، في حالة ''كونتانجو'' (Contango) أو في حالة "ميل إلى التراجع" (Backwardation).
 

 

وفي الحقيقة، قد يكون هذان المصطلحان مصدر إرباك للكثيرين، لذلك سيتم تناول دلالتيهما في هذا التقرير، ولكن قبل ذلك سيكون مفيدا الرجوع خطوة واحدة للخلف والتأكيد على بعض الأساسيات.
 

مقدمة لا بد منها

 

- كما يعرف الجميع، يتم تداول السلع مثل النفط والغاز الطبيعي في السوق الفورية وسوق العقود المستقبلية والسعر الفوري ببساطة عبارة عن سعر برميل النفط الذي يتم تسليمه الآن.

 

- أما سوق العقود المستقبلية فيتعلق بما الذي يتفق عليه المشترون والبائعون بخصوص سعر تسليم السلع في تواريخ مستقبلية. في أسواق النفط يتم تسعير عقود لشحنات لن تسلم إلا بعدها بشهور أو سنوات. ويتم تحديد أسعار هذه العقود من قبل المراهنين على اتجاه أسعار السلع (المضاربين)، وكذلك من قبل المنتجين الذين يرغبون في التحوط ضد خطر انخفاض الأسعار.

 

- ملحوظة مهمة جداً: في أسواق العقود المستقبلية تعتبر العقود بمثابة التزامات بدفع مبلغ معين في المستقبل مقابل تسلم قدر معين من سلعة محددة، ولا تعتبر "خيارا".

 

- يجب أيضاً استيعاب معنى السوق المقلوب (Inverted Market) والسوق الطبيعي (Normal Market): يعبر هذان المصطلحان عن حالتين ممكنتين للأسعار في سوق العقود المستقبلية مقارنة مع الشهر الحالي. استيعاب هذين السيناريوهين ضروري جداً لفهم حالتي الـ''كونتانجو'' و"الميل إلى التراجع".

 

- ببساطة، إذا كانت أسعار العقود المستقبلية أعلى من المستويات الحالية، ففي هذه الحالة يظهر ما يسمى بـ"منحنى العقود المستقبلية الطبيعي"، ويعتبر هذا المنحى شرطاً أساسياً للقول بأن السوق في حالة ''كونتانجو''.

 

- أما إذا كانت أسعار العقود الآجلة أقل من المستويات الحالية، فيظهر "منحنى العقود المستقبلية المقلوب"، وهو أيضاً شرط أساسي لحالة "الميل إلى التراجع" بالسوق.

 

- يوضح الرسم البياني التالي بشكل مبسط الفارق بين المنحنيين، ويتناول العلاقة بين العقود المستقبلية وبين تاريخ استحقاقها.
 

 

- الرسم البياني السابق يوضح كيف يرى المتعاملون في السوق المستويات المستقبلية للأسعار. على سبيل المثال، يشير منحنى العقود المستقبلية الطبيعي إلى أن السوق يعتقد أن مستويات الأسعار ستظل مستقرة خلال الأشهر الستة المقبلة قبل أن ترتفع بشكل حاد.

- بينما يشير منحى العقود المستقبلية المقلوب إلى أن المتعاملين يتوقعون انخفاض الأسعار قريباً، قبل أن تستقر في المدى المتوسط.

 

الفارق بين الـ''كونتانجو'' و"الميل إلى التراجع"
 

- دخول السوق في حالة "كونتانجو" يعني ببساطة أن أسعار العقود المستقبلية أعلى من الأسعار الفورية، وهذا يقترن بوجود "منحنى العقود المستقبلية الطبيعي" كما هو موضح بالأعلى. على سبيل المثال، إذا كان السعر الفوري للنفط الخام اليوم يساوي 100 دولار للبرميل، ولكن سعر التسليم في غضون ستة أشهر هو 110 دولارات، فإن السوق في حالة "كونتانجو".

 

- الملاحظة الأهم هنا، هي أنه في موعد الاستحقاق سيتساوى سعر العقد المستقبلي مع السعر الفوري (سيلتقيا حتماً). وبالتالي في حالة الـ"كونتانجو" أسعار العقود المستقبلية أعلى ولكنها في نفس الوقت آخذة في الانخفاض. ببساطة عندما يدخل السوق في هذه الحالة تكون السلع أكثر قيمة في المستقبل منها في الوقت الحالي.

 

- هذه الحالة كانت واضحة جدا بعد الانخفاص الحاد الذي عانت منه أسعار النفط لمدة عامين تقريبا إلى أن وصلت دون مستوى 30 دولارا بداية عام 2016، حيث ارتفعت أسعار تأجير الناقلات نتيجة توجه المضاربين والتجار لتخزين كميات كبيرة للاستفادة من حالة الكونتانجو.

 

 

- "الميل إلى التراجع" هو العكس تماماً، ويوصف السوق بهذه الحالة عندما تكون الأسعار الفورية أعلى من المستقبلية، ويقترن ذلك أيضاً بـ"منحنى العقود المستقبلية المقلوب"، ويعني ذلك أن السلعة تساوي الآن أكثر مما تساويه في المستقبل.

 

- أشهر مثال على حالة "الميل إلى التراجع" هو ما حدث بسوق النفط حين دخلت العراق الكويت في بداية العقد الأخير من القرن الماضي.ففي أكتوبر/تشرين الأول من عام 1990 كان السعر الفوري للنفط 40 دولاراً للبرميل، بينما كان سعر العقود الآجلة للتسليم في غضون 18 شهراً يساوي 25 دولاراً للبرميل. 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.