نبض أرقام
12:36 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/10/31
2024/10/30

تاريخ "الرنمينبي" ومسيرته نحو التدويل

2017/05/23 أرقام

على الرغم من أن الصين تعد عملاقا اقتصاديا كبيرا إلا أن عملتها لا تزال "قزما" صغيرا حيث إنها على عكس الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الإسترليني لا يتم استخدامها إلا قليلا خارج الدولة، وقد أبقى أكبر مصدر على مستوى العالم عملته بعيدا عن الأسواق العالمية في الماضي ولا يزال يقيد تداولاتها حتى الآن وهذا هو ما حمى الاقتصاد من التقلبات في تدفقات رؤوس الأموال وحفاظ على رخص صادراته.

ولكن تحاول الصين الآن تخفيف قبضتها على "الرنمينبي" وهو ما يعني "عملة الشعب" والمعروف باسم "اليوان" من أجل دعم اقتصادها المتباطئ واجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية وتدعيم طموحاتها السياسية المتزايدة عن طريق تعزيز استخدام اليوان في جميع أنحاء العالم من خلال عملية بطيئة الحركة تعرف بالتدويل وسيؤدي هذا إلى تغيرات كبيرة لم يشهدها الاقتصاد العالمي منذ إنشاء اليورو، حيث قد يمثل ربحا كبيرا للمصارف والتجار فضلا عن تهديد استقرار ومصداقية الاقتصاد الصيني.


ويناقش تقرير "بلوميبرج" تاريخ "عملة الشعب" ومسيرتها نحو التدويل

التلاعب بالعملة



- وصف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الصين بأنها "خبيرة" في التلاعب بالعملة وأنها تجني الكثير من صادراتها من خلال خفض قيمة اليوان.

- منذ أن خفضت الصين قيمة اليوان في خطوة مفاجئة في أغسطس/آب عام 2015 تحول تركيز السلطات الصينية نحو وقف انزلاق العملة.

- أنفقت الصين ما يقرب من تريليون دولار أو ربع احتياطياتها من النقد الأجنبي منذ منتصف عام 2014، فضلا عن تشديد قواعد تدفقات رأس المال إلى الخارج لوقف تراجع عملتها .

- يمكن للمستثمرين من القطاع الخاص نقل أموالهم من وإلى البلاد بصورة قانونية فقط من خلال البرامج المعتمدة وبكميات محدودة.

- لكن الشركات والأفراد قد وجدوا طرقا لإخراج أموالهم مثل شراء وثائق التأمين أو ممتلكات في الخارج.

- أسهم تباطؤ الاقتصاد الصيني وارتفاع الدولار الأمريكي أيضا في تراجع العملة حيث وصل معدل سعر صرف اليوان في الخارج إلى أدنى مستوى له في نهاية عام 2016.

- إن عملية تدويل اليوان ستكون طويلة حيث تمثل الصين أكثر من 10% من التجارة العالمية ولكن يشكل اليوان 2% فقط من المدفوعات العالمية.

- في التحركات الأخيرة لتوسيع نطاق استخدامه تعهد الرئيس "شى جين بينغ" بتقديم 100 مليار يوان لتمويل "مبادرة الحزام والطريق".

نظرة على التاريخ



- ظلت الصين مترددة في الانفتاح على العالم على مدار التاريخ حيث تشير رسالة في عام 1793 من الإمبراطور إلى الملك جورج الثالث إلي رفض جميع الطلبات لتخفيف القيود المفروضة على التجار البريطانيين.

- كان الاقتصاد الصيني مغلقا أمام الدول غير الاشتراكية في عهد "ماو تسي تونغ" لمدة 30 عاما، ثم بدأت الصين في التحرر بوتيرة بطيئة في عام 1994 بحسب النهج الذي أطلق علية الرئيس الصيني الراحل "دينج شياو بينج" وصف "عبور النهر عن طريق الشعور بالحجارة" حيث ثبتت معدل تحرك اليوان مقابل الدولار الأمريكي واستمر هذا المعدل  لمدة عشر سنوات.

- بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001 سمح للمستثمرين من مؤسسات أجنبية مختارة بشراء أسهم مقومة باليوان بمبالغ محدودة.

- انحسر تثبيت معدل تحرك اليوان في عام 2005 ثم عاد مرة أخرى بشكل غير رسمي في عام 2008 من أجل عزل الصين عن الأزمة المالية العالمية.

- تجاوز الاقتصاد الصيني نظيره الياباني في عام 2010 ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

- انضم اليوان إلى أربع عملات أخرى في حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي في عام 2016 وهو حساب سحب على المكشوف للبنوك المركزية العالمية لدى الصندوق.

- كان هذا حدثا بارزا حيث يقدر بعض المحللين أن يؤدي ذلك إلى تحويل مبلغ تريليون دولار إلى أصول صينية وقال زعماء البلاد إنهم يهدفون إلى جعل اليوان قابلة للتداول بحلول عام 2020.

- تتنافس أكثر من اثنتي عشرة دولة لتصبح مراكز تجارية لليوان حيث وقعت اتفاقيات مبادلة الطوارئ.

- داخل الصين يمكن لليوان أن يتحرك بـ2 % على جانبي المعدل المثبت اليومي الذي يضعه البنك المركزي ويتبع ذلك سعر الصرف الخارجي.

مخاطر التدويل



- توقفت الولايات المتحدة عن وصف اليوان بأن "قيمته منخفضة جدا" ودعمت محاولات الصين لوضع عملتها ضمن عملات النقد الاحتياطي لصندوق النقد الدولي.

- غير أن "ترامب" ينتقد الصين بسبب عملتها ويهدد بفرض رسوم جمركية على وارداتها وعاد أيضا إلى وصف  الصين بالمتلاعبة بالعملة.

- يظهر تقدم اليوان في الأسواق العالمية طموح الرئيس "شي جين بينغ" في تحدي هيمنة الدولار والنظام الاقتصادي العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة وأوروبا.

- من المتوقع أن يسرع إدراج العملة في سلة النقد الاحتياطي لصندوق النقد الدولي وتيرة الإصلاح في البلاد ومن شأن التوسع في استخدام العملة أن يزيد من تأثير الصين على تحديد أسعار السلع الأساسية وإعطاء الأفراد والشركات في البلاد مزيدا من الخيارات لاستخدام مدخراتهم.

- ستصبح الصين عرضة للتأرجح في العملة وتدفقات الأموال مما قد يؤدي إلى تفاقم التباطؤ الاقتصادي خلال مسيرة تدويل اليوان الطويلة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.