نبض أرقام
12:25 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/10/31
2024/10/30

ما هو العامل الذي يمنع الصين من أن تصبح أكبر اقتصاد في العالم؟

2017/05/15 أرقام

هناك اعتقاد عالمي بأن الصين سوف تتفوق على الولايات المتحدة لتصبح الاقتصاد الذي لا غنى عنه في العالم ومن المؤكد أن الصين تتقدم يوميا من حيث الثروة والتكنولوجيا والخبرة ولكن ليس هناك شيء لا مفر منه في الاقتصاد حيث مع ارتفاع التكاليف وانكماش القوى العاملة بسبب سياسة "طفل واحد" التي استمرت لعقود طويلة في بكين، ستحتاج الصين إلى الضغط أكثر على العمال الحاليين من أجل الحفاظ على نمو دخلها وإذا لم تفعل ذلك  سوف تقع البلاد في مسار بطيء يهدد مستقبلها ومستقبل الاقتصاد العالمي بأسره.

يناقش هذا التقرير لـ"بلومبيرج" أحد العوامل التي يمكن أن تتسبب في بطء مسيرة الصين لتصبح الاقتصاد الأول عالميا وهو "تعثر الإنتاجية".

الثمار الدانية



- على الرغم من سمعة الصين كمثال على الكفاءة الاستبدادية، فإن البلد ليس بمنأى عن الاتجاه العالمي لتراجع مكاسب الإنتاجية.

- قالت منظمة "كونفرانس بورد" وهي منظمة بحثية تشمل أعضاء من نحو 60 دولة، أن إنتاجية العمالة الصينية ارتفعت بنسبة 3.7 % في عام 2015، بانخفاض عن متوسط ​​8.1 % سنويا بين عامي 2007 و2013 وتظهر الإحصاءات الصينية الرسمية أيضا انخفاض الإنتاجية.

- على الرغم من أن هذا الارتفاع يعتبر شيئا كبيرا لصانعي السياسات في أماكن أخرى حول العالم حيث ارتفعت إنتاجية العمالة بنسبة 0.7 % فقط في الولايات المتحدة و 0.6 % في منطقة اليورو في عام 2015 فإنه يشكل مشكلة كبيرة بالنسبة للصين التي لديها الكثير من العمل للقيام به في طريقها لتصبح أكبر اقتصاد في العالم كما أن العمال الصينيين غير منتجين بصورة سيئة مقارنة بنظرائهم الأمريكيين.
 
- أضاف كل عامل في الصين 19 % فقط مما أضافه كل عامل أمريكي للناتج المحلي الإجمالي هذا ليس أفضل بكثير من العمال الهنود الذين أضافوا 13 % .

- الصين شأنها شأن الاقتصادات الأخرى في آسيا، تواجه عواقب نجاحها في الماضي حيث حققت اقتصادات المنطقة معدلات نمو كبيرة من خلال إرسال عمالها الفقراء والعمال الزراعيين في المقام الأول إلى الصناعة وسلاسل التوريد العالمية وأطلق ذلك سيلا من المكاسب الإنتاجية.

- بعبارة أخرى كان تطور الصين السريع بسبب تحويلها للعمالة ورأس المال غير المستغلين إلى الاقتصاد الرأسمالي الحديث وكان هذا ما يسمى في الاقتصاد بـ"الثمار الدانية" وهو اعتماد أسهل الحلول وعلى الرغم من أن هذا عزز الإنتاجية في وقتها فإنه مع تقدم الاقتصاد انخفضت إنتاجية كل عنصر أو عامل .

- هذا هو التحدي الذي تواجهه الصين الآن وكما قال "هاري إكس وو" الخبير التنموي بجامعة "هيتوتسوباشي" اليابانية "يتعين على الصين التركيز على الاستفادة من مواردها المتاحة بدلا من الاعتماد على تراكم رأس المال السريع".

إهدار الموارد



- المشكلة هي أن الصين لا تقوم باستخدام مواردها بشكل جيد حيث لا تزال تهدر مواردها المالية بشكل غير فعال على الشركات المملوكة للدولة والتي غالبا ما تعمل في الصناعات المتضخمة مثل الصلب والفحم والإسمنت.

- حتى محاولات الصين الرامية إلى تشجيع صناعات جديدة ذات تكنولوجيا عالية ورواد الأعمال من خلال تقديم الدعم الحكومي للقطاعات المستهدفة مثل صناعة السيارات الكهربائية فضلا عن تقديم دعم مالي للشركات المبتدئة  قد تكون لها نتائج عكسية إلى حد ما حيث تعبث الدولة بالأسواق ولا تسمح لهذه للشركات بالارتفاع إلى القمة في السوق.

تعثر الصين سيضر العالم أجمع



- يظهر الجانب السلبي لهذه السياسات في مؤشر آخر يسمى "إنتاجية العامل الكلية"، وهي كمية الإنتاج التي لا تنتج عن مدخل ما إذا كان بمعزل عن باقي المدخلات حيث تقلص إجمالي الإنتاجية الكلية في الصين فعليا في عام 2015  مما يعني الحاجة إلى زيادة نمو رأس المال والعمالة لإنتاج نفس الكمية من السلع والخدمات.

- نما إجمالي الإنتاجية الكلية في الولايات المتحدة بنسبة 0.1 % في عام 2015، وفي اقتصادات ناشئة أخرى مثل الهند التي شهدت نموا بنسبة 1.2 %.

- بالنسبة للصين يمكن أن تكون العواقب وخيمة حيث يخشى خبراء الاقتصاد في "رابو بنك" من أن مكاسب الإنتاجية الضعيفة قد تضع البلاد في "فخ الدخل المتوسط" ​​وهو تباطؤ نمو الدخل بمجرد بلوغه مستوى معين ليس متقدما.

- مع مساهمات الصين الكبيرة في النمو الاقتصادي العالمي، فإن تباطؤ اقتصادها سيضر الجميع من عمال مناجم الحديد إلى زراع القهوة حتى العمال الفرنسيين.

ما هو الحل؟



- لتفادي هذا المصير يوصي خبراء الاقتصاد في "رابو بنك" بوضع سياسات تعمل على تعزيز الإنتاجية، بما في ذلك تعزيز رأس المال البشري من خلال تحسين التعليم وتكييف البيئة التنظيمية لدعم الابتكار بشكل أفضل من خلال تعزيز حماية الملكية الفكرية على سبيل المثال.

- تحتاج الشركات الصينية أيضا إلى إنفاق المزيد على البحث والتطوير حيث لا تزال الصين أقل من منافسيها مثل كوريا الجنوبية واليابان من حيث المبلغ المستثمر في البحث والتطوير مقارنة بالناتج الوطني.

- بطبيعة الحال فإن ما تحتاجه الصين حقا هو نوع من إصلاح السوق الحر الذي يتردد القادة الآن في بكين من تنفيذه حيث تحتاج الدولة إلى السماح لقوى السوق بتخصيص الأموال والمواهب للصناعات والشركات الأكثر تنافسية وإنتاجية في البلاد.

- بالنسبة للولايات المتحدة هناك بصيص من الأمل حيث إن لم تتمكن الصين من رفع إنتاجيتها فإنه ستظل على قمة الاقتصادات المتقدمة.

- تقول مجموعة "بوسطن" الاستشارية إنه عندما تؤخذ الإنتاجية العالية للعمال الأمريكيين بعين الاعتبار فإن تكاليف التصنيع في الصين والولايات المتحدة هي نفسها عموما، وإن إخفاقات الصين تجعل مشاكل الغرب الخاصة مع الإنتاجية سهلة التحمل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.