نبض أرقام
12:38 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/10/31
2024/10/30

من أكبر الخاسرين حال نشوب حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة؟

2017/02/27 أرقام

إشعال حرب تجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم ليس بالأمر الهين، ورغم أن كلا الطرفين لا مناص سيتجرع ويلات هذا الصراع، لكن من المؤكد هناك أطراف أخرى ستعاني الأمرين جراء مباراة تكسير العظام تلك.

وتعد تايوان هي أبرز هذه الأطراف، فالجزيرة الديمقراطية يعتمد اقتصادها على الصادرات البالغ قيمتها مليارات الدولارات سنويًا بفضل العلاقات التجارية الصينية-الأمريكية، وبطبيعة الحال أي حرب محتملة سيرتد صداها من وادي السيلكون إلى بكين حتى تايبيه.

وبحسب تقرير لـ"سي.إن.بي.سي" فخطر هذه الحرب بات حقيقيًا، إذ إن "دونالد ترامب" واصل خلال الأشهر الماضية وحتى قبل توليه زمام الأمور في الولايات المتحدة، الهجوم على بكين واتهامها بالتلاعب في العملة وسرقة الوظائف الأمريكية.

ارتباك قطاع التصنيع



- تبحث الشركات التي تتخذ من تايوان مقرًا لها نقل بعض الأعمال إلى مكان آخر، فيما يبحث أحد أبرز مزودي أجهزة "آبل" وهي شركة "فوكسكون" التايوانية والتي توظف نحو مليون عامل في الصين إستراتيجية أخرى.

- لكسب دعم الإدارة الأمريكية، قال مؤسس "فوكسكون" "تيري قوه" إن شركته قد تتعاون مع "آبل" لاستثمار 7 مليارات دولار في الولايات المتحدة، مقترحًا بناء مصنع في ولاية بنسلفانيا (لعبت دورًا هامًا في نجاح ترامب).

- في أعقاب ذلك، أبدت شركة "بيجاترون" التايوانية المنافسة لـ"فكسكون" والتي تعمل أيضًا على تجميع جوالات "آيفون" في الصين، استعدادها لتوسيع حجم عملياتها في الولايات المتحدة حتى 5 مرات ما هي عليه في الوقت الحالي.

- أما "كوانتا كمبيوتر" التي تعد أكبر منتج للحواسيب المحمولة الصغيرة ومورد الخوادم لشركتي "ديل" و"هيوليت باكارد" والتي تملك بالمناسبة قواعد مهمة في تايوان، قالت إنها ستضاعف عمليات التجميع في أمريكا ببناء مصانع جديدة.

هروب الاستثمارات



- أكبر الشركاء التجاريين لتايوان هم الصين، وهونج كونج، والولايات المتحدة، واليابان، وبلغت قيمة الصادرات التايوانية لهم مؤخرًا، 73.9 مليار دولار و38.4 مليار دولار و33.5 مليار دولار و19.6 مليار دولار سنويًا على التوالي.

- بدأت صناعة الملابس والأحذية في تايوان نقل بعض عملياتها إلى مناطق أخرى من آسيا مثل فيتنام وبنجلاديش والهند، وتبحث "Eclat Textile" للملابس وأحد أهم مزودي "نايكي" نقل أعمالها إلى الولايات المتحدة.

- لشهرتها بالجودة والتقنية التصنيعية العالية والخبرة الإدارية تعتمد تايوان اعتمادًا كبيرًا على التجارة الخارجية، حيث شكلت الصادرات أكثر من 62% من الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغت قيمته 550 مليار دولار العام الماضي.

- تملك شركات أمريكية مثل "مايكروسوفت" و"دوبونت" و"ثري إم" و"آي بي إم" منشآت عديدة في تايوان لأعمال البحث والتطوير والاستثمار، وأنشأت بها " كورنينج" لإنتاج الزجاج أكبر مصنع لها في العالم والذي تكلف مليارات الدولارات.

توقيت حرج

- نشوب حرب تجارية بين الاقتصادين الكبيرين سيضر بتايوان على نطاق واسع حيث إن الكثير من صناعاتها التكنولوجية الاستهلاكية ترتبط بتلك القائمة في الصين.

- قدرة تايوان على تحمل الضربات التي ستكال لها ضئيلة، خاصة أن اقتصادها يمر بمرحلة انتقالية صعبة، حيث بلغ معدل النمو قرب 1% سنويًا وتراجعت الصادرات بنسبة 13% من مستوى الذروة الذي بلغته عام 2014.

- كانت تأمل تايبيه (العاصمة التايوانية) في دفع اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الذي كان سيشمل 12 دولة تشكل 40% من الاقتصاد العالمي، لكن "ترامب" يرى أنه لا يصب في صالح بلاده لذا تراجع عنه.

ضغوط وبدائل



- في الوقت نفسه تواجه تايبيه ضغوطا عنيفة من جانب الصين في العديد من المجالات، حيث تحاول بكين الضغط على الرئيسة التايوانية المنتخبة "تساي إنغ ون" لإخضاع إراداتها.

- منذ انتخاب "تساي" خفضت سلطات البر الرئيسي تدفق السياح إلى تايوان، وشجعت العملاء الصينيين على شراء بعض المنتجات الإلكترونية المحلية كبديل لتلك التي تنتجها الشركات التايوانية.

- حاولت أيضًا بكين عزل تايوان دبلوماسيًا وإذا توترات العلاقات أكثر ستضغط الصين على الشركاء التجاريين لتايبيه من أجل الحد من الروابط بينهم وبينها.

- نتيجة لذلك تحاول تايوان التحول بعيدًا عن البر الرئيسي وتوطيد العلاقات مع دول جنوب شرق آسيا، ورغم المخاوف من آثار الحرب التجارية العالمية يبقى هناك أمل إزاء الاتجاه الواضح لإدارة "ترامب" المؤيد لمواقف تايبيه.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.