نبض أرقام
07:00 م
توقيت مكة المكرمة

2025/04/02
2025/04/01

قصة نجاح .. والت ديزني من الإفلاس إلى العالمية

2025/03/30 أرقام

- هناك أسماء لا تُمحى من الذاكرة في عالم الخيال والإبداع، أحدها هو والت ديزني، الرجل الذي حوّل الحلم إلى واقع وأسس إمبراطورية ترفيهية لا تزال تسحر العالم.

 

- بيد أن طريقه لم يكن مفروشًا بالورود، فقد نشأ في مزرعة متواضعة، لكنه بالإصرار والإبداع صنع علامة تجارية خالدة.

 

البدايات: من مزرعة صغيرة إلى عالم الفن

 

 

- وُلد والتر إلياس ديزني في 5 ديسمبر 1901 في مزرعة ببلدة مارسيلين بولاية ميزوري. كان مفتونًا بالرسم وسرد الحكايات منذ صغره، ورغم ظروف عائلته المتواضعة، لم يتخلَّ عن شغفه بالفن.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- انتقل مع أسرته إلى كانساس سيتي عام 1911، وهناك بدأ يأخذ دروسًا مسائية في الفنون، ما مهد له الطريق نحو عالم الإبداع.

 

- مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، انضم والت إلى الصليب الأحمر كسائق سيارة إسعاف رغم صغر سنه، وهي تجربة عززت لديه روح المغامرة والطموح.

 

- وبعد عودته، بدأ رحلة البحث عن فرصة في مجال الفن، فانتقل إلى كانساس سيتي وبدأ العمل في الرسوم المتحركة.

 

ميلاد ميكي ماوس: الانطلاقة الكبرى

 

 

- في عام 1923، وصل والت ديزني إلى هوليوود بجيوب خاوية، لكن بأحلام كبيرة. وقد وجد عملًا في استوديو صغير كرسام قصص مصورة، حيث أبدع أفلام رسوم متحركة قصيرة بعنوان "أليس في بلاد العجائب".

 

- وبفضل المال الذي اكتسبه، أسس والت استوديو "ديزني براذرز" بالاشتراك مع شقيقه روي في عام 1923، وبدأ في إنتاج أفلام رسوم متحركة قصيرة.

 

- شهدت السنوات الأولى للاستوديو تحديات جمة؛ فقد خسر والت العديد من رسامي الرسوم المتحركة العاملين لديه عندما عجز عن دفع رواتبهم كاملة.

 

- لكنه ثابر ولم يستسلم، وفي عام 1928، ابتكر شخصية غيّرت مسار حياته إلى الأبد: ميكي ماوس.

 

- ظهر ميكي ماوس للمرة الأولى في فيلم الرسوم المتحركة القصير "ستيمبوت ويلي"، الذي يُعد أول فيلم رسوم متحركة بتقنية الصوت المتزامن؛ وقد حقق الفيلم نجاحًا كاسحًا.

 

- راهن والت بكل ما يملك على مشروعه الطموح؛ ألا وهو إنتاج أول فيلم رسوم متحركة طويل، "سنو وايت والأقزام السبعة" عام 1937.

 

- حقق الفيلم نجاحًا مذهلًا، رغم المخاطر المالية، حيث تجاوزت إيراداته 8 ملايين دولار، ما مهد الطريق لتوسع ديزني في عالم السينما والترفيه.

 

بناء إمبراطورية ديزني من الصفر

 

 

عقب النجاح الباهر لفيلم "سنو وايت"، شهدت شركة والت ديزني للإنتاج نموًا سريعًا لتغدو إمبراطورية ترفيهية مُتعددة الوسائط:
 

أنتجت أفلام رسوم متحركة مُحققة للنجاح النقدي والجماهيري مثل بينوكيو، ودامبو، وبامبي في عقد الأربعينيات من القرن الماضي.
 

افتتحت أول مدينة ملاهٍ لشركة ديزني، وهي ديزني لاند، في عام 1955 في مدينة أنهايم بولاية كاليفورنيا، حيث قدمت تجربة غامرة تأخذ الزوار إلى عالم الخيال.

أسست شركة والت ديزني للإنتاج التلفزيوني، التي تُعد من أوائل شركات الإنتاج التلفزيوني الكبرى على مستوى العالم.
 

كانت رائدة في تطوير تقنيات ثورية مثل الكاميرا متعددة المستويات التي أضافت عمقًا واقعيًا للرسوم المتحركة.

 

بحلول ستينيات القرن الماضي، ترسخت ديزني كعلامة تجارية عالمية مرموقة وقوة ترفيهية عظمى، وكان والت ديزني بمثابة صاحب الرؤية والواجهة الإعلامية لها.

 

فلسفة والت ديزني: سر النجاح

 

ارتكز نجاح والت ديزني على أربعة مبادئ رئيسية:

 

التفاؤل والطموح: لم يتخلَّ والت يومًا عن أحلامه، مؤمنًا بأن "كل أحلامنا قابلة للتحقيق إذا امتلكنا الشجاعة لملاحقتها".

 

إرساء القيم العائلية: احتفت قصص والت بالقيم العائلية الأصيلة كالبراءة، وحب الوالدين، والنهايات السعيدة. وقد صُممت ديزني لاند لتكون ملاذًا للعائلات لقضاء أوقات ممتعة معًا.

 

الابتكار المستمر: كان ديزني سبّاقًا في تطوير تقنيات السينما والرسوم المتحركة، كما وضع مفاهيم جديدة لمدن الملاهي.

 

التآزر التجاري: أتقن ديزني فن إعادة استثمار الأعمال الإبداعية عبر منصات متعددة، بدءًا من الأفلام وصولًا إلى المنتجات التجارية، مرورًا بالمسلسلات التلفزيونية. وقد ساهم هذا الترويج الشامل في بناء علامة تجارية قوية راسخة.

 

دروس مستفادة من مسيرة نجاح والت ديزني

 

تُقدم مسيرة والت ديزني العديد من الدروس الملهمة لرواد الأعمال والمبدعين والطامحين إلى تحقيق أحلامهم:

 

 

دروس مستفادة من مسيرة نجاح والت ديزني

أولًا: الصمود في وجه الفشل

 

 

- واجه والت ديزني العديد من الإخفاقات في مستهل مسيرته المهنية؛ فقد فصل من إحدى الصحف لافتقاره للإبداع، وأفلست أول شركة رسوم متحركة أسسها، كما تركه موظفوه لعدم قدرته على دفع أجورهم.

 

- إلا أنه لم يستسلم قط؛ وقد أثمرت مثابرته عن ابتكار شخصية ميكي ماوس الشهيرة عالميًا.

 

الدرس المستفاد: التحلي بالصمود والمثابرة في مواجهة النكسات أمر ضروري لتحقيق النجاح.

 

ثانيًا: تبني الابتكار

 

 

- كانت ديزني شركة رائدة بحق، حيث قدمت تقنيات مبتكرة مثل الصوت المتزامن، والرسوم المتحركة بالألوان الكاملة، والكاميرا متعددة المستويات.

 

- خاض والت مغامرات إبداعية جريئة، مثل إنتاج أول فيلم رسوم متحركة طويل بعنوان "سنو وايت".

 

الدرس المستفاد: الابتكار الدؤوب ضروري للبقاء في الصدارة وابتكار منتجات أو تجارب جديدة تحدث تحولًا جذريًا.

 

ثالثًا: إتقان فن سرد القصص

 

 

- ينبع نجاح عالم ديزني في جوهرها من إتقانها لفن سرد القصص والتواصل العاطفي مع الجمهور من خلال شخصيات آسرة وعوالم ساحرة.

 

- امتلك والت قدرة فريدة على تجسيد الدهشة والتفاؤل والقيم الأسرية بطرق مُسلية للغاية عبر الكتب والأفلام والتلفزيون ومدن الملاهي.

 

الدرس المستفاد: السرد البديع للقصص هو أقوى وسيلة لتحفيز خيال الناس وخلق قيمة دائمة.

 

رابعًا: بناء علامة تجارية قوية

 

 

- أحدث والت ديزني ثورة في الترويج المتبادل للقصص والشخصيات والمنتجات المترابطة، ليُقدم تجربة علامة تجارية موحدة ومتكاملة.

 

- قاد نهجه الشامل في إعادة توظيف الإبداع اسم ديزني ليصبح علامة تجارية ترفيهية عالمية مرموقة، ومحبوبة من الأجيال المتعاقبة.

 

الدرس المستفاد: إنشاء نظام متكامل للعلامة التجارية، يركز على تقديم محتوى/منتجات عالية الجودة باستمرار، يُحقق قيمة تجارية هائلة.

 


- لقد جسّد والت ديزني الحلم الأمريكي من خلال رحلته إلى الثراء، من صبي نشأ في مزرعة مُكافحة إلى قطب عالمي في مجال الترفيه متعدد الوسائط.
 

- ساهم ابتكاره لشخصية ميكي ماوس، وأفلام الرسوم المتحركة الرائدة مثل "سنو وايت"، في ترسيخ مكانة ديزني كعلامة تجارية محبوبة عالميًا.

 

- أثناء سعى والت ديزني جاهدًا لتحقيق طموحاته العظيمة، لم يفقد أبدًا حسه الطفولي بالدهشة والمثالية في صناعة القصص الساحرة.

 

- رحل والت ديزني عن عالمنا عام 1966، لكنه ترك وراءه إرثًا لا يُقدَّر بثمن. واليوم، لا تزال شركة ديزني أعظم قوة ترفيهية في العالم، تمتلك استوديوهات، وقنوات تلفزيونية، وملاهٍ ترفيهية تستقطب ملايين الزوار سنويًا.

 

المصدر: تاكتيكال

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.