إذا كنت تفعل شيئًا ما منذ فترة طويلة وتسنى لك دراسته قبل الانخراط فيه، فأنت على الأرجح ذو خبرة عميقة بهذا الشيء، لكن إن كنت تنخرط في هذا الفعل منذ آلاف السنين، فلا شك أنت الحاكم والمهيمن على قواعد اللعب المتعلقة به.. أو على الأقل هكذا يظن البشر.
تسلية عتيقة
- قبل نحو 4 آلاف عام، طور الصينيون لعبة "جو"، والتي يعتقد أنها أقدم لعبة لوحية في العالم، واكتسبت لاحقًا شعبية واسعة في اليابان وكوريا، حيث أُنشئت هناك مدارس متخصصة في تعليم فنون اللعبة، قبل انتقالها لجميع أنحاء العالم بعد الحرب العالمية الثانية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
الفكرة ببساطة
- الفكرة الرئيسية هي أن يضع اللاعب حجرًا من أحجاره في التقطعات الخاصة باللوح (عددها 361 تقاطعًا) حيث يستهدف أكبر عدد منها، وفي خلال ذلك يمكن للاعبين إقصاء أحجار بعضهما البعض، وفي النهاية يفوز صاحب أكبر عدد تقاطعات وأقل حالات إقصاء.
ليست مجرد لعبة
- في حين تبدو الفكرة بسيطة، فالمنافسة معقدة وتستغرق ساعات نظرًا للعدد الكبير من التقاطعات والأحجار، كما أن هناك استراتيجيات عديدة للعب يمكن من خلالها محاصرة أحجار الخصم، لذا تحتاج لحس إبداعي قوي، ويرى خبراء أن "جو" قد تكون أصعب من الشطرنج.
عبقري العصر
- يُلقب الكوري الجنوبي "لي سيدول" (42 عامًا) بـ "الحجر القوي" وهو مصنف عند مستوى "دان التاسع"، وأحد أفضل لاعبي "جو" وأكثرهم إبداعًا (متقاعد منذ عام 2019)، والذي تحول إلى لاعب محترف في سن الثانية عشرة وفاز بـ 18 لقبًا دوليًا.
تهديد الهيمنة البشرية
- منذ أواخر التسعينيات، كانت قدرات الذكاء الاصطناعي في منافسة البشر في الألعاب الكلاسيكية، آخذة في النمو، وسرعان ما أصبحت أفضل، وترسخ ذلك عندما فاز نظام "ديب بلو" من "آي بي إم" على أسطورة الشطرنج "جاري كاسبروف" عام 1997.
هدوء ما قبل العاصفة
- في أوائل الألفية الجديدة، كان الاعتقاد السائد عند الخبراء أن الذكاء الاصطناعي لن يكون قادرًا على تقديم أداء قوي ضد البشر في لعبة "جو" نظرًا لتعقيدها، وبالكاد استطاع التغلب على بعض اللاعبين الهواة وتفوق فقط في نسخ مصغرة من اللعبة.
تطور صادم
- تصدر برنامج الذكاء الاصطناعي "ألفا جو" الذي طورته "ديب مايند" التابعة لـ "جوجل" عناوين الأخبار في يناير عام 2016، عندما هزم بطل أوروبا "فان هوي" بنتيجة (5-0)، فيما كان يعتقد الخبراء أن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي لن يظهر قبل عقد من الزمان.
غرور وإنكار
- في ذلك الوقت، اعتُبر "لي" على نطاق واسع أفضل لاعب "جو" في العالم، ووصف بأنه "الأفضل في التاريخ، وبطل قومي"، وهذا شجع "ديب مايند" على تحديه، ليرد: "سأفوز بأفضلية ساحقة، بالطبع كانت هناك تحديثات مؤخرًا، لكنها ليست كافية ليتحداني".
واقع جديد
- في مارس 2016، أقيمت منافسة من 5 جوالات استمرت على مدار 5 أيام، وتفوق "ألفا جو" في 4 جوالات أجبر خلالها "لي" على الانسحاب حيث لم يعد أمامه أي فرصة للفوز، في هزيمة هزت العالم أجمع وليس فقط محترفي "جو".
النقلة 37
- نفّذ "ألفا جو" تكتيكات أذهلت "لي" وحاصرته على اللوح وداخل عقله، وكان من بينها النقلة رقم 37 في الجولة الثانية التي وصفها معلقون بأنها "فريدة ولم يكن ليلعبها أي إنسان"، وتوقف "لي" عندها طويلًا للرد، لتنتهي المنافسة بفوز البرنامج، وحصوله على لقب "دان التاسع".
المصادر: أرقام- بريتانيكيا- جو ماجيك- نيويورك تايمز- ورقة بحثية بعنوان "Computer Go: an AI Oriented Survey"- نيوساينتيست- إنفيرس- وايرد- فرانس برس
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: