نبض أرقام
10:36 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/02/11
2025/02/10

كيف دفعت بيئة العمل غير الصحية شاباً في مقتبل العمر لدخول عالم ريادة الأعمال؟

2025/02/10 أرقام

قد ينظر بعض الشباب إلى بيئة العمل غير الصحية باعتبارها عائقاً يحول بينهم وبين النجاح في حياتهم المهنية، لكن تعامل المرء مع الأمر بفكر سليم وعقلية استراتيجية قد يكون السبيل الأفضل له من أجل تحقيق طموحاته وخوض غمار عالم ريادة الأعمال.

 

هذه الاستراتيجية هي التي ساعدت "كريس كيربي" على تأسيس شركة ناجحة بإيرادات بلغت عشرات الملايين من الدولارات وهو لم يتجاوز عامه الثلاثين، بعد العمل طاهياً لمدة 7 سنوات بعد التخرج في مطاعم تتسم ببيئة عمل غير صحية في وجهة نظره.

 

 

بداية الرحلة

تخرج "كيربي" من مدرسة الطهي في جامعة "جونسون آند ويلز" بولاية كارولاينا الشمالية، وبعد سنوات من العمل في مطاعم مختلفة، قرر وهو في عمر السادسة والعشرين أن نمط الحياة هذا غير ملائم له، لذا فكر في تأسيس مشروع خاص به، ثم انتقل للعيش مع والديه في بالتيمور للالتحاق بدورات لدراسة إدارة الأعمال في كلية مجتمعية محلية.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

العثور على فجوة

بعد الدراسة في الكلية المحلية لمدة عام، تم قبول "كيربي" عام 2013 للدراسة في كلية "كورنيل" لإدارة الفنادق بنيويورك، وبفضل طموحه والمهارات التي تعلمها خلال هذه الفترة، اكتشف بعد دراسة للسوق المحلية للمنتجات الزراعية أن مدينة "إيثاكا" التي يقيم بها أثناء الدراسة لم يكن بها أي شركة لإنتاج وتجارة منتجات للحمص.

 

تصميم المنتج واختبار السوق

ركز "كيربي" عند تصميم أول منتجاته على بساطة المكونات للحفاظ على النكهات الطبيعية، ونظراً لخلو ساحة المنافسة، سارع رائد الأعمال الشاب لبيع أول منتجاته من معجون الحمص بالسوق المحلية للمزارعين في غضون شهر واحد فقط، وبنكهات محدودة هي الثوم والليمون.

 

 

تكوين رأس المال

لم يكن لدى "كيربي" رأس مال يُذكر للإنفاق على علامته التجارية الناشئة "إيثاكا حمص –Ithaca Hummus" في بدايتها، لذا اختار التركيز على صنع مُنتج بأفضل جودة ممكنة وفق الموارد المتاحة، ومن ثم بيع أكبر قدر ممكن منه وبناء ثقة لدى العملاء اعتماداً على الجودة والمذاق المميز، لذا استأجر مطبخاً مقابل 250 دولاراً في الشهر وجهزه ببعض المعدات الأساسية.

 

جهد فردي

اعتمد "كيربي" على نفسه بالكامل في المرحلة الأولى من العمل، إذ كان يتولى مهام تحضير الحمص، والتعبئة، والذهاب للسوق كل أسبوع لبيعه، والميزة في الأمر أن هذا سمح له برصد ردود أفعال المشترين على المنتج بصورة مباشرة، والتفاعل مع عملائه الأوائل وجهاً لوجه.

 

التحديات الأولية

كان التوسع في الإنتاج بعد اكتساب المنتج رواجاً بين المستهلكين يتطلب بذل جهد أكبر في عمليات التعبئة والتغليف، إذ كان "كيربي" يبيع الحمص في عبوات جاهزة ذات أغطية بلاستيكية محكمة يتم إغلاقها عن طريق التسخين بواسطة مُجفف للشعر.

 

 

أتمتة جزء من العملية الإنتاجية

نقل "كيربي" الشركة الناشئة إلى مقر جديد أكبر لاستيعاب توسع الأعمال، وقرر شراء خط تعبئة وتغليف آلي، لكنه كان دائم التعطل، ولم يكن لدى رائد الأعمال الشاب متسع من الوقت لإصلاحه بنفسه بسبب كثافة الإنتاج، أو أموال كافية لطلب فني لإصلاحه، لذا قضى أياماً طويلة في البحث عبر الإنترنت لاكتشاف الأعطال وإصلاحها.

 

الإصرار وجني الثمار

رغم التحديات المضنية، استمرت "إيثاكا حمص" في التوسع والازدهار حتي باتت تورد منتجاتها لسلاسل متاجر تجزئة كبرى وتوظف فريقاً من العاملين والإداريين، ووصلت إيراداتها السنوية لمستوى 10 ملايين دولار في 2020، ونمت بنسبة 40% منذ ذلك الحين، وباعت 10 ملايين عبوة من الحمص في 2024، ومن المتوقع أن تسجل إيراداتها هذا العام 50 مليون دولار.

 

الخلاصة

لخّص "كيربي" رحلة نجاح "إيثاكا حمص" في تصريح لمجلة "إنتربرينور"، قائلاً إنه عمل بجد لتأسيس شركة تقوم على ثقافة مغايرة تماماً لما مر به في تجربته العملية بمقتبل حياته، وتتمتع ببيئة تُشعر الموظفين بالراحة وإعطائهم متسع للإبداع الذي هو مفتاح نجاح أية علامة تجارية.

 

المصدر: إنتربرينور

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.