نبض أرقام
07:56 م
توقيت مكة المكرمة

2025/02/05
2025/02/04

أمريكا أولاً .. لماذا يغلق ترامب وماسك الوكالة التي تقدم المساعدات الإنسانية حول العالم؟

11:56 ص (بتوقيت مكة) أرقام - خاص

مع عودته للبيت الأبيض، أوقف "ترامب" كافة المساعدات الأجنبية التي تقدمها بلاده، والآن أصبحت وكالة التنمية الدولية “USAID” في مرمى هدف جهود الرئيس وحليفه الأبرز "ماسك" لإصلاح الحكومة الفيدرالية وخفض الإنفاق الفيدرالي.

 

وبالفعل أجرت الإدارة الأمريكية تغييرات كبيرة على الوكالة في أقل من أسبوعين، وهو ما يثير تساؤلاً رئيسيًا، لماذا يرغب "ترامب" و"ماسك" في إغلاق الوكالة التي توزع مليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء العالم؟

 

 

تاريخها

أنشأ "جون كينيدي" الوكالة في عام 1961، لإدارة برامج المساعدات الإنسانية نيابة عن الحكومة الأمريكية حول العالم، ويعمل بها حاليًا حوالي 10 آلاف موظف، ولديها ميزانية تبلغ 40 مليار دولار، من إجمالي 68 مليار دولار من إنفاق الحكومة الأمريكية على المساعدات الخارجية، وتوزع مساعدات للمنظمات غير الحكومية والمؤسسات غير الهادفة للربح حول العالم.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

مساعداتها

تعمل الوكالة على تقديم المساعدات للدول التي يعاني سكانها مجاعات أو كوارث طبيعية، وتنفق جزءًا كبيرًا من ميزانيتها على البرامج الصحية والمساعدة على وقف انتشار الفيروسات التي قد تسبب جائحة، وبالتالي فإن أي تغييرات في كيفية إنفاق أموال المساعدات سوف تؤثر بلا شك على جميع أنحاء العالم.

 

ماذا لو تم تقليص إنفاق الوكالة بصورة كبيرة؟

ذكرت "مريم ديلوفري" الأستاذة المساعدة للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن أن التخفيضات الكبيرة في المساعدات الإنسانية قد تعني فقدان الكثير حول العالم للقدرة على الوصول إلى اللقاحات والغذاء وغيرها.

 

 

لكن للإدارة الجديدة رأيًا آخر

تعتزم إدارة "ترامب" دمج وكالة المساعدات الخارجية الرئيسية للحكومة الأمريكية مع وزارة الخارجية، وطلب بالفعل من العاملين بها بالبقاء خارج مقرها الرئيسي في واشنطن، في خطوة وصفها المشرعون الديمقراطيون بأنها غير قانونية وغير دستورية، ومن شأنها الإضرار بالفقراء في الخارج والأمن القومي وتقلل من النفوذ الأمريكي على الساحة العالمية.

 

انتقادات للوكالة

انتقد "ترامب" الإنفاق الخارجي منذ فترة طويلة ويرى أنه لا يمثل قيمة مقابل المال بالنسبة لدافعي الضرائب، وزعم أن الوكالة التي يديرها يساريون متطرفون تفلت من الاحتيال الهائل، لكنه لم يقدم أسماء أو تفاصيل، وأوضح أنه يريد أن يتماشى الإنفاق الخارجي بصورة وثيقة مع نهجه "أمريكا أولاً".

 

توجه الإدارة

 ووصفها وزير الخارجية الأمريكي "ماركو روبيو" بأنها وكالة غير مستجيبة تمامًا، موضحًا أن وظائف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يجب أن تتوافق مع السياسة الخارجية للدولة، وأن الهدف من التغييرات الأخيرة هو مراجعة كل برنامج على حدة لتحديد المشاريع التي تجعل أمريكا أكثر أمانًا وقوة وازدهارًا.

 

 

لماذا يهاجم "ماسك" الوكالة؟

تم تكليف "ماسك" بإدارة وزارة الكفاءة الحكومية ومنحه "ترامب" حرية واسعة لخفض الإنفاق الحكومي، وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، نشر الملياردير الأغنى في العالم عشرات الرسائل عبر منصة "إكس" التي تشمل مزاعم بأن الوكالة مليئة بالاحتيال والفساد، ووصفها بأنها "منظمة إجرامية".

 

تصاعد التوترات

تصاعدت التوترات بين البيت الأبيض والوكالة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي عندما منع مسؤولين يعملون مع "ماسك" -مع سعي وزارة كفاءة الحكومة لفرض سيطرتها على المساعدات الخارجية- من الوصول لبيانات مالية في مقر الوكالة، وصرح "ماسك" قائلاً: فيما يتعلق بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فقد تناقشت مع الرئيس بالتفصيل واتفق على أنه يجب إغلاقها.

 

إغلاق فعلي

أغلق موقع الوكالة عبر الإنترنت، وطلب من الموظفين البقاء في منازلهم، كما تم حظر مئات الموظفين من الوصول إلى بريدهم الإلكتروني، وفقًا لرسالة داخلية اطلعت عليها "بي بي سي"، وتجمع الحشود خارج المقر الرئيسي للوكالة.

 

 

خطوة غير قانونية

ذكر مشروعون ديمقراطيون أن هذه التحركات مخالفة للقانون وأن إغلاق الوكالة من شأنه الضرر بالأمن القومي، وقال السيناتور "كريس فان هولين" إن النفوذ الأمريكي الضعيف قد يشجع دول مثل الصين وروسيا على الساحة العالمية، موضحًا أن محاولة إغلاق الوكالة بأمر تنفيذي هي خطوة غير قانونية تمامًا.

 

وقال السيناتور "كريس مورفي" من كونيتيكت" أن "ماسك" يربح مليارات الدولارات من أعماله مع الصين، وبكين ترحب بهذا الإجراء اليوم.

 

ترامب لا يمكنه ببساطة إغلاق الوكالة

لا يمكن لـ "ترامب" أن يقوم ببساطة من خلال التوقيع على أمر تنفيذي بإلغاء أو إغلاق وكالة التنمية الدولية، وأي محاولة للقيام بذلك ستواجه بالتأكيد تحديات قضائية قوية، كما أن إغلاقها بالكامل يتطلب صدور قانون من الكونجرس.

 

الخلاصة

قد لا يستطيع "ترامب" إغلاق وكالة التنمية الدولية بالكامل لكن يمكنه توجيه الإنفاق الخارجي بما يتماشى مع توجهاته وأهدافه، لذا يظل التساؤل هل سيتغير مقدار إنفاق أمريكا في السنوات المقبلة؟ وخاصة مع تركيز حليفه الأبرز "ماسك" على خفض المليارات من ميزانية الحكومة، وهل ستستمر برامج المساعدات الإنسانية للعالم؟

 

المصادر: أرقام - بي بي سي -  سي إن إن  -  وول ستريت جورنال

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.