دعا السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل يوم السبت الدول الكبرى إلى إظهار مدى جديتها في مواجهة تداعيات التغير المناخي، مشيراً إلى أن تداعيات التغير المناخي تمزق بالفعل اقتصادات دول المجموعة، مؤكداً أن العالم يترقب ما ستسفر عنه قمة مجموعة العشرين المنتظرة في البرازيل.
وقال ستيل «بينما يتجه قادة مجموعة العشرين إلى ريو دي جانيرو، يراقب العالم ويتوقع إشارات قوية تؤكد أن العمل المناخي هو جزء أساسي من جدول أعمال أكبر اقتصادات العالم».
وأضاف المسؤول الأممي «أنشئت مجموعة العشرين للتصدي إلى المشكلات التي لا يمكن لأي دولة أو مجموعة دول أن تتصدى لها بمفردها، وعلى هذا الأساس، يجب أن تكون أزمة المناخ العالمية البند الأول على جدول الأعمال في ريو الأسبوع المقبل».
وأوضح ستيل «تمزق تأثيرات تغير المناخ بالفعل اقتصادات مجموعة العشرين، وتدمر الأرواح، وتعصف بسلاسل الإمداد وأسعار الغذاء، وتؤجج التضخم، العمل المناخي الجريء هو مسألة بقاء ذاتي لكل اقتصاد في مجموعة العشرين، فدون تخفيضات سريعة في الانبعاثات لن يكون أي اقتصاد في مجموعة العشرين بمنأى عن الكوارث الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخ».
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الصورة ليست كالحة السواد قائلاً «لكنَّ هناك أيضاً أخباراً جيدة تبدأ بتريليوني دولار هو حجم الأموال التي ستُستثمر في الطاقة النظيفة والبنية التحتية هذا العام فقط، هذا الرقم يعادل ضعف ما استثمر في الوقود الأحفوري وتستحوذ بعض دول مجموعة العشرين بالفعل على حصة كبيرة من هذا الازدهار السريع في مجال الطاقة النظيفة».
وأوضح المسؤول الأممي «تعزيز التمويل المناخي العالمي هو أمر يتعلق بضمان استفادة جميع الدول من الفوائد الجمة للعمل المناخي الجريء: نمو أقوى ووظائف أكثر وتلوث أقل وطاقة أكثر أماناً وبأسعار معقولة»، معقباً «وكذلك لضمان أن تكون جميع الدول قادرة على بناء القدرة على الصمود في أجزاء سلاسل الإمداد العالمية التي تخصها».
وتابع ستيل «يتطلب تعزيز التمويل المناخي على المستوى العالمي العمل داخل عملية مؤتمر الأطراف كوب وخارجها على حد سواء، هنا في باكو يعمل المفاوضون على مدار الساعة لتحديد هدف جديد للتمويل المناخي، ما زال الطريق طويلاً، لكن الجميع يدركون تماماً حجم المخاطر، ونحن في منتصف الطريق خلال مؤتمر الأطراف».
وأكد ستيل على أن «التقدم في التمويل المناخي خارج عملية مؤتمر الأطراف لا يقل أهمية، ودور مجموعة العشرين هو في غاية الأهمية، والقمة التي ستنعقد الأسبوع المقبل يجب أن ترسل إشارات واضحة للعالم، أن المزيد من التمويلات الميسرة والمنح ستكون متاحة».
وأشار ستيل إلى أن «المزيد من إصلاحات البنوك التنموية متعددة الأطراف يمثل أولوية قصوى، وأن حكومات مجموعة العشرين -بصفتها المساهمين وأصحاب القرار– ستواصل الضغط من أجل المزيد من الإصلاحات».
كما دعا المسؤول الأممي إلى تخفيف الديون قائلاً إن «تخفيف الديون هو جزء أساسي من الحل حتى لا تعرقل تكاليف خدمة الديون الدول المستضعفة ومن ثم تجعل اتخاذ إجراءات مناخية أكثر جرأة أمراً مستحيلاً وينبغي لمجموعة العشرين أن تحرز تقدماً في هذا الصدد».
واختتم ستيل حديثه «في مثل هذه الأوقات المضطربة والعالم المتصدع، يجب على قادة مجموعة العشرين أن يرسلوا إشارة واضحة وقوية بأن التعاون الدولي لا يزال هو الفرصة الأفضل والوحيدة للبشرية للنجاة من الاحتباس الحراري، فلا يوجد طريق آخر».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}