نبض أرقام
03:10 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/15
2024/11/14

لماذا يواجه الاستثمار الرياضي في أمريكا أزمة مع ارتفاع قيم الأندية؟

09:55 ص (بتوقيت مكة) أرقام - خاص

في الوقت الذي يحتفي فيه ملاك الفرق الرياضية في الولايات المتحدة بارتفاع قيم أصولهم، فإنهم يواجهون ضغوطًا بسبب الضرائب وخطط تمرير الملكية لمستثمرين جدد.

 

مع ارتفاع متوسط ​​أعمار الملاك، وزيادة قيم الفرق إلى المليارات، يركز المستثمرون والهيئات المنظمة للدوريات بشكل متزايد على كيفية ضمان انتقال الملكية بسلاسة إلى الجيل القادم من المشترين.

 

 

مع ذلك، فإن الخطط المتطورة للغاية الخاصة بالضرائب وخلافة الملاك، يمكن أن تنهار بسبب النزاعات العائلية أو التغييرات الضريبية غير المتوقعة، وفي ظل صعوبة الاستثمار في هذه الفرق، فإنها قد تقع تحت ضغط حاد للمضي قدمًا.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية

 

ويقول "ستيفن أمدور"، المتخصص في عمليات الاندماج والاستحواذ والأسهم الخاصة: "لقد وجد الأشخاص الذين اشتروا فرقًا رياضية منذ فترة طويلة الآن أن جزءًا كبيرًا، إن لم يكن الغالبية العظمى، من ممتلكاتهم هي قيمة الفريق".

 

علاوة على حاجة بعض الملاك للمال من أجل تعزيز سيولة الفرق أو جني الأرباح، يضيف الخبير الذي يقدم المشورة للعديد من المليارديرات في الوسط الرياضي، أنهم يفكرون كثيرًا في من سيحتفظ بها للجيل القادم وماذا سيفعلون بها.

 

القواعد الصارمة

 

- عندما يتعلق الأمر بقواعد الملكية، فمن المعروف أن اتحاد كرة القدم الأمريكية لديه بعض أكثر القواعد صرامة في الرياضات الاحترافية، وهناك حدود صارمة على كيفية نقل المالكين لحصصهم إلى أفراد آخرين من العائلة، ويجب على كل فريق تسمية مالك مسيطر واحد.

 

- حتى عندما وافق على السماح "لمجموعة محدودة" من شركات الأسهم الخاصة بالاستحواذ على حصص في الفرق، وضع حدًا أقصى يصل إلى 10% للحصص التي يمكنهم السيطرة عليها، وحرمهم من حق التصويت على القرارات.

 

- أدت مثل هذه القواعد الصارمة إلى إبعاد المستثمرين من القطاع الخاص والمؤسسات الاستثمارية الأخرى عن منافسات كرة القدم الأمريكي للمحترفين، والتي تعد من بين الدوريات الأكثر إدرارًا للمال في العالم.

 

- يُسمح لمديري الصناديق بتلقي البيانات المالية الفصلية والسنوية للفريق فقط، وغالبًا ما يُحظر عليهم حضور اجتماعات مجلس الإدارة، ويشترط عليهم الاحتفاظ بالحصص لمدة لا تقل عن خمس سنوات، ودفع 500 ألف دولار في وقت الاستحواذ للمنظمين، بالإضافة إلى حصة من الأرباح عند التخارج.

 

إيرادات الدوريات الرياضية الامريكية في  موسم 2022 - 2023

الدوري

الإيرادات (مليار دولار)

كرة القدم الأمريكية

18.7

كرة السلة

10.9

البيسبول

10.9

الهوكي

6.8

كرة القدم التقليدية

2.0

 

- للمقارنة، بلغت إيرادات كرة القدم التقليدية في أوروبا مجتمعة لنفس الموسم نحو 38 مليار دولار، وكان نصيب الخمسة دوريات الكبرى في المنطقة نحو 21 مليار دولار، ولمقارنة أعمق، فإن نصيب الدوري الإنجليزي الممتاز (الأشهر والأكثر شعبية) بلغ 7.43 مليار دولار.

 

المعضلة الثنائية

 

- أصبحت قضية الخلافة والضرائب مهمة بشكل خاص في دوري كرة القدم الوطني (كرة القدم الأمريكية)، حيث يبلغ متوسط ​​عمر مالكي الفريق الآن أكثر من 72 عامًا، وتشهد قيم الفرق ارتفاعًا كبيرًا.

 

- يبلغ متوسط ​​قيمة فريق كرة القدم الأمريكية، الآن، 6.49 مليار دولار، ولا تقل قيمة أي فريق عن 5.25 مليار دولار، وفقًا لتقييمات "سي إن بي سي" لفرق الدوري الوطني لعام 2024.

 

 

- يواجه مالكو أندية دوري كرة القدم الأمريكية أحد خيارين مؤلمين مع ارتفاع قيم الفرق؛ إما بيع الفريق وهم على قيد الحياة، ما يؤدي إلى مطالبتهم بضرائب رأسمالية ضخمة، أو يمكنهم تمرير ملكية الفريق إلى عائلاتهم، وفي هذه الحالة تُفرض ضرائب على التركة، وأحيانًا تندلع معارك عائلية مطولة.

 

- هندس "بات بولن"، مالك فريق دنفر برونكوس السابق، خطة تفصيلية للخلافة والضرائب للفريق قبل عقد من وفاته في عام 2019، ومع ذلك، أدى نزاع مرير بين أفراد الأسرة، قبل وفاته وبعدها، إلى بيع الفريق في عام 2022 إلى وريث "وول مارت"، "روب والتون"، مقابل 4.65 مليار دولار.

 

- قسم مؤسس فريق "تينيسي تيتانز"، "بود آدامز"، الذي توفي في أكتوبر 2013، ملكية الفريق بين ثلاثة فروع من عائلته، والتي كان يعتقد أنها ستحافظ على التماسك، وبدلاً من ذلك، خلق الانقسام معركة أدت في النهاية إلى صفقة داخل العائلة، لتصبح ابنة "بود"، الآن المالك المسيطر.

 

- تسبب "توم بينسون" مالك "نيو أورليانز ساينتس" في سنوات من التقاضي عندما استبعد ابنته وحفيديه من تركته، لينقل ملكية فريق كرة القدم الأمريكية وفريق "نيو أورليانز بيليكانز" لكرة السلة إلى زوجته "جايل" عندما توفي في عام 2018.

 

- لعل القصة التحذيرية الأكثر إيلامًا في دوري كرة القدم الأمريكية هي قصة "جو روبي" مالك فريق "ميامي دولفينز"، الذي ترك الفريق لزوجته وتسعة أبناء وقت وفاته في عام 1990، والذين اضطروا إلى بيع أغلبيته عام 1994 بعد 4 سنوات من الصراع.

 

الأمر قد يزداد سوءًا

 

- بموجب قانون الضرائب الحالي في الولايات المتحدة، تخضع التركات التي تزيد على 13.6 مليون دولار للأفراد أو 27.2 مليون دولار للزوجين لضريبة بنسبة 40%.

 

- نظرًا لأن الفرق في دوري كرة القدم الأمريكية ودوري كرة السلة للمحترفين تبلغ قيمتها الآن مليارات الدولارات، يتحمل جميع مالكي الفرق مئات الملايين من الدولارات من الضرائب دون تخطيط مناسب.

 

- المشكلة الأخرى، أنه من غير الواضح ما إذا كانت معدلات ضريبة التركة ستتغير في عام 2025، وسيكون على المالكين التخطيط لإمكانية فرض ضرائب تركة "عقابية" في السنوات القادمة، بحسب تقارير.

 

 

- إن أحد أكثر أشكال الشراكة العائلية شيوعًا هو الشراكة المحدودة، والتي تجعل أفراد الأسرة أصحاب مصلحة من الأقلية وتترك للمالك الأساسي، السيطرة، ومن خلال تقسيم الملكية، يمكن للشراكة خفض قيمة الأصول وبالتالي التركة الخاضعة للضريبة.

 

- لكن هناك الآن مجموعة جديدة من المشترين المحتملين، حيث صوتت رابطة كرة القدم الأمريكية، مؤخرًا، للسماح لشركات الأسهم الخاصة بشراء حصص أقلية في الفرق.

 

- يمنح هذا المالكين وأسرهم فرصة للحصول على الأموال التي يمكنهم بعد ذلك إعادة استثمارها في فرقهم أو الاستثمار في أصول غير رياضية لتنويع استثماراتهم بشكل أفضل، كل ذلك مع الحفاظ على حصة مسيطرة.

 

قبلة حياة

 

- مع نمو حجم وقيم الفرق، وعندما تصبح تكاليف تشغيل هذه الفرق باهظة، ربما لا تملك الأسر بالضرورة الوسائل أو الأموال للقيام بذلك، ويحتاج الملاك لمصدر دخل إضافي، وهو أحد دوافع قرار السماح لشركات الأسهم بالاستثمار في الفرق.

 

- من شأن هذا القرار أن يخفف من الضغوط على الفرق بفضل ارتفاع قيمتها الآن، فمثلًا شراء نسبة 10% (الحد الأقصى) من فريق قيمته 6 مليارات دولار، يعني ضخ 600 مليون دولار، وهو مبلغ ضخم من المال.

 

- تشير تقارير صحفية إلى أن شركات الأسهم الخاصة تمتلك نحو 1.2 تريليون دولار يمكن استثمارها في الفرق الرياضية الأمريكية، موضحة أن انخفاض عدد الشركات المسموح لها بالاستثمار يرجع إلى وضع حد أدنى لحجم أصول الصناديق الاستثمارية يبلغ 750 مليون دولار.

 

- مع ذلك، لا تزال هذه الخطوة قيد الاختبار، ومن غير الواضح تحديدًا حجم الأصول التي ستخصصها شركات الأسهم الخاصة للاستثمار في الفرق، ويظل مصدر الخوف الرئيسي مرتبط بالقواعد الضريبية التي تهدد الملاك الأصليين ومستثمري الأسهم الخاصة.

 

المصادر: أرقام- سي إن بي سي- بلومبرج- فورتشن- سبورتس بزنس جورنال

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.