مدينة الرياض
قال خبراء من شركة نايت فرانك للاستشارات، إن فوز المملكة باستضافة إكسبو 2030 سيؤدي إلى تحول السوق العقاري وسوق الضيافة المرتبط بالسياحة، وتطوير البنية التحتية والتسريع في إنشاء المشاريع.
وأضاف الخبراء في لقاء مع أرقام، أن هناك فجوة كبيرة في الغرف الفندقية المتاحة بالمقارنة مع الطلب حيث من المتوقع أن تؤثر زيادة السياحة خلال معرض إكسبو 2030 بشكل كبير على قطاع الضيافة في الرياض، مما يدفع الجهود المبذولة لتضييق الفجوة ويؤدي إلى مسار مستدام من معدلات الإشغال المرتفعة حتى عام 2030 وما بعده.
أثر استضافة الإكسبو
قال طلال الرقبان، شريك - التقييم واستشارات الصفقات والتخصيص لدى نايت فرانك، إنه من المتوقع أن يؤدي الإعلان عن استضافة الرياض لمعرض إكسبو الدولي 2030 إلى إحداث تغييرات كبيرة في سوق العقارات المحلي حيث يستعد المشهد العقاري في المدينة للتحول، مدفوعا بتطوير البنية التحتية المتعلقة بإكسبو.
طلال الرقبان شريك التقييم واستشارات الصفقات والتخصيص لدى نايت فرانك
وأضاف أن التأثير المتوقع لتطورات البنية التحتية لمعرض إكسبو العالمي على قيمة العقارات والطلب عليها في الرياض كبير، مرجحا أن يؤدي توقع زيادة النشاط الاقتصادي وفرص العمل والفعاليات الثقافية المرتبطة بالمعرض إلى زيادة الطلب على العقارات السكنية والتجارية على حد سواء، وقد يساهم التأثير طويل المدى في النمو المستدام في قيمة العقارات، مما يشكل إرثًا دائمًا للمدينة.
وأوضح الرقبان أنه على الرغم من أن هذه التطورات تم التخطيط لها سابقا، فمن المتوقع أن تتوسع الخطط مع هذا الإعلان بشكل أكبر ليشمل تحسينات في النقل والمرافق والمرافق التجارية، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على العقارات في هذه المناطق المتطورة.
وذكر الرقبان أن الاتجاهات المتوقعة تشمل طفرة في العقارات المتعلقة بالضيافة والسياحة، لا سيما في المناطق القريبة من موقع المعرض، وتعزيز القطاع التجاري مع تقارب الشركات والمستثمرين العالميين للحضور في هذا الحدث.
النمو في القطاع العقاري
وتوقع الرقبان أن تتمحور مجالات النمو والتحول المحتملة في قطاع العقارات حول التطورات المرتبطة بالمعرض وستتطور المناطق حول منطقة المعرض المخصصة والتي تضم مزيجا من المساحات التجارية والسكنية والترفيهية، مع التركيز على الممارسات المبتكرة والمستدامة.
وأضاف الرقبان أنه من المرجح أن تجذب المناطق المستفيدة من مراكز النقل الجديدة وتلك التي تتمتع بموقع استراتيجي لخدمات الضيافة الاستثمارات العقارية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التركيز على التكنولوجيا والابتكار خلال المعرض إلى نمو الحدائق المخصصة ومشاريع تطوير متعددة الاستخدامات تتماشى مع ذلك.
وأشار إلى أنه من المرجح أن يجذب المعرض الاستثمارات الأجنبية، مما يحفز القدرة التنافسية في سوق العقارات، مما يمكن المستثمرين من تنويع محافظهم الاستثمارية بشكل استراتيجي، واستهداف العقارات في المناطق التي تستعد لتحقيق أقصى استفادة من التطورات المرتبطة بالمعرض لتحسين العائدات أثناء فترة المعرض وبعدها.
المشهد العالمي
وقال تراب سليم، الشريك – رئيس استشارات الضيافة والسياحة والترفيه في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، إن إجمالي عدد السياح الوافدين عالمياً ارتفع إلى 1.5 مليار في عام 2019، بالمقارنة بـ 435 مليون نسمة في عام 1990، بينما من المتوقع أن يصل إلى 1.8 مليار بحلول عام 2030.
تراب سليم الشريك رئيس استشارات الضيافة والسياحة والترفيه في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا
وأشار سليم إلى أن ذلك يعد قفزة كبيرة في النمو السياحي الإجمالي ما يشكل ضغطاً ويسبب السياحة المفرطة في جميع الوجهات السياحية التقليدية الرئيسية مثل ميلانو وروما وباريس ومدريد ولندن وغيرها، مما يتسبب في ازدحام المدن في مواسم الذروة.
وأضاف أن هذا الضغط على الموارد مثل المياه والكهرباء خلال المواسم يؤثر على الثقافات والمعايير في هذه المدن أيضاً، ما يجعل من الصعب على السكان المحليين أن يعيشوا حياتهم الطبيعية، ومن ناحية أخرى هو سبب ازدهار تلك الوجهات التي يتعين على هذه المدن دفع ثمنها.
وذكر سليم أن الازدحام في بعض المدن يؤدي إلى نقل العرض المرتفع إلى مدن الدرجة الثانية والثالثة مما يساعد الوجهات الجديدة على الازدهار والتطور بسرعة، كما أنها تساعد الوجهة الجديدة على جلب مصدر جديد للدخل يؤدي إلى ازدهار هذه البلدان.
الحاجة لزيادة الفنادق لمواكبة الطلب العالي
وكشف سليم عن وجود فجوة كبيرة في القطاع الفندقي لدعم إكسبو 2030، مبينا أنه يوجد في الرياض حالياً 22 ألف غرفة، بينما كان لدى دبي أكثر من 132 ألف غرفة متاحة خلال معرض إكسبو 2020، مشيراً إلى أن هذه الفجوة ستتقلص في السنوات الـ 6 المقبلة ويعد ذلك وقتا قصيرا جداً لتطوير العرض المطلوب الذي سيدفع في هذه الأثناء الإشغال الإجمالي.
وأضاف سليم أن الرياض تتميز بأعلى معدلات الإشغال ليس فقط في المنطقة بل من أفضل المدن عالمياً من ناحية الإشغال في عام 2023، وستستمر هذه المعدلات الى غاية عام 2030 وحتى بعد ذلك بسبب متطلبات غرف كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في عام 2034.
وقال سليم إن العاصمة الرياض تواجه نقصاً في المرافق منذ عام 2022 خصوصاً في أوقات المواسم أو الذروة، متوقعاً أن يستمر هذا النمط في الطلب حتى عامي 2030 و2034 حيث تستضيف المملكة كأس العالم.
وأضاف سليم أن دبي استقبلت أكثر من 24 مليون سائح خلال معرض إكسبو 2020، ومن المؤكد أن المملكة ترغب في نقل تجربة إكسبو إلى مستوى جديد حيث توجد فجوة كبيرة في مرافق الإقامة لتحقيق هذا الهدف.
وأشار سليم إلى أن المملكة أعلنت عن 290 ألف غرفة إضافية خلال السنوات 10 المقبلة، ولكن الرياض تحتاج إلى ما بين 60 و70 ألف غرفة لتكون قادرة على استضافة هذه الأحداث العالمية بطريقة ناجحة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}