نبض أرقام
10:31 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

إشارات الموجة الثانية للوباء.. هل يعود العالم للمربع رقم صفر مجدداً؟

2020/09/21 أرقام - خاص

أكثر من 31 مليون مصاب ونحو 961 ألف وفاة تمخض عنها فيروس "كوفيد-19" منذ ظهوره في بداية العام الجاري وحتى الآن، ما تسبب في تراجع تاريخي غير مسبوق للنشاط الاقتصادي العالمي.

 

لكن التعافي النسبي الذي شهده العالم بداية من شهر يوليو في حالات الإصابة بالوباء والتداعيات الاقتصادية بدأ في التلاشي مؤخراً بفعل إشارات على موجة ثانية للفيروس تهدد بالعودة مجدداً لذروة الأزمة.

 

 

تسارع الإصابات بالوباء

 

- ارتفع عدد حالات الإصابة اليومية بالفيروس في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لمستوى قياسي يتجاوز 45 ألف حالة، بحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.

 

- تسارع حالات الإصابة لأعلى مستوى منذ الذروة المسجلة في مارس الماضي لتفشي الوباء جاء مع تخفيف تدابير الإغلاق وانتهاء فصل الصيف وعودة الموظفين لمقرات العمل والأطفال إلى المدارس.

 

- حذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد حالات الإصابة الجديدة بالوباء في أوروبا ترتفع بوتيرة تتجاوز المسجلة في الذروة السابقة المسجلة في مارس الماضي، معتبرة أنها تمثل "جرس إنذار" للجميع.

 

- قال رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" إن المملكة المتحدة تشهد حالياً موجة ثانية من فيروس "كوفيد-19"، مع تزايد حالات العدوى الجديدة بنسبة تتراوح بين 2 و7% يومياً، ووصول متوسط عدد الحالات الجديدة بفعل شخص مصاب إلى ما بين 1.1 و1.4.

 

- رغم ذلك، قال "جونسون" إنه لا يريد إجراء تدابير تشمل إغلاق أكبر للبلاد، لكن تشديد قواعد التباعد الاجتماعي ربما يكون أمراً ضرورياً.

 

 

- قامت بريطانيا بفرض عمليات إغلاق محلية جديدة في "مرزيسايد" وجزء كبير من "لانكشاير" وأجزاء من "ميدلاند" و"ويست يوركشاير"، ما يشمل نحو 3.3 مليون شخص.

 

- ذكر وزير الصحة البريطاني أن المواطنين يجب أن ينفذوا القواعد وإلا سيكون البديل هو اتخاذ إجراءات أكثر شدة، مع عدم استبعاد فرض الإغلاق الوطني رغم عدم رغبته في ذلك.

 

- لكن على الجانب الآخر، يرفض الكثير من الناس عودة الإغلاق الوطني وهو ما ظهر في اشتباكات مؤخراً بين قوات الشرطة ومتظاهرين رافضين للإغلاق.

 

- أعلنت المملكة المتحدة أن أي شخص تثبت إصابته بالفيروس أو اتصاله بمصاب سيكون مطالباً بالعزل الذاتي بداية من الثامن والعشرين من شهر سبتمبر وإلا سيواجه غرامة تتراوح بين 1000 إسترليني (1300 دولار) إلى 10 آلاف إسترليني (13 ألف دولار).

 

- كما شهدت مناطق في العاصمة الإسبانية "مدريد" تطبيق قيود جديدة على حركة السفر والتجمعات ما يؤثر على أكثر من 850 ألف شخص، وسط ارتفاع حالات العدوى لأكثر من ضعف المعدل الوطني.

 

- فرنسا أيضاً شهدت الأسبوع الماضي أكبر عدد يومي للمصابين بوباء "كوفيد-19" منذ ظهور الوباء عند 13.2 ألف شخص، ما تسبب في تشديد قيود التباعد في بعض المدن مثل "مرسيليا" و"نيس".

 

- وفي مناطق أخرى من أوروبا بدأت السلطات في تشديد تدابير رامية لوقف تفشي موجة ثانية من الوباء، لكنها لم ترق لمستوى الإغلاق الوطني الكامل مثلما حدث في الموجة الأولى.

 

- أعلنت العاصمة الآيرلندية "دبلن" منع تناول الوجبات داخل المطاعم، كما خفضت الدنمارك العدد المسموح في التجمعات العامة من 100 شخص إلى 50 فحسب مع مطالبة الحانات والمطاعم بإغلاق أبوابها مبكراً.

 

- وفي النمسا، قال المستشار "سبياستيان كورتس" إن الوضع مأسوياً بشكل خاص في فيينا والتي يوجد بها أكثر من نصف الإصابات الجديدة، محذراً من أن بلاده تواجه بداية موجة ثانية للوباء وسط أوقات صعبة متوقعة في فصلي الخريف والشتاء.

 

عودة معاناة الاقتصاد

 

- تعرض الاقتصاد العالمي لركود اقتصادي حاد بداية منذ مارس الماضي وحتى يونيو، بفعل ضربة الوباء وما تبعها من عمليات إغلاق وتراجع للاستهلاك والاستثمار وتأثر حركة التجارة الدولية، لكنه بدأ في استعادة بعض الزخم المفقود مع إعادة فتح الأعمال.

 

 

- ترى رئيسة صندوق النقد الدولي "كريستالينا جورجيفا" أن حدوث موجة ثانية من وباء "كوفيد-19" قد يسبب اضطرابات إضافية للنشاط الاقتصادي العالمي.

 

- تعتقد "جورجيفا" أن حزم التحفيز التي ضختها دول مجموعة العشرين والتي بلغت قيمتها أكثر من 11 تريليون دولار يجب أن تستمر ما دام كان هناك حاجة إلى ذلك.

 

- يبرز احتمال تضرر النشاط الاقتصادي من خلال حدوث ركود مزدوج أو ما يمكن اعتباره تعافيا اقتصاديا على شكل "W"، بمعنى ركود يعقبه تعاف نسبي ثم عودة للتراجع مجدداً.

 

- رفعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها لأداء الاقتصاد العالمي في العام الحالي إلى انكماش 4.5% مقارنة بتقديرات سابقة كانت تشير إلى هبوط 6%، لكن عدم اليقين الذي يهيمن على تطورات الوباء والاقتصاد وحزم التحفيز دفع المنظمة لخفض توقعات العام المقبل لنمو 5% مقابل 5.2% سابقاً.

 

- نفس الأمر تكرر بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، حيث توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي انكماشاً 3.7% في 2020 مقارنة بتوقعات سابقة 6.5%، لكنه خفض تقديرات العام المقبل من نمو 5% إلى 4% فحسب.

 

 

- ورغم النظرة المتفائلة حيال الاقتصاد الأمريكي في العام المقبل، فإن سيناريو تسارع حالات الإصابة بالفيروس قد يسفر عن قيود على التفاعلات الاجتماعية والأنشطة التجارية، ما يعني تراجع الناتج المحلي الحقيقي وقفزة لمعدلات البطالة وتجدد الضغوط الهبوطية على التضخم في العام المقبل.

 

- لا تبدو احتمالات تكرار عمليات الإغلاق الوطني مرتفعة مع رفض الناس والحكومات فكرة عودة التدابير الصارمة التي توقف الحياة بشكل كبير، لكن تراجع الاستهلاك والأنشطة الترفيهية وخطط إنفاق الشركات قد تكون آثارا محتملة لتسارع حالات الإصابة بالفيروس ما سيضر النشاط الاقتصادي بالتأكيد.

 

كيف ستتعامل الأسواق؟

 

- حذرت شركة "بيرنشتاين" المستثمرين في "وول ستريت" من أن الولايات المتحدة من المرجح أن تشهد موجة ثانية من وباء "كورونا" مشابهة للوضع في أوروبا، ما سيضر الأسواق المالية ويقلص وتيرة إعادة فتح الاقتصاد.

 

- رغم أن مخاوف الموجة الثانية للوباء ستضغط على معنويات المشاركين في سوق الأسهم، فإن هناك أسبابا للتفاؤل تتمثل في أن الأزمة قد لا تكون بمثل سوء الموجة الأولى للفيروس.

 

- التوقعات الإيجابية تأتي مع تركز الإصابات الجديدة بين فئة الشباب، كما أن المستشفيات لم تعد ممتلئة بالمصابين، بالإضافة إلى أنه في بعض المناطق بلغت معدلات الإصابة السابقة بالفيروس 15% أو أكثر ما يجعل من غير المرجح تجدد إصابة الكثير من الناس لفترة من الوقت.

 

 

- بينما يعتقد "جيرمي سيجل" أستاذ المالية في جامعة "وارتن" أن حدوث موجة ثانية للوباء لن يوقف الاتجاه الصاعد لسوق الأسهم الأمريكي أو يعيد الأمر لما كان عليه إبان القاع المسجل في مارس الماضي.

 

- "وول ستريت" حققت تعافيا يتجاوز 50% من المستويات المتدنية منذ شهر مارس الماضي بفضل عمليات ضخ السيولة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وحقيقة أن السوق يمتلك دائماً نظرة أكثر تركيزاً على المستقبل وليس الواقع، وهي نفس الأسباب التي قد تقدم الدعم للأسهم مجدداً في حال ظهور موجة جديدة للوباء.

 

- تواجه الأسواق المالية بالفعل حالة ملحوظة من التقلبات بفعل الصعود القوي طوال الأشهر الماضية، بالإضافة إلى عدم اليقين المتعلق بتطورات الانتخابات الرئاسية والخلافات الأمريكية والصينية واستمرار عدم ظهور لقاح ضد الوباء.

 

- بالطبع لا يزال الأمل قائماً في اكتشاف لقاح ضد الفيروس قبل نهاية العام الحالي، مع وجود أكثر من 169 لقاحا محتملا قيد التطوير، 26 منها دخلت مراحل التجارب البشرية.

 

- لكن الخلاف يتمثل في الوقت الكافي لتوزيع اللقاح المحتمل على مليارات من البشر، وهو ما يُنظر إليه كأمر يحتاج حتى شهر أبريل على الأقل وربما يصل للربع الثالث من العام المقبل.

 

 

المصادر: أرقام – صندوق النقد الدولي – منظمة الصحة العالمية -سي إن إن – فاينانشيال تايمز – بي بي سي –فوربس– سي إن بي سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.