نبض أرقام
12:16 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

بعد "هواوي" .. "تيك توك" يدخل حلبة صراع القوى بين واشنطن وبكين

2020/07/14 أرقام - خاص

يمر تطبيق "تيك توك" ذائع الصيت بواحدة من أصعب الاختبارات مع توالي الضربات التي يتعرض لها من عدة دول ومؤسسات حكومية وخاصة.

 

وبعد هدوء نسبي مؤخراً لأزمة الولايات المتحدة مع شركة هواوي الصينية، بدأت أصابع الاتهام الأمريكية تستهدف النجم الجديد في سماء تطبيقات التواصل الاجتماعي بدعوى القلق حيال خصوصية البيانات.

 

 

 

الانطلاقة والتوسع

 

بين العشرات من تطبيقات التواصل الاجتماعي حول العالم، يعتبر "تيك توك" أكثرها إثارة للاهتمام والجدل مؤخراً.

 

التطبيق الصيني المملوك لشركة "بايت دانس" الخاصة والذي ظهر في عام 2016 يعتمد على تصوير المستخدمين لمقاطع فيديو قصيرة لا تتعدى 15 ثانية عبر تحريك الشفاه أو تأدية مشاهد فكاهية مع استخدام قاعدة بيانات واسعة تتضمن مؤثرات صوتية.

 

وأسست "بايت دانس" في عام 2012 الشاب البالغ من العمر 36 عاماً "تشانغ يمينغ" والذي يرأس المؤسسة حالياً ويصل صافي ثروته لنحو 16 مليار دولار بحسب تقديرات "فوربس".

 

وشكل التطبيق ثورة في عالم منصات التواصل الاجتماعي مع حقيقة أنه يعتمد على محتوى أكثر خفة وتفاعلا وإبداعا مقارنة بنظرائه، خاصة بالنسبة للشباب الذين يمثلون الجانب الأكبر من مستخدمي التطبيق.

 

وجاءت انطلاقة "تيك توك" الحقيقية عبر استحواذ الشركة المالكة على منصة "ميوزكلي" في عام 2018 مقابل مليار دولار، لتندمج حسابات المستخدمين في التطبيق الصيني مع "تيك توك".

 

واستفاد "تيك توك" من نحو 100 مليون حساب شخصي لمستخدمين عبر "ميوزكلي" تم دمجهم في التطبيق الجديد، وهو ما ضمن له وجوداً كبيراً وسهلاً في العديد من بلدان العالم وخاصة الولايات المتحدة.

 

ويتاح التطبيق حالياً في أكثر من 150 دولة حول العالم باستخدام 39 لغة.

 

سحب البساط من الجميع

 

شهد "تيك توك" اهتماماً وانتشاراً متزايداً منذ عام 2018، لكن ضربة وباء "كوفيد-19" قدمت خدمة لا تنسى لتطبيق التواصل الاجتماعي.

 

 

وحقق التطبيق الصيني قفزة قوية في عدد المستخدمين وعدد مرات التحميل والوقت الذي يقضيه المستخدمون على المنصة مع بقاء الملايين حول العالم في منازلهم خوفاً من انتشار الفيروس.

 

ويصل عدد مستخدمي التطبيق لحوالي 800 مليون مستخدم نشط شهرياً حول العالم، مع وصول متوسط الوقت الذي يقضيه الشخص على التطبيق لنحو 45 دقيقة.

 

ومن بين الفئات العمرية المختلفة، يمتلك "تيك توك" شعبية واسعة في أوساط المراهقين بشكل خاص والذين يمثلون 60% تقريباً من عدد مستخدميه.

 

وفي الربع الأول من عام 2020 بلغ عدد تحميلات التطبيق حوالي 315 مليون تحميل، وهو أعلى رقم يسجله أي تطبيق في فصل واحد، وليصل إجمالي عدد مرات تحميل التطبيق عالمياً لأكثر من ملياري مرة عبر "آبل ستور" و"جوجل بلاي" معاً.

 

وتمثل الهند حوالي 30% من إجمالي عدد مرات تحميل التطبيق، يليها النسخة الصينية والتي تعادل 9.7% من الإجمالي ثم الولايات المتحدة بـ8.2%.

 

 

وحققت شركة "بايت دانس" المالكة لتطبيق التواصل الاجتماعي قفزة في إيرادات الربع الأول من العام الجاري، بفضل تزايد عدد المستخدمين مع بقاء ملايين الأشخاص حول العالم في منازلهم.

 

وبحسب تقارير، بلغت إيرادات الشركة الصينية غير المقيدة في سوق الأسهم 40 مليار يوان (5.6 مليار دولار أمريكي) في الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، بزيادة 130% مقارنة بنفس الفترة قبل عام واحد.

 

ويأتي القسم الأكبر من الإيرادات من الإعلانات عبر منصات الشركة في الصين خاصة مجمع الأخبار "جينري تويتو" وكذلك تطبيق "دوين" الذي يمثل النسخة الصينية من "تيك توك".

 

وتستهدف الشركة تحقيق إيرادات إجمالية خلال العام الحالي بقيمة 200 مليار يوان، مع حقيقة أن تقديرات تقييمها حالياً تتراوح بين 95 و140 مليار دولار، ما يجعلها أكبر شركة تكنولوجيا ناشئة في العالم.

 

حرب متعددة الجبهات

 

لكن الوجه الآخر للانتشار والتفاعل بالنسبة للتطبيق الصيني يتمثل في الاتهامات المستمرة بشأن عدم مواءمة المحتوى المقدم مع معايير وقوانين العديد من البلدان التي يعمل بها، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية ومدى الارتباط مع الحكومة الصينية.

 

وتعرض التطبيق الصيني في فبراير 2019 لغرامة قياسية بقيمة 5.7 مليون دولار من لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية على خلفية جمع معلومات شخصية مثل الأسماء والبريد الإلكتروني ومكان الوجود عن أطفال بعمر أقل من 13 عاماً.

 

كما منعت الهند في العام الماضي "تيك توك" مؤقتاً بسبب تأثيره السلبي على الأطفال، قبل أن تقرر مؤخراً – وسط تصعيد سياسي مع الصين – حظر وجود العديد من المنصات الإلكترونية الصينية ومنها تطبيق التواصل الاجتماعي عبر تطبيقات أجهزة آندرويد وآيفون.

 

وطوال الأشهر الماضية أعلنت جهات عسكرية أمريكية مثل القوات البحرية والجوية وخفر السواحل والأمن الداخلي وغيرها منع المنتمين إليها من استخدام تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني بسبب مخاوف متعلقة بخصوصية البيانات.

 

 

لكن الضربة الأقوى جاءت مؤخراً عبر اكتشاف مستخدمين لجهاز "آيفون" أن تطبيق "تيك توك" يقوم بالدخول إلى حافظة الهاتف، ما قد يمنحه قدرة على نسخ ما تم حفظه سابقاً من كلمات مرور وبيانات أخرى.

 

ومع ظهور تحديث لنظام "آي.أو.إس 14" الخاص بهواتف "آبل"، تلقى المستخدمون تنبيهاً يشير إلى أن عشرات التطبيقات ومنها "تيك توك" تحاول المرور إلى الحافظة.

 

وجاء رد الشركة المالكة للتطبيق الصيني بأن هذه الخاصية تم تنفيذها لمنع إعادة نشر نفس المحتوى عبر المنصة، مؤكدة أنه تم وقفها تماماً على أجهزة الآيفون مع عدم وجودها من الأصل في الهواتف العاملة بنظام آندرويد.

 

ودخل المسؤولون السياسيون على خط الأزمة سريعاً بتصريحات لوزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس حظر تطبيقات صينية للتواصل الاجتماعي منها "تيك توك" في الولايات المتحدة.

 

وتابع: "يمكن للناس تحميل التطبيق إذا كانوا يرغبون في وضع بياناتهم الشخصية بين أيدي الحزب الشيوعي الصيني".

 

وجاء الرئيس ترامب في اليوم التالي مباشرة ليؤكد أن إدارته تبحث حظر التطبيق كطريقة لمعاقبة الصين على تعاملها مع أزمة وباء كورونا.

 

 

واعتاد العديد من المشرعين الأمريكيين طلب بدء تحقيقات رسمية في علاقة الشركة المالكة للتطبيق مع الحكومة الصينية ومدى إمكانية تسليم بيانات المستخدمين إلى السلطات في بكين.

 

ولم تتوقف معاناة التطبيق الصيني على المستخدمين والمسؤولين، لكن شركات أمريكية وسعت نطاق الأزمة مع طلبها من الموظفين إلغاء التطبيق من أجهزتهم.

 

وفي نهاية الأسبوع الماضي ذكرت تقارير صحفية أن شركة أمازون طالبت الموظفين بإزالة "تيك توك" من الهواتف الجوالة الخاصة بهم حتى لا يتعرضوا للمنع من الوصول للبريد الإلكتروني الخاص بالشركة عبر هواتفهم.

 

ولكن بعد ساعات قليلة خرجت الشركة الأمريكية لتعلن أن هذا البريد الإلكتروني تم إرساله بـ"الخطأ" وأنها لم تغير سياستها حيال التطبيق الصيني.

 

كما طالب بنك "ويلز فارجو" من الموظفين إلغاء تطبيق "تيك توك" من أجهزة الشركة، بدعوى المخاوف المتعلقة بالأمن والخصوصية بالإضافة إلى الالتزام باستخدام ممتلكات المؤسسة في العمل فقط.

 

ولم يشفع للتطبيق حقيقة أن رئيسه الحالي هو "كيفين ماير" الأمريكي والمدير السابق لخدمات بث "ديزني"، بل تعرض الأخير لاتهامات من جانب مستشار ترامب "بيتر نافارو" والذي اعتبره بمثابة "دمية أمريكية".

 

ومع الحملة الحكومية والخاصة على التطبيق الصيني مؤخراً يشعر الكثير من المستخدمين بالقلق خوفاً من حظر التطبيق المحبب إليهم، ناهيك عن مشاهير "تيك توك" الذين يمتلكون متابعين كثيرين وذلك يضمن لهم أرباحاً شهرية كبيرة في الوقت الحالي.

 

المصادر: أرقام – الموقع الرسمي لتطبيق تيك توك - سينسور تاور – بي بي سي -  رويترز – بلومبرج – سي إن إن – فوكس نيوز – بيزنس إنسايدر

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.