نبض أرقام
12:15 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

ما سر انتشار نظريات المؤامرة حول فيروس كورونا؟.. علم النفس يجيب

2020/06/05 أرقام

مع تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في جميع أنحاء العالم، تداول الناس كثيرًا من نظريات المؤامرة، والتي شملت على سبيل المثال لا الحصر، وقوف رجل الأعمال الأمريكي "بيل جيتس" وراء انتشار الفيروس، بهدف ربح الأموال من تصنيع اللقاح، أو لأنه يستهدف زرع رقائق إلكترونية تحتوي على التطعيمات في الأشخاص؛ بهدف السيطرة على البشرية.

 

كما انتشرت مزاعم تقول إن أبراج اتصالات الجيل الخامس هي التي تسببت في انتشار الفيروس، وهو الأمر الذي دفع كثيرين لحرق العديد من هذه الأبراج، في حين يعتقد آخرون أن الفيروس طُور في مختبر صيني عمدًا كسلاح بيولوجي، ولا تتوقف نظريات المؤامرة عند ذلك الحد، بل تنتشر العديد من هذه النظريات التي يقدم أصحابها تفسيرات غير منطقية، ومع ذلك يصدقها كثيرون.

 

ولا يُفاجئ انتشار هذا النوع من الشائعات الخبراء السلوكيين؛ إذ إن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول أصل الفيروس، وتأثيراته على الاقتصاد العالمي والوظائف والسياسة والمستقبل، مما يوفر بيئة خصبة لانتشار الشائعات.

 

ويُرجع علماء النفس أسباب انتشار نظريات المؤامرة، وانجذاب الناس إليها إلى ثلاثة أسباب رئيسية نستعرضها في هذا التقرير.

 

1- الأشخاص يحبون ربط الأمور ببعضها

 

 

- يحاول الدماغ البشري ربط جميع الأمور والأشياء التي تحدث في الحياة وفي العالم؛ فالناس يحبون القصص والتفسيرات والأشياء المنطقية، ولا يحبون الأمور الغامضة التي تُترك بلا تفسير منطقي.

 

- تشير جوان ميلر، الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة ديلاوير إلى أنه عندما تقع أمور مخيفة أو سيئة، فإن الأشخاص يحاولون فهمها وتفسير أسباب حدوثها، فيبحثون عن تفسيرات، وفي سعيهم لذلك قد يربط الناس بين أشياء لا علاقة لها ببعضها، ويبتكرون قصصًا غير حقيقية تتحول إلى نظريات مؤامرة.

 

- تعطي ميلر مثالاً على ذلك بأبراج اتصالات الجيل الخامس؛ إذ بدأت هذه الأبراج في الظهور في مدينة ووهان الصينية في نفس الوقت الذي تفشى فيه فيروس كورونا، ربط بعض الأشخاص هذين الحدثين غير المتصلين على الإطلاق ببعضهما، ومن هنا ظهرت الشائعات القائلة بأن أبراج اتصالات الجيل الخامس هي السبب في انتشار فيروس كورونا.

 

2- الأشخاص لا يحبون حالة عدم اليقين


 

- يعيش العالم الآن حالة من عدم اليقين، فلا أحد يعرف متى تنتهي أزمة كورونا، وماذا سوف يحدث بعد ذلك.

ومن جانبها تشير كارين دوجلاس، أستاذة علم النفس في جامعة كينت بالمملكة المتحدة، إلى أن الأشخاص يميلون إلى نظريات المؤامرة في أوقات الأزمات وعدم اليقين، كما تقول دوجلاس إن الأشخاص يبحثون عن إجابات تفسر هذا الوضع الصعب، كما أنهم قلقون للغاية وغير متيقنين من أي شيء، فضلاً عن تلقيهم معلومات متناقضة من مصادر مختلفة، وحين يشعرون بالعجز أو القلق فإنهم يتجهون نحو نظريات المؤامرة ليشعروا بالأمان.

 

3- التباعد الاجتماعي يغذي التفكير التآمري


 

- يرى بعض الخبراء السلوكيين أيضًا أن الأشخاص المعزولين اجتماعيًا أكثر عُرضة لتصديق نظريات المؤامرة؛ فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة "برينستون" أن الأشخاص المعزولين اجتماعيًا يميلون للتفكير في الخرافات، مع حالة الإغلاق العام الذي فرضها تفشّي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، فإن معظم الأشخاص أصبحوا يعانون من العزلة الاجتماعية، وصاروا أكثر قلقًا، كما أصبح لديهم الكثير من الوقت المتاح للتفكير التآمري.

 

خطورة نظريات المؤامرة


 

- قام بعض الأشخاص في المملكة المتحدة والولايات المتحدة بمهاجمة أبراج اتصالات الجيل الخامس بسبب اعتقادهم بأنها سبب في انتشار الفيروس، وهناك مخاوف من عدم قبول كثيرين للقاح المنتظر، اعتقادًا منهم أنه سيكون مضرًا لهم.

 

- تؤكد جوان ميلر أنه لا توجد وسيلة لمكافحة نظريات المؤامرة سوى من خلال البحث عن المعلومات الموثوقة القائمة على العلم، كما دعت ميلر إلى التحقق من مصادر المعلومات قبل مشاركتها على مواقع التواصل.

 

المصدر: هافينجتون بوست

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.