قبل عقود، تحديدا في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، أعاد البريطاني "ستانلي موريسون" بعض أشكال الكتابة والطباعة التي كانت متداولة قبل الثورة الصناعية في أوروبا إلى الوجود في القرن العشرين.
وفي الوقت الحالي، هيمنت التكنولوجيا على الطباعة التجارية ودخلت عالم الرقمنة من حيث الشكل والتنوع في الألوان والكتابة والأحجام والعناوين المطروحة، ومن وقت لآخر تحاول الكثير من الصحف العالمية مواكبة التطور من خلال إدخال أدوات وتقنيات جديدة إلى أعمالها.
من اخترع آلات الطباعة؟
- وفرت آلات الطباعة وسيلة حية لتعبير الشعوب عن آرائها من خلال الصحافة والكتب وأحدثت ثورة في الكتابة والتراسل، وتم اختراعها على يد الصينيين، لكنها طُورت في أوروبا خلال القرن الخامس عشر على يد "يوهانيز جوتنبيرج".
- لا يعلم أحد أول ظهور بالتحديد لآلة طباعة ومن الشخص الذي اخترعها، لكن أقدم آلة على الإطلاق ظهرت في الصين خلال الألفية الأولى عام 868 أثناء حقبة "تانج"، كما ظهر لاحقاً تقويم مطبوع عام 877 وبعض دعوات الزفاف والجنائز وأيضا المواد التعليمية للأطفال.
- استبدل الصيني - الذي ينتمي لمقاطعة "هوبي" - "بي شينج" لوحات الطباعة القديمة واستخدم أحرفا فردية قابلة للحركة وإعادة الاستخدام، وعاش هذا الرجل بين عامي 970 و1051.
- وُضعت الحروف على شكل طين محروق مع ترتيبها على إطار حديدي على صفيحة معدنية، ولم يُستعن بالأخشاب لكونها كانت تمتص الأحبار.
- بحلول فترة حكم "سونج" بين عامي 1127 و1279، أصبحت الكتب متداولة في المجتمع الصيني وأسهمت في تعليم الطبقات المختلفة، وفي عام 1297 أثناء حقبة "وانج تشين"، عادت الألواح الخشبية للطباعة.
- في أوروبا، لم تظهر الطباعة إلا بعد 150 عاما من حقبة "وانج تشين"، حيث بدأ الألماني "يوهانيز جوتنبيرج" تجربة الطباعة في "ستراسبورج" بفرنسا عام 1440، ثم عاد إلى بلده "ماينز" بألمانيا عام 1450 وفي حوزته آلة للطباعة.
- اعتمد "جوتنبيرج" في اختراعه على استبدال الخشب واستخدام المعادن ووضع قطعة معدنية لكل حرف على حدة لتظهر أول نسخة أوروبية من آلات الطباعة، كما ابتكر نوعه الخاص من الأحبار المناسبة للكتابة والطباعة بالمعادن بدلا من الخشب.
- من أول الأعمال التي طبعها "جوتينبيرج" بآلاته الكتب المقدسة والقاموس اللغوي حتى توفي عام 1468، وعمل "بيتر شوفر" على تطوير ابتكاره وطرح آلات لأغراض تجارية حتى انتشرت في كافة أنحاء أوروبا ثم خرجت إلى دول بقارات أخرى وغيرت شكل العالم من تبادل للأفكار والثقافة والتعليم وغير ذلك من المجالات.
هل تعود آلات الطباعة القديمة؟
- والآن، ربما تعاني صناعة الطباعة والصحافة الورقية في ظل التكنولوجيا والحوسبة التي اجتاحت جميع المجالات، وهناك الكثير من العمال القدامى في هذه الصناعة يحاولون استرجاع ذكرياتهم مع الآلات والأوراق والأحبار التي قضوا بينها معظم حياتهم.
- من وقت لآخر، يحاول بعض المهتمين بالطباعة دخول مزادات لشراء آلات عفا عليها الزمن أو دخول المتاحف للتعرف على تاريخ هذه المهنة العتيقة بل والعمل على ابتكار أشكال جديدة للكتابة الصحفية من حيث حجم العنوان ودرجة الظهور.
- ليس من السهل ابتكار شكل جديد للطباعة في الوقت الذي تتراجع فيه الصناعة بشكل كبير فضلا عن حاجة الآلات للتطوير المستمر من أجل استيعاب أي جديد.
- تتجه كافة الصناعات إلى الرقمنة، وهو ما دفع العديد من الصحف التقليدية المقروءة إلى الإنترنت وطرح نسخ إلكترونية للاستفادة من ثورة الإعلانات الرقمية بدلا من تخلي الكثيرين عن شراء صحيفة ورقية.
- سيحتاج الأمر أيضاً إلى تكاليف ضخمة من أجل إعادة تطوير آلاف ومعدات طباعة وربما إعادة تشكيلها وصناعتها من جديد كي تواكب العصر الحالي وتستوعب أي تطوير يطرأ عليها.
المصادر: هيستوري، إيكونوميست
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}