نبض أرقام
12:18 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

مستقبل إفريقيا في الابتكار وليس التصنيع

2020/01/05 أرقام

اتخذت إفريقيا ثلاث خطوات نحو مستقبل اقتصادي أقوى خلال الأشهر الأخيرة، ففي مارس أطلق الاتحاد الإفريقي "منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية"، وهي اتفاقية تستهدف إنشاء سوق واحد من المتوقع أن يولّد ناتجا محليا إجماليا يزيد على 3.4 تريليون دولار، وأن يستفيد منه أكثر من مليار شخص.
 

وفي أبريل أعلنت حكومة جنوب إفريقيا عن إطلاق مركز جديد تابع لمركز المنتدى الاقتصادي العالمي للثورة الصناعية الرابعة، وسيمثل هذا المركز نقطة للحوار والتعاون بشأن التحديات والفرص التي تتيحها التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الأدوات التي تساهم في تطور هائل وتحول في الزراعة والصناعة في إفريقيا، مما يوفر فرصة لازدهار القارة.
 

كما أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي منصة نمو إفريقيا، وهي مبادرة تساعد الشركات الناشئة على النمو والمنافسة عالميًا، حيث ستربط هذه المنصة بين الحكومة والمستثمرين والشركات لمساعدة الشركات الناشئة على الازدهار وأن تكون مستدامة.
 

وتُعد مثل هذه الخطوات مهمة للغاية لإفريقيا، لأنه على الرغم من النمو الاقتصادي الذي شهدته القارة مؤخرًا، فإنها لا تزال تواجه بعض التحديات، من بينها عدم المساواة وضعف الإنتاج الزراعي وبطالة الشباب.
 

كما من المتوقع أن تشهد القارة انفجارًا سكانيًا، إذ من المتوقع أن يبلغ عدد سكانها 2.4 مليار شخص بحلول عام 2050، لذلك فإن توفير فرص العمل سيكون أمرًا ملحًا، ويمكن أن تسهم الثورة الصناعية الرابعة في ذلك.
 

الثورة الرقمية في إفريقيا
 

 

- أصبح هناك أكثر من 400 مركز للتكنولوجيا في جميع أنحاء إفريقيا، وباتت لاجوس ونيروبي وكيب تاون مراكز تكنولوجية معترفاً بها دوليًا.

- تستضيف هذه المدن الآن آلاف الشركات الناشئة، بالإضافة إلى حاضنات ومسرعات الأعمال، ومراكز الابتكار والحدائق التكنولوجية ومساحات العمل المشتركة.

- من أبرز النجاحات التي شهدتها القارة تمكن تطبيق الإقراض عبر الجوال "برانش إنترناشيونال" من جمع 170 مليون دولار مؤخرًا، في واحدة من أكبر جولات التمويل التي حققتها شركة ناشئة في إفريقيا.

- هذا فضلاً عن طرح "جوميا" للاكتتاب العام الأولي مقابل مليار دولار، وهي أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في القارة، وأول شركة تكنولوجيا في إفريقيا يتم إدراجها في بورصة نيويورك.

 

رغم هذه النجاحات فإن هناك تحديات تواجه القارة، فوفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2018 والخاص بمدى استعداد البلدان للاستفادة من التكنولوجيات الناشئة، تم تصنيف 22 دولة - من بين 25 دولة إفريقية تم تقييمها- بأن لديها مستوى منخفضا من الاستعداد للمستقبل، بسبب نقص الظروف التمكينية اللازمة، بالإضافة إلى نقص المنصات التقنية والقدرة على الابتكار، والقدرة على جذب الاستثمارات العالمية.

 

كيف يمكن لإفريقيا الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة؟
 

إذا أرادت إفريقيا الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة، وأن تصبح مركزًا عالميًا للابتكار، فعليها التغلب على العقبات الكبيرة، ويستعرض الجدول التالي ثلاث خطوات لتحقيق ذلك.
 

 

ثلاث خطوات لتمكين إفريقيا من الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة

الخطوة

الشرح

1- معالجة فجوات النظافة الرقمية


- أي مركز تقني يحتاج بشكل أساسي إلى الوصول إلى الاتصال الرقمي المتطور، ورغم أن إفريقيا حققت قفزات كبيرة في هذا الأمر مع تزايد انتشار الأجهزة المحمولة، فإنه لا تزال هناك ثغرات متعلقة بانقطاع الإنترنت، بما في ذلك قيام بعض الحكومات بقطع الإنترنت في دول مثل الصومال وإثيوبيا، فضلاً عن الحاجة إلى الوصول إلى المياه النظيفة والطاقة وغير ذلك من الموارد.
 

2- الاستفادة من البيانات في التوصل إلى أفكار جديدة قابلة للتنفيذ


- أصبح من الشائع الإشارة للبيانات باعتبارها "النفط الجديد"، ومن المتوقع أن يصل سوق تحليل البيانات الضخمة إلى 103 مليارات دولار بحلول عام 2023، كما من المتوقع أن يولّد كل شخص 1.7 ميجابايت في الثانية بحلول عام 2020.
 

- ومن ناحية أخرى لا تشبه البيانات النفط لأنها مورد غير محدود، فهي تمثل فرصة حقيقية لإفريقيا للتوصل إلى أفكار مبتكرة قابلة للتنفيذ، لكن هناك حاجة إلى تطوير سياسات ومعايير مشتركة بين الدول الإفريقية لإنشاء البيانات واستخدامها وتنظيمها وإدارتها.
 

3- بناء المهارات الجديدة اللازمة


- لا تكفي الآلات وحدها لنجاح الثورة الصناعية الرابعة، إذ يستلزم ذلك توافر المعرفة الكافية لتشغيل هذه الآلات، وتواجه إفريقيا تحديًا هنا، ليس فقط في نقص المهارات الفنية اللازمة لتشغيل والتعامل مع التقنيات الحديثة، ولكن أيضًا في توافر الإمكانات اللازمة لمساعدة الأشخاص على التكيف مع سوق العمل الذي يشهد تغيرًا مستمرًا.
 

- لذلك من المهم اتخاذ خطوات سريعة لتأهيل القوى العاملة وتمكينها من التعامل مع التقنيات الحديثة، وتطوير نظام التعليم بما يتناسب مع التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم.
 

 
 

المصادر: المنتدى الاقتصادي العالمي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.