عام الأسواق بجدارة.. كيف كان أداء الأسهم والسلع العالمية في 2019؟

على الرغم من التذبذبات الحادة التي شهدتها الأسواق في عام 2019، واستمرار المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية حتى الأسابيع المتبقية من العام، سجلت أغلب الأصول تقريبًا أداءً جيدًا، وتتجه إلى إنهاء السنة في النطاق الموجب.

الأكثر غرابة في أداء الأصول خلال العام الذي يوشك أن ينتهي؛ تميز الأسواق التي كانت في مواجهة الضغوط والتقلبات الحادة بشكل مباشر، فمثلًا رغم أن العملة الرقمية "بتكوين" شهدت تذبذبات قوية في 2019 إلا أنها ما زالت الأفضل أداءً.

وفي حين أن سوق الأسهم الصيني كان في مرمى نيران الحرب التجارية، فإنه يتجه إلى إنهاء العام الجاري كأفضل سوق للأسهم في العالم، وحتى نظيره الأمريكي يتجه إلى تسجيل مكاسب قوية للغاية.

وعمومًا فقد كانت الأصول من الأسهم والديون الحكومية وسندات الشركات والسلع الأساسية رابحة بغض النظر عن مقدار التقدم أو التذبذب الذي تعرضت له، وحتى السندات التي تميل إلى الانخفاض عند ارتفاع الأصول الخطرة، كانت قادرة على تحقيق مكاسب.

الأصل الأفضل أداءً

- من بين جميع الأصول، كان الأكثر ارتفاعًا هو أحد الأصول الأكثر عرضة للتقلبات أيضًا، وهو عملة "بتكوين" الرقمية، والتي بلغت مكاسبها في مرحلة ما هذا العام أكثر من 200% متفوقة على جميع فئات الاستثمارات حول العالم.

- أنهت العملة الرقمية الأوسع انتشارًا والأكثر قيمة، تعاملات العام الماضي دون مستوى 3800 دولار، واستطاعت خلال العام الجاري أن تلامس مستوى 12900 دولار، لكنها هبطت بعد سلسلة من التقلبات لتتداول قرب 7500 دولار حاليًا.

- مع ذلك، فإن مكاسب "بتكوين" إلى الآن تتجاوز 90% ما يجعلها تتفوق أيضًا على الأًصول التقليدية، وسط تكهنات باستمرار تعافيها واستعادة جزء من مكاسبها الضائعة بعدما هبطت في أواخر أكتوبر الماضي إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر.

- وفقًا لتحليل لموقع "بتكوين ريزم" فإن حائزي العملة الرقمية كانوا يتجنبون التقلبات على مدار 12 شهرًا عن طريق عدم تداولها، ووجد التحليل أن 11.58 مليون وحدة "بتكوين" أو ما يعادل 60% من معروضها لم يتم نقله خارج المحفظة ولو لمرة واحدة على مدار هذه الفترة.

- كتب الموقع على حسابه بـ"تويتر": رغم ارتفاع قيمة "بتكوين" بنحو 90% حتى هذا الوقت من العام، فإن الملايين منها لم يتم بيعها.

- بعض الأصول الرقمية الناشئة الأخرى سجلت مكاسب قوية خلال هذا العام، لكنها أقل انتشارًا وأهمية مقارنة بـ"بتكوين".

السوق الأفضل

- بالعودة إلى فئات الأصول التقليدية، فإن السوق الذي يوشك على الفوز بلقب الأفضل أداءً في عام 2019، هو السوق الصيني، بعد ارتفاع مؤشر "سي إس آي 300" القياسي بنحو الثلث تقريبًا هذا العام، متجاهلًا تباطؤ الاقتصاد وتداعيات الحرب التجارية.

- أضافت بورصتا شنغهاي وشنتشن ما قدره 1.4 تريليون دولار من القيمة السوقية حتى أوائل شهر نوفمبر، لترتفع القيمة الإجمالية للأسهم الصينية إلى 6.8 تريليون دولار مع تواصل التدفقات الأجنبية.

- المؤشر الذي يضم الأسهم الرئيسية في شنغهاي وشنتشن سجل عائدًا بنحو 28% منذ بداية عام 2019 (تجاوزت مكاسبه في أوائل شهر نوفمبر 30%)، متفوقًا على مؤشر "إس آند بي 500" الذي ارتفع بنحو 25%، و"توبكس" الياباني الذي ارتفع بنحو 15%، وكذا "فوتسي" البريطاني الذي زاد 8%.

- تأتي هذه المكاسب بعد انخفاض المؤشر بنسبة 25% في عام 2018 بفعل المخاوف من الحرب التجارية المتصاعدة والحملة الحكومية للحد من المديونيات، وهو ما جعل السوق الصيني الأسوأ أداءً على الصعيد العالمي آنذاك.

الذهب: أداء استثنائي وغير متوقع

- لم تكن مكاسب "بتكوين" كثيرة التقلب وتفوق السوق الصيني الذي يقع في قلب الحرب التجارية، الاستثناءين الوحيدين لهذا العام، فرغم مكاسب الأصول الخطرة وتسجيل الأسهم الأمريكية لمستويات قياسية، كان للملاذات الآمنة نصيب.

- في نوفمبر، تعرض الذهب لضغوط شديدة مع تقييم المستثمرين للمحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، ورغم تبادل التهديدات بين الجانبين على خلفية الاحتجاجات في هونغ كونغ، سجل المعدن النفيس خسائر شهرية بنسبة 3.5%، وهي أكبر خسائر شهرية في 3 سنوات.

- لا يحقق الذهب عائدات نقدية مثل السندات والأسهم، ويكلف أموالًا لتخزينه وتأمينه، وهو ما يجعل مستثمرين مثل الملياردير "وارن بافيت" يرفضونه كنوع من الاستثمار.

- مع ذلك ورغم تفوق الأصول الخطرة في 2019، ارتفع المعدن النفيس بنحو 13.5% منذ بداية العام الجاري، متجهًا لتسجيل أفضل أداء سنوي منذ عام 2010.

النفط: مكاسب رغم التقلبات

- بلغت مكاسب خام "برنت" منذ بداية العام وحتى الآن 12.4% عند 61 دولارًا للبرميل، بعدما اقترب الخام القياسي من 75 دولارًا في أبريل الماضي، في حين بلغت مكاسب الخام الأمريكي "نايمكس" 21.5% ليتداول قرب 56 دولارًا مقارنة بـ66 دولارًا في أبريل.

- تعرضت أسعار النفط هذا العام لتقلبات قوية بفعل العقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا، والإعفاءات التي منحتها لبعض المستوردين، وكذلك الهجمات الإرهابية على منشآت النفط التابعة لـ"أرامكو"، والمخاوف من ضعف الطلب وتراكم المخزونات خلال العام القادم، لا سيما في ظل استمرار الحرب التجارية.

السوق الأمريكي

- في السوق الأمريكي، تتجه القطاعات الـ11 المدرجة بمؤشر "إس آند بي 500" إلى إنهاء العام الجاري في النطاق الموجب، بقيادة القطاع التقني الذي حقق عائدًا نسبته 41.5% يليه قطاع خدمات الاتصالات بـ28.1% ثم القطاع الصناعي بـ28%.

- بشكل عام، تلقت الأسهم دعمًا من تخفيف الاحتياطي الفيدرالي لسياسته، وخفضه للفائدة ثلاث مرات خلال عام 2019، إلى جانب تدخله في سوق الريبو، لتوفير السيولة اللازمة للإقراض قصير الأجل.

- رغم الارتفاع القوي لأسعار النفط، فإنه لم يترجم إلى مكاسب ملحوظة في أسهم الطاقة، حيث يتجه قطاع الطاقة الأمريكي على سبيل المثال إلى تسجيل مكاسب سنوية قرب 2.4% فقط.

المصادر: أرقام، كوين ديسك، ديكريبت، فاينانشيال تايمز، سي إن بي سي، أكسيوس، سكينغ ألفا، بلومبيرغ