رغم الحرب التجارية .. لماذا يواصل المزارعون الأمريكيون دعم "ترامب"؟

يحتدم السباق بين المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة الأمريكية سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، ويحاول كل مرشح الفوز بدعم أكبر شريحة من المواطنين،  ولكن عندما يتعلق الأمر بالقطاع الزراعي، فإن هناك تعقيدات تجعل العديد من المزارعين يميلون لدعم الرئيس "دونالد ترامب" رغم الحرب التجارية التي شنها ضد الصين.

من بين التعقيدات زراعة الذرة وارتباطها بصناعة الوقود الحيوي والالتزامات التي كشفت عنها إدارة "ترامب" وفرضتها على مصافي التكرير لشراء كميات محددة من المحاصيل مما ضغط على المصافي الصغيرة وأثر في الطلب على الذرة والصويا أيضاً.

وتحاول إدارة "ترامب" جاهدة لإرضاء المزارعين من جهة وصناعة مصافي التكرير من جهة أخرى والتي لا تريد بدورها الالتزام بحصص من مشتريات الذرة.

دعم سخي

- بالنسبة للكثير من المزارعين، تمثل الالتزامات المفروضة على مصافي التكرير والدعم الحكومي الذي كشفت عنه إدارة "ترامب" لهم بمثابة طوق نجاة لمحاصيلهم فضلا عن المعاناة من الحرب التجارية مع الصين.

- هدد الرئيس الأمريكي "دونالد  ترامب" الصين بزيادة الرسوم الجمركية إذا لم توقع على المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري النهائي، كما ذكرت مصادر بأن هناك خلافات بين الطرفين حول مدى الحجم المحدد من مشتريات الصين من السلع الزراعية الأمريكية.

- رد البيت الأبيض على قلق المزارعين ببعض الخطوات من وزارة الزراعة الأمريكية والتي حددت شراء مصافي التكرير لنحو ثلث محاصيل الذرة من المزارعين.

- تتركز صناعة الوقود الحيوي في عدد من الولايات التي دعمت "ترامب" في انتخابات عام 2016 من بينها "إيوا" و"إنديانا" و"ميزوري" و"نبراسكا".

- لم يرض العديد من المزارعين بالخطوات التي اتخذتها إدارة "ترامب" لدعمهم في مواجهة الحرب التجارية وضعف مشتريات مصافي التكرير، لكن الكثيرين يقدرون هذا الجهد.

- كشف البيت الأبيض العام الماضي عن برنامج تعويض للمزارعين عن أضرار الحرب التجارية برصد 12 مليار دولار، وكشف أيضا عن برنامج بـ16 مليار دولار إضافية لاحقاً.

- يريد "ترامب" كسب رضا هذا القطاع العريض من الناخبين قبيل  انتخابات الرئاسة عام 2020، وذلك عن طريق العديد من حزم المساعدات.

لماذا يفضلون "ترامب" عن غيره؟

- بالطبع، شعر المزارعون الأمريكيون بصدمة نتيجة فقدان أسواق كانت متاحة لهم قبل انسحاب إدارة "ترامب" من اتفاقية الشراكة عبر الدول المطلة على المحيط الهاديء أو "تي تي بي".

- رأى "ترامب" أن هذه الاتفاقية مجحفة نتيجة استغلالها في الاستفادة من الاقتصاد الأمريكي بشكل غير عادل، كما أعلن إلغاء اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية "نافتا"، واستبدلها باتفاقية أخرى بعد مفاوضات مطولة، ولا تزال قيد المراجعة وفي انتظار موافقة الكونجرس.

- يريد المزارعون الأمريكيون عدم إلغاء الاتفاقيات التجارية الدولية التي انخرطت فيها واشنطن ويستفيدون من صادراتهم إلى أطرافها، وفي نفس الوقت، يثمن بعضهم الجهود التي يبذلها "ترامب" لتعديل هذه الاتفاقيات على نحو أفضل.

- رغم عدم اليقين التجاري، قيل إن المزارعين يخشون صعود رئيس ينتمي للحزب الديمقراطي إلى سدة الحكم خشية فرض قواعد تنظيمية مشددة لحماية البيئة مما يضر أنشطتهم الزراعية، وبالمثل، أيضا في صناعة الوقود الأحفوري.

- أعرب كثير من المزارعين عن دعمهم لـ"ترامب" وأنهم سيصوتون لصالحه في انتخابات 2020، وهذا ما يراهن عليه الرئيس الأمريكي في معظم الولايات التي كسب تأييدها في انتخابات 2016.

- كشف مسح أجري في سبتمبر بشأن مدى تأييد القطاع الزراعي لعزل "ترامب" من منصبه على خلفية التحقيقات الجارية من جانب الديمقراطيين بالكونجرس الأمريكي، وكشفت نتائج عن تأييد 76% من المشاركين للرئيس الأمريكي ودعم فوزه في انتخابات 2020.

المصادر: فاينانشيال تايمز، فويس أوف أمريكا