نبض أرقام
02:31 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

أنجح اكتتاب في أمريكا منذ عقدين .. هذه الشركة تريد تغيير مفهوم العالم عن الطعام

2019/11/16 أرقام - خاص

بينما كان يعكف رواد أعمال أمثال "ترافيس كالانيك" مؤسس "أوبر تكنولوجيز"، و"آدم نيومان" مؤسس "وي ورك"، و"براين تشيسكي" مؤسس "إير بي إن بي"، على تطوير الطريقة التي يتم تقديم الخدمات بها للناس عن طريق توسيط التقنيات الحديثة، كان يعكف آخرون على تطوير ما يتم تقديمه للناس.

 

 

كان حلم "إيثان براون" ليس بتطوير شكل الطعام أو تغيير مذاقه لاستقطاع حصة في سوق شديد التنافسية، وإنما تطلع إلى تغيير ثوري يضعه على قدم المساواة مع أولئك المستثمرين الذين استغلوا انتشار الجوالات وتزايد الاتصال بالإنترنت لإنشاء أعمال مبتكرة ومزعزعة.

 

ببساطة كان يتمحور حلم "براون" حول إنتاج لحوم غير حيوانية، بحيث يمكنه الاستفادة من الاتجاه العالمي المتزايد للتخلي عن منتجات اللحم الحيواني، وكذلك خدمة الباحثين عن أغذية صحية لا سيما تلك التي تتناسب مع الحميات الغذائية ولا تضر البيئة.

 

الحلم نفسه، كان سبب سخرية الكثيرين -بما في ذلك الأصدقاء- من "براون"، الذين اعتقدوا أن فكرته حمقاء لا يمكن تطبيقها، وإن نجحت، فلن تتوسع بالدرجة التي يتخيلها حيث الثراء وامتلاك نشاط تجاري مترامي الأطراف.

 

السؤال المهم: ماذا يحتاج العالم؟

 

- يقول "براون": عندما أسست نشاطي للبروتين النباتي "بيوند ميت" عام 2009، كنت أدرك أني أمهد لشيء كبير، حتى لو اعتقد جميع من حولي أنني مجنون، ثم ثبت نجاحي مع طلب سلاسل البقالة أمثال "هول فودز" التعاون معنا.


 

- لم يكن يعلم "براون" من أين عليه أن يبدأ بعدما أنهى دراسته، وخلال نقاش عائلي سأله الوالد: ما رأيك "إيثان"، ما هي أكبر مشكلة تواجه العالم الآن؟ فرد الابن: أعتقد أنها المناخ، فإذا لم يكن المناخ جيداً فلا يهم أي شيء آخر.

 

- نتيجة هذا النقاش ركز "براون" جهوده في البداية على قطاع الطاقة وعمل فيه سنوات وأحبه كثيرًا، لكن دوره في مزرعة العائلة جعله يفكر بطريقة مختلفة، وبحكم خبرته في مجال الطاقة واهتمامه بالمناخ، كان يتأمل الدور الذي تلعبه الماشية في التغيرات المناخية.

 

- وجد "براون" أن تأثير الماشية على التغيرات المناخية كان أكبر من الطاقة، حيث تستهلك الأبقار والدجاج كميات هائلة من النباتات والمياه لتكوين اللحوم التي يتناولها البشر بعد ذلك، ومن هنا بدأت جهوده للبحث عن حل لهذه المشكلة.

 

- يشرح "براون" فكرته قائلًا: يتكون اللحم الحيواني من الأحماض الأمينية والدهون والمعادن وكمية صغيرة من الفيتامينات والماء، لذا قلت في قرارة نفسي، لا بد أن هناك طريقة لتحويل هذه العناصر إلى لحم مع الاستغناء عن الحيوانات.

 

 

مستقبل مختلف للغذاء

 

- تقول "بيوند ميت" إن مهمتها هي تشكيل مستقبل منتجات البروتين النباتي اللذيذة، والتي تشمل البرغر وشرائح اللحم والسجق وغيرها، مؤكدة أن التحول من اللحم الحيواني إلى النباتي يساعد العالم على معالجة مشاكل الصحة المتزايدة، وتغير المناخ، ونقص الموارد الطبيعية، ورعاية الحيوان.

 

- وفقًا للشركة فإن منتجاتها كانت خلاصة المزج بين ابتكارات خبرائها والمكونات البسيطة غير المعدلة وراثيًا، وأنها تحتوي مستويات بروتين مساوية أو أكبر من المنتجات الحيوانية، كما أنها لا تحتوي على الكوليسترول، ودهونها المشبعة أقل، ولا يوجد بها مضادات حيوانية أو هرمونات.

 

- وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ميشيغان، تبين أن برغر "بيوند ميت" يستهلك مياهًا أقل بنسبة 99%، وطاقة أقل بنسبة 46%، ويولد انبعاثات مسببة للاحتباس الحراري أقل بنسبة 90%، من برغر اللحم البقري.

 

 

- "بيوند ميت" التي تتخذ من لوس أنجلوس مقرًا لها، تمتلك منشأة كبيرة خاصة للبحث والتطوير، ويعمل بها عشرات العلماء والباحثين الذين يضعون شعار "مستقبل البروتين" على معاطفهم.

 

- من بين الموجودين في معمل الأبحاث والتطوير التابع لـ"بيوند ميت"، "باركر لي"، وهو عالم جزيئات صنع في السابق أجهزة طبية لمرضى السرطان، ويعكف حاليًا على توظيف خبرته العلمية في إيجاد بديل نباتي لأنسجة الغضروف الحيواني.

 

مغامرة الأسواق العامة

 

- بفضل "بيوند" ومنافسيها، نمت مبيعات المنتجات البديلة للحم الحيواني في الولايات المتحدة بنسبة 9.2% خلال العام المنتهي في الرابع والعشرين من أغسطس، مسجلة 925 مليون دولار، مقارنة بارتفاع نسبته 1.9% إلى 95 مليار دولار للحوم التقليدية.

 

- عندما طرح "براون" أسهم "بيوند ميت" في البورصة خلال مايو الماضي، كان ذلك أنجح اكتتاب عام منذ عقدين تقريبًا، حيث ارتفع سهم الشركة بنسبة 163% خلال اليوم الأول من إدراجه، وواصل الارتفاع حتى بلغت القيمة السوقية للشركة 12 مليار دولار.

 

- خلال الربع الثاني من العام الجاري، قفزت مبيعات الشركة بنسبة 287% إلى 67.3 مليون دولار، متجاوزة التوقعات، لكن السهم هبط 13% في تداولات ما بعد إغلاق جلسة التاسع والعشرين من يوليو عندما قالت "بيوند ميت" إنها ستبيع 3.25 مليون سهم آخر في طرح ثانوي.

 

 

- مؤخرًا، كشفت الشركة عن تحقيقها أول أرباح فصلية، والتي بلغت 4.1 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المنتهية بانقضاء سبتمبر، مقارنة بخسائر بلغت 9.3 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام السابق.

 

- رغم هذه الأخبار السارة، تراجع سهم "بيوند ميت" بأكثر من 20% خلال جلسة التاسع والعشرين من أكتوبر في نيويورك مسجلًا 82 دولارًا، مقارنة بنحو 235 دولارًا عند مستوى الذروة في يوليو، وبذلك تراجعت القيمة السوقية إلى 4.96 مليار دولار.

 

- جاء هذا الانخفاض الحاد في ظل القلق المتزايد لدى المحللين من أن القيمة المرتفعة للشركة لا يمكن تبريرها، خاصة في ظل تزايد المنافسين الذين يحاولون تقليد منتجاتها، وإضافة إلى إحباط المستثمرين من عدم الإعلان عن تعاون جديد بين الشركة وسلاسل المطاعم أو البقالة.

 

 

المصادر: مجلة "إنك"، الموقع الرسمي للشركة، مجلة "فاست كومباني"، التلغراف، فوربس، وول ستريت جورنال، بلومبيرغ

 

 

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.