كاليفورنيا.. إلى أي مدى تستعد الولاية صاحبة خامس أكبر اقتصاد في العالم لطفرة في الطاقة الشمسية؟

بداية من عام 2020، ستصبح كاليفورنيا أول ولاية أمريكية تطلب من أغلب منازلها الاعتماد ولو بشكل جزئي على الطاقة الشمسية للحصول على الكهرباء، وهذا النوع من المصادر النظيفة يعد جزءاً من استراتيجية واسعة النطاق لمكافحة التغيرات المناخية وتجنب الوقود الأحفوري.

خطة رائدة

- تقود كاليفورنيا الولايات الأمريكية الأخرى في تثبيت ألواح شمسية على أسقف المنازل حتى أصبح هذا المصدر النظيف يشكل نحو سُبع احتياجاتها من الكهرباء، ومن المتوقع أن تصل إلى هدفها بنسبة 100% بإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري تماماً بحلول عام 2045.

- هناك ولايات أخرى تحاول اللحاق بهذا الركب المتقدم، فمثلا، كشفت "ماساتشوستس" عن خطة شبيهة وكذلك ولاية "ميريلاند" بحيث أصبحت كاليفورنيا تمثل النموذج والقالب لسياسات الطاقة النظيفة بالنسبة للكثيرين.

- في كاليفورنيا، لا تزال تكاليف المنازل نفسها بمثابة تحدٍ رئيسي، حيث إن فرض السلطات التنظيمية على المواطنين تثبيت ألواح شمسية يعني زيادة التكاليف بنحو 9.5 ألف دولار في المتوسط رغم أن هذه الخطوة من شأنها زيادة مدخرات المواطنين بنحو 19 ألف دولار خلال ثلاثين عاماً.

- في العامين الماضيين، أصبح 20% فقط من المنازل المبنية في كاليفورنيا مثبت عليها ألواح للطاقة الشمسية مما يعكس وجود مشكلة تسويقية بالنسبة لبناة المنازل الذين لا يريدون تحميل المزيد من التبعات إضافة إلى الرهن العقاري.

- في بعض مناطق كاليفورنيا، تعد المنازل أقل تكلفة عن نظيراتها في المناطق الساحلية، وربما يشجع ذلك بعض بناة المنازل لعرض خدمات ومزايا الألواح الشمسية في شكل خصومات أو إيجار.

- حاولت كاليفورنيا التدخل بحوافز مثل دعم أو إعفاء ضحايا حرائق الغابات من تكاليف الألواح الشمسية مع توقعات بأن تصبح الولاية سوقا لنصف أنشطة الأسقف الشمسية عام 2020.

تحديات وعوائق

- قال مسؤولو كاليفورنيا إن تثبيت ألواح شمسية على المنازل بالولاية لا يعني استقلاليتها بطاقة كهربائية خاصة بكل منزل، بل إن كل ما يتم إنتاجه من طاقة يصب في الشبكة القومية.

- يعني ذلك أن أي انقطاع في الكهرباء بشكل عام سيؤثر على المنازل ولن يسعفه تثبيت سقف شمسي، وحدث ذلك بالفعل مؤخراً عندما اتخذت السلطات قراراً بقطع الكهرباء عن مليوني مواطن للحماية من حرائق الغابات.

- تحتاج كاليفورنيا لحل عدد من المعوقات التي تحول دون اعتمادها بالكامل على الطاقة الشمسية ومن بينها التعامل مع نقص الطاقة الشمسة في بعض الأوقات من العام.

- أيضا التكلفة الباهظة للأسقف الشمسية الأمر الذي يضر بسياسة كاليفورنيا المتعلقة بتشجيع المواطنين على تحمل تكلفة إضافية من أجل توليد كهرباء نظيفة لا لاستخدامها بل لإضافتها إلى الشبكة القومية.

- يقول مسؤولو كاليفورنيا إن تثبيت ألواح شمسية على أسقف المنازل يعد وسيلة من بين عدة أدوات تنفذها الولاية لخفض انبعاثات الكربون كما أن هناك خطة لبناء مزارع للطاقة الشمسية وعدم الاعتماد فقط على المنازل.

- يبقى أحد التحديات الرئيسية لطفرة الطاقة الشمسية بوجه عام متمثلاً في بطاريات تخزين الكهرباء حيث إن تكلفة البطاريات القادرة على استيعاب الطاقة الناتجة ستكون كبيرة وستضاف إلى تكنولوجيا الألواح الشمسية نفسها مما يعني المزيد من الأعباء على كاهل المواطنين.

حلول تلوح في الأفق

- تتراجع تكلفة الألواح الشمسية من حيث الصناعة والتسويق بشكل تدريجي لكن هذا التراجع بطيء كما أن وحدة البطارية الواحدة تتكلف حاليا ما بين عشرة آلاف وثلاثة عشر ألف دولار قبل الحوافز الضريبية، ورغم هذه التكلفة الباهظة، إلا أنها أقل بنحو 80% عما كانت عليه عام 2010.

- تتيح بعض شركات الألواح الشمسية لبناة المنازل تأجير هذه الأدوات والبطاريات أيضا بدلا من شرائها بشكل مباشر مما يعني خفض تكلفة الاستخدام والفواتير الشهرية عن المواطنين.

- تسهم الألواح الشمسية المثبتة على بعض منازل كاليفورنيا في تخفيف السحب من الكهرباء الناتجة من مصادر تقليدية بالشبكة العمومية، بل يتم إضافة مزيج نظيف إليها.

- أقرت السلطات في كاليفورنيا مؤخراً رصد مائة مليون دولار لأنظمة تخزين الطاقة في المناطق المحفوفة بمخاطر حرائق الغابات مما يقلص خطوط التوزيع والتي قيل إنها السبب في اندلاع الحرائق في هذه المناطق.

المصدر: بلومبيرغ، سي بي إس نيوز