أعلنت "جوجل" تحقيق إنجاز في تكنولوجيا حوسبة الكم بعد أن استغرق الأمر من رقاقتها الإلكترونية المعالجة 200 ثانية فقط لتنفيذ عملية حسابية معقدة كانت ستأخذ من الحواسب الخارقة عشرة آلاف سنة لإتمامها.
ويرى باحثون أن "جوجل" خطت خطوة عملية كبيرة في تحقيق "التفوق الكمي أو الكمومي"، وهي مرحلة سعت إليها العديد من الكيانات التكنولوجية من أجل تطوير حواسيب عملاقة تتفوق أداءً على الحواسب الخارقة الأسرع في العالم.
ما المقصود بـ"التفوق الكمي"؟
- أكد باحثون على أن هذه المرحلة التي بلغتها "جوجل" سوف تذهب بالبشر إلى عهد جديد من الحوسبة بحيث يمكن عن طريق آلات معينة أداء حسابات يستحيل على تكنولوجيا اليوم التعامل معها.
- حتى "آي بي إم" المنافسة أقرت بتحقيق "جوجل" إنجازا يفوق ما يمكن للحواسب الخارقة التعامل معه، وهو ما يسمى بالتفوق الكمي ذلك المصطلح الذي ظهر لأول مرة قبل سبع سنوات.
- تعرف الحواسب الكمية بأنها تلك الآلات التي يمكنها تسخير قوة الفيزياء على مستوى تحت ذري باستخدام وحدات المعلومات الدقيقة "البيت أو الكوبيت" الكمية.
- استخدم الفيزيائي الأمريكي "جون بريسكل" مصطلح "التفوق الكمي" لأول مرة عام 2012، ووصفه بأنه النفطة التي يمكن لحواسب الكم أداء مهام عندها لا يمكن للحواسب الخارقة أداؤها دون النظر إلى مدى جدوى تلك المهام.
- على عكس الحواسب العادية الحالية التي تحتوي الوحدات المعلوماتية الدقيقة بها "البيت" على قيمة إما الصفر أو الواحد، فإن "كيوبت" يمكنها التعامل على الصفر أو الواحد أو كليهما في آن واحد.
- قال "بريسكل" إنه قصد بهذا المصطلح التأكيد على إمكانية بلوغ علامة فارقة في تاريخ البشرية تكون تكنولوجيا المعلومات مبنية على مبادئ فيزياء الكم.
- رغم عدم الإشارة إلى تطبيقات بعينها لهذا الإنجاز في الوقت الحالي، إلا أن "بريسكل" أكد على إنجاز "جوجل" مدى القدرات الخارقة التي يمكن للتفوق الكمي بلوغها.
ما أهمية ذلك؟
- بعد تحقيق الإنجاز، يبقى التطبيق، ومن هنا، يرى العلماء أن الحوسبة الكمية وتحقيق "جوجل" للتفوق الكمي يمكن أن يسهما في حل مشكلات معقدة يواجهها العالم حالياً.
- على سبيل المثال، يمكن للتفوق الكمي الإسهام في اكتشاف مواد جديدة في الأنشطة الصناعية والبناء وتحسين استخدامات الأدوية وعلاجها لأشد الأمراض فتكاً كالسرطان والإيدز.
- أشار أحد مهندسي "مايكروسوفت" إلى أن هذا الإنجاز مجرد بداية لما يمكن أن تفعله البشرية بالتفوق الكمي والحوسبة الكمية بهدف فهم الأزمات والتعرف على طرق حلها كالتغيرات المناخية والتقاط الكربون من الغلاف الجوي وإنقاذ كوكب الأرض.
- من أبرز تطبيقات هذا الإنجاز تحقيق الأمن السيبراني، ففي الوقت الحالي، يتم تشفير البيانات الخاصة وإرسالها عبر كابلات أو إشارات لاسلكية بمفاتيح رقمية لحمايتها، أما في مستقبل الحواسب الكمية، يمكن ببساطة تحقيق اتصال كمي يستحيل اختراقه.
- لو حاول أحد قراصنة الإنترنت تتبع عملية عبر الحوسبة الكمية، سوف تنهار تراكيب "الصفر والواحد" وسوف يترك آثار ما فعله من محاولات، مما يعني سهولة تتبعه.
التطبيقات
- بالإضافة إلى حل المشكلات والأزمات المعقدة في عالمنا، قالت "جوجل" إنها تخطط لإتاحة إنجازها من الحواسب الكمية والتفوق الكمي للباحثين الأكاديميين وللشركات المهتمة بتطوير الخوارزميات.
- لم يتحدث أحد عن استغلال التفوق الكمي في أغراض عسكرية، وقيل إن "جوجل" كانت ستعلن عن هذا الإنجاز الشهر الماضي عقب تسريب ورقة بحثية عن هذا الأمر.
- تعمل "آي بي إم" المنافسة هي الأخرى على تطوير حواسبها الكمية الخاصة وتتسابق الشركة مع "جوجل" في هذا المعترك حيث كشفت في وقت سابق هذا العام عما وصفته بأول حاسوب كمي تجاري.
- استقبل البيت الأبيض إنجاز "جوجل" بكثير من الحفاوة والإشادة، وأعربت ابنة الرئيس الأمريكي "إيفانكا ترامب" عن فخرها وسعادتها بما فعلته "الشركة التكنولوجية والتطلع لتوظيفه في إحراز المزيد من التقدم للولايات المتحدة.
المصادر: تلغراف، فاينانشيال تايمز، بلومبيرغ
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}