نبض أرقام
02:27 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/30
2024/10/29

لماذا تعتبر نظرية "وارن بافيت" بشأن الذهب مضللة؟

2019/10/18 أرقام

بالنسبة للبسطاء، فإن الذهب هو مأمنهم من تآكل قيمة مدخراتهم جراء تراجع سعر صرف العملة وقوتها الشرائية، وهو أيضًا ملاذ للمستثمرين في أوقات عدم اليقين والتقلبات الحادة في الأسواق، لكنه بلا فائدة بالنسبة لواحد من أشهر وأغنى المستثمرين في العالم.

 

 

"وارن بافيت" الذي يعد رابع أغنى شخص في العالم بثروة تتجاوز 80 مليار دولار قال في خطاب شهير ألقاه في جامعة هارفارد قبل 20 عامًا: الذهب مجرد معدن يستخرج من الأرض، ثم يتم صهره، ويحتاج بعد ذلك لأفراد لحراسته، وليس له فائدة.

 

موقف "بافيت" تجاه الذهب لم يتبدل بمرور الوقت، وينسب له القول: إذا كنت تمتلك كل ذهب العالم، فيمكنك أن تنصب نفسك ملكًا فوقه، لكنك في النهاية لن تحقق أي مكسب منه.

 

النظرية المضللة
 

- في خطابه السنوي للمستثمرين هذا العام، جدد "بافيت" هجومه على الذهب كأداة استثمارية قائلًا: قد يلاحظ أولئك الذين يحذرون من تداعيات زيادة العجز في موازنة الحكومة، أن الدين الوطني للولايات المتحدة قفز إلى 400 ضعف خلال الـ77 عامًا الماضية.
 

- هذا يعني ارتفاعا نسبته 40 ألف في المائة، وبفرض أن شخصًا ما توقع هذه الزيادة وشعر بالخوف من احتمال هبوط قيمة العملة، فربما كان ليتجنب الأسهم ويختار شراء 3.25 أوقية ذهب بمبلغ 114.75 دولار (أول مبلغ استثمره "بافيت" قبل 77 عامًا).
 

- يضيف "بافيت": كان سيكون لديه الآن ما قيمته 4200 دولار، أي أقل من 1% مما كان يمكن تحقيقه من استثمار بسيط في الشركات الأمريكية، فمبلغ 114.75 دولار قبل 77 عامًا كان ليصل إلى 606.8 ألف دولار إذا تم استثماره في صندوق مؤشرات يتعقب "إس آند بي 500".



 

- مع ذلك، يختلف المحللون مع "بافيت" ويرون مثاله الأخير مضللًا، خاصة أنه يركز على أداء الذهب خلال الـ77 عامًا الماضية، في حين أن سعر الذهب تحدد بموجب القانون الأمريكي عام 1975، وبالتالي فنصف المدة المشار إليها لا تعبر عن مقارنة صادقة.
 

- صحيح أيضًا أن الذهب كاستثمار لا يحقق عائدًا مباشرًا ولا يولد تدفقات نقدية، لذلك يتم تحديد سعره بشكل كبير عبر السوق الثانوي، وبمعنى آخر، فإنه يستحق فقط ما يستعد الأشخاص الآخرون لدفعه، وقد ارتفع سعره بمقدار الخُمس تقريبًا هذا العام.

 

أهمية الذهب كمؤشر للمستثمرين
 

- الذهب يستقطب مليارات الدولارات من المستثمرين منذ وقت طويل، قبل ظهور موضة شركات التقنية الناشئة، وبهذا فهو يستحق لقب "اليونيكورن الأصلي"، كل ما في الأمر أن المتحمسين للمعدن اللامع أقل اهتمامًا بالابتكارات الجديدة.
 

- أدى توسع استراتيجيات الاستثمار السلبي والمنهجي إلى تغييرات جذرية في هيكل الأسواق المالية خلال العقد الماضي، وفي الوقت نفسه، زاد تدخل البنوك المركزية وتغير المشهد التنظيمي، ما عزز من أهمية الاستثمار غير المستند إلى تحليل قيمة الأصل.
 

- نتيجة ذلك، أصبحت قرارات شراء وبيع الأوراق المالية تعتمد بشكل أقل على مفاهيم القيمة، وأكثر على الاحتياجات الوظيفية، وبالتالي بات من المهم استخدام التحليل الأساسي ورأس المال الصبور وتجاهل تقلبات الأسعار على المدى القصير.



 

- حركة سعر الذهب على مدى العقد الماضي أربكت حتى أكثر المحللين المعجبين به، ففي السنوات التالية للأزمة المالية، استعد الجميع لسوق صاعد لم ينطلق قط، حتى مع التيسير الكمي واسع النطاق وأزمة الديون في أوروبا لم يرتفع.
 

- في الحقيقة، ترتفع قيمة الذهب مع زيادة حجم الأصول ذات العائد السالب التي تشير إلى أن الركود سيكون أكثر حدة، وربما يعكس ارتفاعها زيادة مرتقبة في التضخم، لكن هذا احتمال أقل ولم يتحقق مع التوسع في سياسة التيسير الكمي سابقًا.

 

للذهب قيمة كبيرة أيضًا
 

- ربما كان من الحكمة الإنصات إلى "بافيت" دائمًا، لكن بالنظر إلى التحولات الجوهرية في هيكل السوق خلال السنوات الأخيرة، فربما أصبح الذهب ليس فقط مؤشرًا لسلوك المستثمر على نطاق واسع، ولكن للتوقعات الاقتصادية أيضًا.
 

- بالنظر في الأداء، فإن الذهب تفوق على مؤشر "إس آند بي 500" منذ عام 2001، حيث ارتفع بنسبة 474% خلال هذه الفترة مقابل 109% لمؤشر الأسهم الأمريكية، (يشير بعض المحللين إلى عام 2001 باعتباره بداية سوق صعودي طويل الأجل للمعدن النفيس).



 

- يرى رئيس شركة "دوهمن كابيتال" للأبحاث "بيرت دوهمن" أن "بافيت" استخدم فترة زمنية غير منصفة على غرار محللي الأسهم الذين يرغبون في توجيه المستثمرين بتخويفهم من المعدن النفيس، لذا يلجأون إلى تواريخ تمنحهم ما يريدون.
 

- مع ذلك، هناك أوقات قد يكون على المستثمر فيها بيع أصول الذهب، ومثلًا، خلال الأزمة المالية انخفضت قيمة صندوق الأصول المتداولة المقوم بالذهب "فانيك فكتورز جولد ماينرز" بنسبة 72% خلال 8 أشهر، وتراجع سعر الذهب بنسبة 31%.
 

- يقول "دوهمن" إن الذهب سيصبح أكثر الأصول المرغوبة مع إعادة البنوك المركزية لبرامج التيسير الكمي خوفًا من الركود، حيث ستتآكل القوة الشرائية للنقود.
 

- بالطبع لن يحقق المستثمر مكاسب باهظة باستمرار من أسهم الذهب، لكنه سيكون واثقًا من أن قيمة مدخراته المرتبطة بأصول الذهب ستصبح أفضل على المدى الطويل.

 

المصادر: أرقام، فوربس، فاينانشيال تايمز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.